الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ}
39088 -
عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طُوبى شجرةٌ في الجنة، غَرَسَها اللهُ بيده، ونفخ فيها مِن رُوحِه، وإنّ أغصانها لَتُرى مِن وراء سُورِ الجنة، تُنبِتُ الحُلِيَّ، والثمارُ مُتَهَدِّلَةٌ على أفواهِها»
(1)
. (8/ 451)
39089 -
عن عبد الله بن عمر، قال: ذُكِر عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم طُوبى، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«يا أبا بكرٍ، هل بلغك طُوبى؟» . قال: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: «طُوبى شجرةٌ في الجنَّة لا يعلمُ طولها إلا الله، فيسير الراكبُ تحت غُصْنٍ مِن أغصانها سبعين خريفًا، ورقُها الحُلَلُ، يقع عليها الطيرُ كأمثال البُخْتِ» . قال أبو بكر: إنّ ذلك الطيرَ ناعِمٌ! قال: «أنعمُ مِنه مَن يأكله، وأنت منهم، يا أبا بكر، إن شاء الله»
(2)
. (8/ 451)
39090 -
عن معاوية بن قُرَّة، عن أبيه، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «طُوبى شجرةٌ غَرَسَها اللهُ بيده، ونفخ فيها مِن روحه، تنبتُ بالحُلِيِّ والحُلَلِ، وإنّ أغصانَها لَتُرى مِن وراءِ سُور الجنةِ»
(3)
. (8/ 438)
39091 -
عن عُتْبةَ بن عبد، قال: جاء أعرابِيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما حوضك الذي تَحَدَّثُ عنه؟ فقال: «هو كما بين صنعاء إلى بُصْرى، ثم يُمِدُّني الله بكُراعٍ
(4)
لا يَدري بشرٌ مِمَّن خُلِق أيَّ طَرَفَيْه». فقال الأعرابيُّ: فيها فاكهةٌ؟ قال: «نعم، فيها شجرةٌ تُدْعى طُوبى، هي تُطابِقُ الفردوسَ» . قال: أيَّ شجر أرْضِنا تُشبه؟ قال: «ليس تُشبهُ شيئًا مِن شجر أرضك، ولكن أتيتَ الشام؟» . قال: لا. قال: «فإنّها تُشبِهُ شجرةً بالشّامِ تُدْعى الجَوْزَةَ، تنبُتُ على ساقٍ واحدةٍ، ثم ينتشرُ أعلاها» . قال: ما عِظَمُ
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
قال المناوي في التيسير 2/ 120: «إسناده ضعيف» .
(2)
أخرجه الآجري في الشريعة 2/ 1038 (625)، وابن بطة في الإبانة الكبرى 7/ 86 - 88 (65)، من طريق عبد الله بن زياد القرشي، عن زرعة بن إبراهيم، عن نافع، عن ابن عمر به.
وضعّفه الألباني في الصحيحة 6/ 51 (2514) ضمنًا، فقال:«عبدالله بن زياد وهو الفلسطيني، تكلَّم فيه ابن حبان، وساق له حديثًا آخر، وقال: ليس هذا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وساق له الحافظ في اللسان حديثًا ثالثًا مِن طريق أبي نعيم بإسناده عنه به، وقال: قال أبو نعيم: الحَمْل فيه على عبد الله بن زياد» .
(3)
أخرجه ابن جرير 13/ 528. وأورده الثعلبي 5/ 288.
قال الألباني في الضعيفة 8/ 294 (3830): «موضوع» .
(4)
الكراع هنا: طرف من ماء الجنة. النهاية 4/ 195.
أصلِها؟ قال: «لو ارْتَحَلْتَ جَذَعةً مِن إبل أهلك ما أحَطْتَ بأصْلِها حتى تنكسر تَرْقُوتاها هَرَمًا» . قال: فهل فيها عِنبٌ؟ قال: «نعم» . قال: ما عِظَمُ العُنقود منه؟ قال: «مسيرة شهرٍ للغُرابِ الأبْقَع»
(1)
. (8/ 438)
39092 -
عن أبي سعيد الخدريِّ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنّ رجلًا قال: يا رسول الله، طوبى لِمَن رآك وآمَن بك؟ قال:«طوبى لِمَن رآني وآمن بي، ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني» . قال رجلٌ: وما طوبى؟ قال: «شجرةٌ في الجنة مسيرة مائة عامٍ، ثيابُ أهل الجنةِ تخرُجُ من أكمامِها»
(2)
. (8/ 439)
39093 -
عن أبي أُمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم مِن أحد يدخُلُ الجنةَ إلا انطُلِق به إلى طوبى، فتَفْتَحُ له أكمامَها، فيأخذُ مِن أيِّ ذلك شاء؛ إن شاء أبيض، وإن شاء أحمر، وإن شاء أخضر، وإن شاء أصفر، وإن شاء أسود، مثل شَقائقِ النُّعمانِ
(3)
وأرقّ وأَحْسَن»
(4)
. (8/ 440)
39094 -
عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الرَّجُلَ إذا نَزَعَ ثمرة مِن الجنة عادت مكانها أخرى»
(5)
. (ز)
(1)
أخرجه أحمد 29/ 191 - 192 (17642)، وابن حبان 14/ 361 (6450)، 16/ 432 - 433 (7416)، وابن جرير 13/ 528. وأورده الثعلبي 5/ 289، جميعهم بنحوه.
قال الهيثمي في المجمع 10/ 413 - 414 (18727): «رواه الطبراني في الأوسط
…
، وفي الكبير، وأحمد باختصار عنهما، وفيه عامر بن البكالي، وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يُجَرِّحه ولم يُوَثِّقه، وبقية رجاله ثقات».
(2)
أخرجه أحمد 18/ 211 (11673) واللفظ له، وابن حبان 16/ 213 (7230)، 16/ 429 (7413)، وابن جرير 13/ 529.
قال ابن حجر في الأمالي المطلقة ص 46 - 47 (84): «هذا حديث حسن» . وقال المناوي في التيسير 2/ 120: «إسناد صحيح» . وقال الألباني في الصحيحة 4/ 639 (1985): «هذا سند لا بأس به في الشواهد» .
(3)
هو هذا الزهر الأحمر المعروف. النهاية (شقق).
(4)
أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة ص 131 (147). وأورده الضياء المقدسي في صفة الجنة ص 115 (104)، من طريق إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام الأسود، قال: سمعت أبا أمامة به.
قال ابن كثير في النهاية 20/ 332 عن رواية ابن أبي الدنيا: «غريب حسن» .
(5)
أخرجه الحاكم 4/ 496 (8390) مطولًا، والضياء المقدسي في صفة الجنة ص 96 (74) واللفظ له، والثعلبي 8/ 344.
قلنا: فيه سعيد بن يوسف، وهو الرحبي الدمشقي أو الحمصي، قال عنه ابن حجر في التقريب (2425):«ضعيف» .
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة» . وقال الهيثمي في المجمع 10/ 414 (18731): «رواه الطبراني، والبزار، إلا أنه قال: عيد في مكانها مثلاها. ورجال الطبراني وأحد إسنادَيِ البزار ثقات» . وقال المناوي في التيسير 1/ 283: «رواه الطبراني، وكذا الحاكم، والبزار، بأسانيد بعضها صحيح» . وقال الألباني في الضعيفة 7/ 138 (3146): «ضعيف» .
39095 -
عن وهب بن مُنَبِّه، عن محمد بن علي بن الحسين ابن فاطمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ في الجنة شجرة يقالُ لها: طُوبى، لو سَخَّر الراكبُ الجوادَ أن يسير في ظلِّها لسار فيه مائة عام قبل أن يقطعه، وورقُها بُرُودٌ خُضْرٌ، وزهرُها رِياطٌ صُفْرٌ، وأَقْناؤُها سندسٌ وإستبرقٌ، وثمرُها حُللٌ خضرٌ، وصمغُها زنجبيلٌ وعسلٌ، وبطحاؤُها ياقوتٌ أحمرُ وزُمُرّدٌ أخضرُ، وتُرابُها مِسْكٌ وعَنبَرٌ وكافورٌ أصفرُ، وحشيشُها زعفرانٌ مُونِعٌ
(1)
والألَنْجُوجُ
(2)
، يأْجُجان
(3)
مِن غير وقودٍ، ينفجرُ مِن أصلها أنهارٌ؛ السلسبيل والمَعين في الرحيق، وظلها مجلِسٌ مِن مجالس أهل الجنة يألفونه، ومتحدَّث يجمعهم،
…
»
(4)
. (8/ 445 - 449)
39096 -
عن أبي هريرة -من طريق شَهْر بن حَوْشَب- قال: {طُوبى} : شجرةٌ في الجنة، يقولُ الله لها: تَفَتَّقِي لعبدي عمّا شاء. فتَتَفَتَّق له عن الخيل بسُرُوجِها ولُجُمِها، وعن الإبل برحالها وأزِمَّتِها، وعما شاء مِن الكسوةِ
(5)
. (8/ 438)
39097 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: {الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب} ، قال: لَمّا خلق الله الجنَّة وفَرَغ منها قال: {الذين آمنوا وعملوا الصّالحات طُوبى لهُم وحُسنُ مآبٍ} . وذلك حينَ
(1)
أينع الثمر فهو مُونع: إذا نضج. النهاية (ينع).
(2)
الألنجوج: هو العود الذي يُتَبخر به. النهاية (ألنجوج).
(3)
الأَجُوج: المضيء. لسان العرب (أجج).
(4)
جزء من حديث طويل، وسيرد بتمامه عند تفسير قوله تعالى:{وقالُوا الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أذْهَبَ عَنّا الحَزَنَ إنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 34]. والحديث أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى 7/ 81 - 86 (64)، وأبو نعيم في صفة الجنة 2/ 242 - 248 (411) وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم من وجه آخر.
قال المنذري في الترغيب والترهيب 4/ 308 (5741): «رواه ابن أبي الدنيا وأبو نعيم هكذا معضلا ورفعه منكر» . وقال ابن كثير في تفسيره 4/ 459: «وهذا سياق غريب، وأثر عجيب ولبعضه شواهد» ثم ساق بعض الأحاديث التي تشهد لبعض ما فيه. وقال في البداية والنهاية 20/ 410.: «وهذا مرسل ضعيف غريب جدًّا، وفيه ألفاظ منكرة، وأحسن أحواله أن يكون من بعض كلام التابعين، أو من كلام بعض السلف، فوهم بعض الرواة فجعله مرفوعًا، وليس كذلك».
(5)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 336، وابن أبي الدنيا (55)، وابن جرير 13/ 524. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي الدنيا في صفةِ الجنةِ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
أعْجَبَتْهُ
(1)
. (8/ 437)
39098 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: {طُوبى لهُم} ، قال: فَرَحٌ، وقُرَّةُ عينٍ
(2)
. (8/ 437)
39099 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: طوبى: اسمُ الجنة، بالحَبَشِيَّة
(3)
. (8/ 437)
39100 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق موسى بن سالم- قال: طوبى: اسم شجرة في الجنةِ
(4)
. (8/ 437)
39101 -
عن أبي أُمامة الباهِلِيِّ -من طريق شَهْر بن حَوْشَب- قال: {طوبى} : شجرة في الجنة، ليس فيها دارٌ إلا فيها غُصْنٌ منها، ولا طير حَسَن إلا وهو فيها، ولا ثمرة إلا وهي فيها
(5)
. (ز)
39102 -
عن سعيد بن جبيرٍ، قال: طوبى: اسم الجنةِ، بالهندية
(6)
. (8/ 437)
39103 -
عن سعيد بن جبيرٍ، قال: طوبى: اسم الجنةِ، بالحبشِيَّة
(7)
. (ز)
39104 -
عن سعيد بن جبير، في قوله:{طوبى لهم} ، قال: غِبْطَةٌ
(8)
. (8/ 452)
39105 -
عن إبراهيم النخعي -من طريق منصور- في قوله: {طُوبى لهُم} ، قال: الخيرُ والكرامةُ الذي أعطاهم الله
(9)
. (8/ 436)
39106 -
عن إبراهيم النخعي -من طريق منصور- في قوله: {طوبى لهم} ، قال: الجنَّة
(10)
. (ز)
39107 -
عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: {طوبى لهم} ،
(1)
أخرجه ابن جرير 13/ 523.
(2)
أخرجه ابن جرير 13/ 521، وابن أبي حاتم -كما في الإتقان 2/ 22 - . وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن جرير 13/ 522. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(4)
أخرجه ابن جرير 13/ 523 - 524. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(5)
أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع 1/ 141 (328).
(6)
عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(7)
تفسير البغوي 4/ 316.
(8)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم
(9)
أخرجه ابن جرير 13/ 521 - 522. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(10)
تفسير الثوري ص 153.
قال: غِبطَةٌ لهم
(1)
. (8/ 436)
39108 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي جَرَّةَ- قال: طوبى: شجرةٌ في الجنة، حمْلُها أمثال ثُدِيِّ النساء، فيه حُلَلُ أهل الجنة
(2)
. (8/ 442)
39109 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {طُوبى لهُم} ، قال: الجنةُ
(3)
. (8/ 437)
39110 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- في قوله: {طوبى لهم وحسن مآب} ، قال: الخير
(4)
. (ز)
39111 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمرو بن نافع- في قوله: {طُوبى لهُم} ، قال: نِعْم ما لهم
(5)
. (8/ 436)
39112 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق السدي- في قوله: {طُوبى لهُم} ، قال: الجنَّةُ
(6)
. (8/ 437)
39113 -
عن خالد بن مَعْدان، قال: إنّ في الجنة شجرةً يُقال لها: طوبى، ضُرُوعٌ كلُّها، تُرْضِع صبيان أهل الجنة، فمَن مات مِن الصبيان الذين يرضعون رَضع مِن طوبى، وإنّ سِقْطَ المرأة يكون في نهر من أنهار الجنة يتقلَّب فيه حتى تقوم القيامة، فيُبعث ابن أربعين سنة
(7)
. (8/ 442، 452)
39114 -
عن محمد بن سيرين، قال: طوبى شجرةٌ في الجنة أصلُها في حُجْرَةِ عليٍّ، وليس في الجنة حُجْرَةٌ إلا وفيها غصنٌ مِن أغصانها
(8)
. (8/ 440)
39115 -
عن شَهْر بن حَوْشَب -من طريق جعفر- قال: طوبى شجرةٌ في الجنة، كلُّ
(1)
أخرجه ابن جرير 13/ 520. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(2)
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب صفة الجنة -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا 6/ 332 (56) - من طريق ابن أبي جرة. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن وهب في الجامع 1/ 140 - 141 (327) من طريق قيس، وابن جرير 13/ 523. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.
(4)
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/ 336.
(5)
أخرجه هنّاد (121)، وابن جرير 13/ 520. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ.
(6)
أخرجه ابن جرير 13/ 523.
(7)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي الدنيا في العزاء، وابن أبي حاتم.
(8)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
شجرةٍ في الجنة منها، أغصانُها مِن وراء سور الجنة
(1)
. (8/ 442)
39116 -
عن أبي جعفر الباقر - من طريق رجل مِن أهل الشام- قال: إنّ ربَّك أخذ لؤلؤة فوضعها، ثم دمْلَجَها
(2)
، ثم فرشها وسط الجنة، ثم قال لها: امْتَدِّي حتى تَبْلُغي مرْضاتي. ففَعَلَتْ، ثم أخذ شجرةً فغرسها وسط اللؤلؤة، ثم قال لها: امْتَدِّي حتى تبلغي مرضاتي. ففعَلَتْ، فلمّا اسْتَوَتْ تفجَّرت مِن أصولها أنهارُ الجنة، وهي طُوبى
(3)
. (8/ 440)
39117 -
عن وهْبِ بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد بن مَعْقِلٍ- قال: إنّ في الجنة شجرةً يُقال لها: طُوبى، يسيرُ الراكبُ في ظِلّها مائة عامٍ لا يقطعها؛ وزهرها رِياطٌ
(4)
، وورقها بُرُودٌ
(5)
، وقُضْبانها عَنبَرٌ، وبَطْحاؤُها ياقوتٌ، وتُرابها كافورٌ، ووَحْلُها مِسْكٌ، يخرج مِن أصلها أنهار الخَمْر واللَّبَن والعَسَل، وهي مجلِسٌ مِن مجالس أهل الجنة، ومُتَحَدَّثٌ بينهم، فبينما هم في مجلسهم إذ أتتهم ملائكةٌ مِن ربهم يقُودون نُجُبًا مَزْمُومةً بسلاسل مِن ذهبٍ، وُجُوهُها كالمصابيح مِن حُسْنِها، ووَبَرُها كخَزِّ المِرْعِزّى
(6)
مِن لِينه، عليها رِحالٌ ألواحها مِن ياقوتٍ، ودُفوفها مِن ذهب، وثيابها مِن سُندُس وإستبرق، فيُنِيخُونها، ويقولون: ربُّنا أرْسَلَنا إليكم لِتَزُورُوه. فيركبونها، فهي أسرع مِن الطائر، وأَوْطَأ مِن الفِراش، نُجُبًا مِن غير مَهَنة، يسيرُ الرجل إلى جنب أخيه وهو يُكَلِّمه ويناجيه، لا تُصِيب أُذُنُ راحلةٍ منها أُذُنُ صاحبتها، ولا بَرْكُ
(7)
راحلةٍ بَرْك صاحبتها، حتى إنّ الشجرة لَتَتَنحّى عن طُرُقهم؛ لِئَلّا تُفَرِّق بين الرجل وأخيه، فيأتون إلى الرحمن الرحيم، فيُسْفِر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إليه، فإذا رأوه قالوا: اللهمَّ، أنت السلام، ومنك السلام، وحُقَّ لك الجلال والإكرام. ويقول عز وجل عند ذلك: أنا السلامُ، ومِنِّي السلامُ، وعليكم حَقَّتْ رحمتي ومَحَبَّتي، مرحبًا بعبادي الذين خَشَوْني بالغيب، وأطاعوا أمري. فيقولون: ربَّنا، إنّا
(1)
أخرجه ابن جرير 13/ 524. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(2)
دملج الشيء: إذا سواه وأحسن صَنعته. النهاية (دملج).
(3)
أخرجه ابن جرير 13/ 525 عن أبي صالح، عن معاوية، عن بعض أهل الشام. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن أبي جعفر.
(4)
ريط: كل ثوب رقيق لين. النهاية (ريط).
(5)
البرد: نوع من الثياب معروف، والجمع أبراد وبرود. والبردة: الشملة المخططة. النهاية (برد).
(6)
المَرْعِزّى: الزغب الذي تحت شعر العنز. لسان العرب (رعز).
(7)
البَرْك: الصدر، وقيل: هو ما ولى الأرض من جلد صدر البعير إذا برك. لسان العرب (برك).
لم نعبدك حقَّ عبادتك، ولم نقْدُرك حقَّ قدرك، فأْذَن لنا في السجود قُدّامك. فيقول الله عز وجل: إنّها ليست بدار نَصَب ولا عبادةٍ، ولكنها دارُ مُلْكٍ ونعيمٍ، وإنِّي قد رفعتُ عنكم نَصَب العبادة، فسلُوني ما شئتم، فإنّ لِكُلِّ رجلٍ منكم أُمنِيَّته. فيسألونه، حتى إنّ أقصرهم أُمْنِيَّة لَيقول: ربِّ، تنافسَ أهلُ الدنيا في دنياهم، فتَضايقوا فيها، ربِّ، فآتِني كلَّ شيءٍ كانوا فيه مِن يوم خلقتها إلى أن انتَهَتِ الدنيا. فيقول الله عز وجل: لقد قَصَرَتْ بك أُمْنيَّتُك، ولقد سألتَ دون منزلتك، هذا لك مِنِّي، وسأُتحِفُك بمنزلتي؛ لأنّه ليس في عطائي نَكَدٌ ولا تَصْرِيدٌ
(1)
. ثم يقول: اعرضوا على عبادي ما لم تَبْلُغ أمانيُّهم، ولم يخطر لهم على بال. فيعْرِضون عليهم حتى تَقْصُر بهم أمانيُّهم التي في أنفسهم، فيكون فيما يَعْرضون عليهم براذينُ مُقرَّنةٌ، على كلِّ أربعةٍ منهم سريرٌ مِن ياقوتة واحدةٍ، على كلٍّ منها قُبّةٌ مِن ذهبٍ مُفَرَّغة، في كلّ قُبَّةٍ منها فُرشٌ مِن فُرُش الجنة مُظاهرةٌ، في كلِّ قبة منها جاريتان مِن الحور العين، على كلِّ جارية مِنهُنَّ ثوبان مِن ثياب الجنة، وليس في الجنة ألوانٌ إلا وهو فيهما، ولا ريحٌ طيبةٌ إلا وقد عَبِقتا به، يَنفُذ ضوءُ وجوههما غِلَظَ القُبَّة، حتى يَظُنَّ مَن يراهما أنّهما مِن دون القُبَّة، يرى مُخُّهما مِن فوق سُوقِهما كالسِّلك الأبيض مِن ياقوتة حمراء، يَرَيان له مِن الفضل على صحابته كفضل الشمس على الحجارة أو أفضل، ويرى هو لهما مثل ذلك، ثم يدخل إليهما فيُحَيِّيانِه ويُقَبِّلانه ويُعانِقانِه، ويقولان له: واللهِ، ما ظننّا أنّ اللهَ يخلق مثلك. ثم يأمر الله الملائكةَ، فيسيرون بهم صفًّا في الجنة، حتى ينتهي كلُّ رجلٍ منهم إلى منزلته التي أُعِدَّت له
(2)
. (8/ 442 - 444)
39118 -
عن أبي صالحٍ باذام -من طريق الأعمش- قال: طُوبى: شجرةٌ في الجنَّة، لو أنّ راكبًا ركب حُقَّة أو جَذَعةً فأطافَ بها ما بلغ الموضعَ الذي رَكِب فيه حتى يقتُله الهَرَمُ
(3)
. (8/ 450)
39119 -
عن مُغِيث بن سُمَيّ -من طريق حسان بن أبي الأشرس- قال: طوبى: شجرةٌ في الجنة، لو أنّ رجلًا رَكِب قَلُوصًا جذعًا أو جذعًة، ثم دار بها، لم يبلغ المكان الذي ارتحل منه حتى يموت هَرِمًا، وما مِن أهل الجنة منزلٌ إلا غُصنٌ مِن تلك الشجرة مُتَدَلٍّ عليهم، فإذا أرادوا أن يأكلوا مِن الثمرة تَدَلّى إليهم، فيأكلون ما شاءوا،
(1)
التصريد في العطاء: تقليله. لسان العرب (صرد).
(2)
أخرجه ابن جرير 13/ 525 - 526. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 99، 544.
ويجيء الطيرُ فيأكلون منه قدِيدًا وشويًّا ما شاءوا، ثم يطيرُ
(1)
[3520]. (8/ 450 - 451)
39120 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {طُوبى لهُم} ، قال: حُسنى لهم، وهي كلمةٌ مِن كلام العرب
(2)
. (8/ 436)
39121 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {طُوبى لهُم} ، قال: هذه كلمةٌ عربيةٌ، يقول الرجلُ: طوبى لك. أي: أصبتَ خيرًا
(3)
. (8/ 436)
39122 -
عن فَرْقَدٍ السَّبخيِّ، قال: أوحى اللهُ إلى عيسى ابن مريم في الإنجيل: يا عيسى، جِدَّ في أمري ولا تهْزِلْ، واسمع قولي وأَطِعْ أمري، يا ابنَ البِكْر البَتُول، إنِّي خلقتك مِن غير فحلٍ، وجعلتُك وأمَّك آيةً للعالمين، فإيّاي فاعبُد، وعَلَيَّ فتوكَّل، وخُذِ الكتاب بقوة. قال عيسى: أيْ ربِّ، أيَّ كتابٍ آخُذُ بقوة؟ قال: خذ كتاب الإنجيل بقوة، ففسِّره لأهل السُّريانية، وأخبِرهم أنِّي أنا الله لا إله إلا أنا الحيُّ القيومُ البديعُ الدائمُ الذي لا أزول، فآمِنوا بالله ورسوله النبيَّ الأُمِّيِّ الذي يكون في آخر الزمان، فصدِّقوه، واتَّبِعوه، صاحب الجمل والمِدرعة والهِراوة والتاج، الأكْحَلِ العين، المقرون الحاجبين، صاحب الكساء، الذي إنّما نسْلُه مِن المباركة -يعني: خديجة-، يا عيسى، لها بيت مِن لؤلؤ من قَصَبٍ مُوصَل بالذهب، لا يُسْمَع فيه أذًى ولا نَصَبٌ، لها ابنةٌ -يعني: فاطمة-، ولها ابنان يُستشهدان -يعني: الحسن، والحسين-، طُوبى لِمَن سمِع كلامَه، وأدرك زمانَه، وشهِد أيّامه. قال عيسى: يا ربِّ، وما طوبى؟ قال: شجرةٌ في الجنة، أنا غرستها بيَدَيَّ، وأسكنتُها ملائكتي، أصلها مِن رضوان، وماؤها مِن تسنيمٍ
(4)
. (8/ 441)
[3520] انتقد ابنُ عطية (5/ 203 - 204) بعضَ التفصيلات المروية في وصف شجرة طوبى مستندًا لعدم ثبوت أسانيدها، فقال:«وحكى الطبريُّ عن أبي هريرة، وعن مغيث بن سُمَيّ، وعتبة بن عبد يرفعه، أخبارًا مقتضاها أنّ هذه الشجرة ليس دار في الجنة إلا وفيها مِن أغصانها، وأنها تثمر ثياب أهل الجنة، وأنها تخرج منها الخيل بسُرُجِها ولُجُمها، ونحو هذا مما لم يثبت سنده» .
_________
(1)
أخرجه الثوري في تفسيره ص 153، وسعيد بن منصور (1170 - تفسير)، وابن أبي شيبة 13/ 98 - 99، وهناد في الزهد (120)، وابن جرير 13/ 525، 527. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ بنحوه.
(2)
أخرجه ابن جرير 13/ 521. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وأبي الشيخ.
(3)
أخرجه ابن جرير 13/ 521.
(4)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
39123 -
قال الربيع: هو البُستان، بلغة الهند
(1)
. (ز)
39124 -
عن شِمْر بن عطية -من طريق العلاء- في قوله: {طُوبى لهُم} ، قال: هي شجرةٌ في الجنة يُقال لها: طُوبى
(2)
. (8/ 442)
39125 -
قال مقاتل بن سليمان: قوله: ثم أخبر بثوابهم، فقال:{الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم} ، يعني: حُسْنى لهم، وهي بلغة العرب. وطوبى: شجرة في الجنة، لو أنّ رجلًا ركب فَرَسًا أو نَجِيبَةً، وطاف على ساقها؛ لم يبلغ المكانَ الذي ركب منه حتى يقتله الهَرَم، ولو أنّ طائرًا طار مِن ساقها لم يبلغ فرعها حتى يقتله الهرم، كلُّ ورقة منها تُظِلُّ أُمَّةً مِن الأمم، على كل ورقة منها مَلَك يذكر الله تعالى، ولو أنّ ورقة منها وُضِعَتْ في الأرض لأضاءت الأرضَ نورًا كما تضيء الشمسُ، تحمل هذه الشجرة لهم ما يشاءون مِن ألوان الحُلِيِّ والثمار غير الشراب
(3)
. (ز)
39126 -
عن سعيد بن مسْجوحٍ -من طريق جعفر بن أبي المغيرة- قال: طوبى: اسمُ الجنة، بالهندية
(4)
. (8/ 437)
39127 -
عن حماد -من طريق علي بن جرير- قال: شجرة في الجنة، في دار كُلِّ مؤمن غُصْنٌ منها
(5)
[3521]. (ز)
[3521] علَّق ابنُ عطية (5/ 203) على القول بأنّ طوبى اسم شجرة في الجنة بقوله: «وبهذا تواترت الأحاديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طوبى: شجرة في الجنة، يسير الراكب المُجِدُّ في ظلها مائة عام لا يقطعها، اقرؤوا إن شئتم: {وظل ممدود} [الواقعة: 30]» ».
وذكر ابنُ كثير (8/ 142) قول ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة: فرح وقُرة عين. وقول عِكْرِمة: نعم ما لهم. وقول الضحاك: غبطة لَهُم. وقول إبراهيم النَّخعي: خير لهم. وقول قتادة: هي كلمة عربية، يقول الرجل: طوبى لك، أي: أصبت خيرًا. وقال في رواية: {طُوبى لَهُمْ} : حسنى لهم، ثم علَّق عليها بقوله:«وهذه الأقوال شيء واحد، لا منافاة بينها» .
_________
(1)
تفسير البغوي 4/ 316.
(2)
أخرجه ابن جرير 13/ 524.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 377.
(4)
أخرجه ابن جرير 13/ 522. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(5)
أخرجه ابن جرير 13/ 527. وحماد هنا لعله حماد بن سلمة، قال ابن حبان في كتابه الثقات 8/ 464 (14447): عليّ بن جرير من أهل أبيورد، يروي عن حَمّاد بن سَلمَة وابن المبارك.