الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
39739 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- يقول: إنّ الشجرة الخبيثة اجتثَّتْ مِن فوق الأرض، {ما لها من قرارٍ} يعني: أنّ الكافر لا يقبل عملُه، ولا يصعدُ إلى الله، فليس له أصلٌ ثابتٌ في الأرض، ولا فرعٌ في السماء. يقولُ: ليس له عملٌ صالحٌ في الدنيا، ولا في الآخرة
(1)
. (8/ 510)
39740 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: أنّ رجلًا لَقِي رجلًا مِن أهل العلم، فقال: ما تقول في الكلمة الخبيثة؟ فقال: ما أعلمُ لها في الأرض مُسْتَقَرًّا، ولا في السماء مصعدًا، إلا أن تلزم عُنقَ صاحبِها حتى يوافىَ بها القيامة
(2)
. (8/ 519)
39741 -
عن الرَّبيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {ومثلُ كلمةٍ خبيثةٍ} قال: هذا الكافرُ ليس له عملٌ في الأرض، ولا ذكرٌ في السماء، {اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرارٍ} قال: لا يصعد عملُه إلى السماء، ولا يقوم على الأرض. فقيل: فأين تكون أعمالهم؟ قال: يَحْمِلون أوزارهم على ظُهورهم
(3)
. (8/ 510)
39742 -
قال مقاتل بن سليمان: {ما لها من قرار} يقول: ما لها مِن أصل، فهكذا كلمة الكافر ليس لها أصل، كما أنّ الحنظلَ أخبثُ الطعام، فكذلك كلمة الكفر أخبثُ الدعوة، وكما أنّ الحنظل ليس فيه ثَمَر، وليس لها بَرَكَةٌ ولا منفعة، فكذلك الكافر لا خيرَ فيه، ولا فرع له في السماء يصعد فيه عملُه، ولا أصل له في الأرض، بمنزلة الحنظلة يذهب بها الريح، وكذلك الكافر، فذلك قوله سبحانه:{كرماد اشتدت به الريح} ، هاجت يمينًا وشمالًا، مَرَّة هاهنا، ومَرَّة هاهنا
(4)
. (ز)
نزول الآية، وتفسيرها:
39743 -
عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بي يُفتَنُ أهلُ القبور» . وفيه نزلت: {يُثبتُ الله الَّذين ءامنوا بالقولِ الثّابت}
(5)
. (8/ 524)
(1)
أخرجه ابن جرير 13/ 655 مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(2)
أخرجه ابن جرير 13/ 656.
(3)
أخرجه ابن جرير 13/ 656.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 404.
(5)
أخرجه البيهقي في كتاب إثبات عذاب القبر ص 32 (11)، من طريق محمد بن عمر الأسلمي، قال عبد السلام بن حفص: ثنا عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن عائشة به.
إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه محمد بن عمر الأسلمي، وهو الواقدي، قال عنه ابن حجر في التقريب (6175):«متروك» .
39744 -
عن عائشة، قالت: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم في قول الله: {يثبتُ الله الذين ءامنوا بالقول الثابتِ في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة} ، قال:«هذا في القبرِ»
(1)
. (8/ 524)
39745 -
عن عائشة، قالت: قلتُ: يارسول الله، تُبْتَلى هذه الأمةُ في قبورها، فكيف بي وأنا امرأةٌ ضعيفةٌ؟ قال:{يُثبتُ الله الَّذين ءامنوا بالقولِ الثّابت في الحياةِ الدنيا وفي الآخرة}
(2)
. (8/ 525)
39746 -
عن أبي هريرة، قال: تلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: {يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثّابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة} ، قال:«ذاك إذا قيل في القبر: من ربُّك؟ وما دينك؟ ومن نبيُّك؟ فيقولُ: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيِّي محمدٌ صلى الله عليه وسلم، جاء بالبينات مِن عند الله، فآمنتُ به، وصدَّقتُ. فيُقال له: صدَقت، على هذا عِشتَ، وعليه مِتَّ، وعليه تُبعثُ إن شاء اللهُ»
(3)
. (8/ 530)
39747 -
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، إنّ الميت إذا وُضِع في قبره إنّه لَيَسمَعُ خَفْقَ نعالِهم حين يُوَلُّون عنه، فإذا كان مؤمنًا كانت الصلاةُ عندَ رأسه، والزكاةُ عن يمينه، والصومُ عن شماله، وفعلُ الخيراتِ والمعروفُ والإحسانُ إلى الناس من قِبَلِ رجليه، فيُؤْتى مِن قِبَلِ رأسه، فتقول الصلاة: ليس قِبَلي مَدخَلٌ. فيُؤْتى عن يمينه، فتقولُ الزكاةُ: ليس قِبَلي مَدخَلٌ. ويؤتى من قِبَل شماله، فيقولُ الصومُ: ليس قِبَلي َمَدْخَلٌ. ثم يُؤْتى مِن قِبَلِ رجليه فيقول فعلُ الخيرات والمعروفُ والإحسان إلى الناس: ليس قِبَلي مَدخَلٌ. فيُقال له: اجلسْ. فيَجلس، وقد مُثِّلَتْ له الشمسُ قد قربت للغروب، فيُقال له: أخبِرْنا عمّا نسألك. فيقولُ: دعني حتى أُصَلِّي. فيُقال: إنّك ستفعلُ، فأخبِرنا عمّا نسألك. فيقولُ: عمَّ تسألوني؟ فيُقال له:
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(2)
أخرجه البزار -كما في كشف الأستار 1/ 410 (868) -.
قال المنذري في الترغيب والترهيب 4/ 193 (5392): «ورواته ثقات» . وقال الهيثمي في المجمع 3/ 53 (4272): «رجاله ثقات» .
(3)
أخرجه البيهقي في كتاب إثبات عذاب القبر ص 29 (5)، وابن جرير 13/ 661 - 662، من طريق آدم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به.
إسناده صحيح.
ما تقولُ في هذا الرجل الذي كان فيكم؟ يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فيقولُ: أشهد أنّه رسول الله، جاءنا بالبينات مِن عند ربِّنا، فصدَّقنا، واتَّبَعنا. فيُقال له: صدَقْتَ، على هذا حَيِيتَ، وعلى هذا مِتَّ، وعليه تُبعَثُ -إن شاء الله-. ويُفْسَح له في قبره مَدَّ بصره، فذلك قول الله:{يُثبتُ الله الَّذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} . ويُقال: افتحوا له بابًا إلى النار. فيقال: هذا كان منزلك لو عصيت الله. فيزداد غِبْطَةً وسرورًا، ويفال: افتحوا له بابًا إلى الجنة. فيُفْتَح له، فيُقال: هذا منزلك، وما أعَدَّ الله لك. فيزداد غِبْطَةً وسرورًا، فيُعاد الجسد إلى ما بدا منه مِن التراب، ويُجْعَل رُوحُه في النَّسَمِ الطَّيِّب، وهي طيرٌ خُضرٌ تَعلَقُ في شجرٍ في الجنة. وأَمّا الكافر فيُؤْتى في قبره مِن قبَلِ رأسه فلا يوجد شيءٌ، فيُؤْتى مِن قِبَلِ رجليه فلا يوجد شيءٌ، فيجلِس خائفًا مَرْعوبًا، فيُقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم؟ وما تشهد به؟ فلا يهتدي لاسمِه، فيُقال: محمدٌ صلى الله عليه وسلم. فيقولُ: سمعتُ الناس يقولون شيئًا، فقلتُ كما قالوا. فيُقال له: صدَقتَ، على هذا حَيِيتَ، وعليه مِتَّ، وعليه تُبعثُ -إن شاء الله-. ويُضَيَّق عليه قبرُه حتى تختلف أضلاعُه، فذلك قولُه تعالى:{ومنْ أعرَضَ عن ذكري فإنّ لهُ معيشةً ضنكًا} [طه: 124]، فيُقال: افتحوا له بابًا إلى الجنة. فيُفْتَح له بابٌ إلى الجنة، فيقالُ: هذا كان منزلك وما أعدَّ الله لك لو كنت أطعتَه. فيزدادُ حسرةً وثُبُورًا، ثم يُقال: افتحوا له بابًا إلى النار. فيُفتَح له بابٌ إليها، فيقال له: هذا منزلك، وما أعدَّ الله لك. فيزدادُ حسرةً وثبورًا»
(1)
. (8/ 528 - 530)
39748 -
عن أبي هريرة -من طريق أبي سلمة-، نحوه موقوفًا
(2)
. (ز)
39749 -
عن أبي هريرة، قال: شَهِدْنا جنازةً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا فرغ مِن دفنها وانصرف الناسُ قال: «إنّه الآن يَسمعُ خَفْقَ نِعالِكم، أتاه منكرٌ ونكيرٌ، أعْيُنُهما مثلُ قُدُور النُّحاس، وأنيابُهما مثلُ صَياصِي البقر، وأصواتُهما مثلُ الرعد، فيُجلِسانه، فيسألانه ما كان يَعْبُد؟ ومَن نبيُّه؟ فإن كان مِمَّن يعبدُ الله قال: كنتُ أعبُد الله، ونبيِّي
(1)
أخرجه أحمد 14/ 233 - 234 (8563) مختصرًا جدًّا، وابن حبان 7/ 380 - 382 (3113)، والحاكم 1/ 535 (1403، 1404).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه» . وقال الهيثمي في المجمع 3/ 52 (4269): «رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن» .
(2)
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6703)، وابن أبي شيبة (ت: محمد عوامة) 7/ 473 - 475 (12188)، وابن جرير 13/ 662.
محمدٌ صلى الله عليه وسلم، جاءنا بالبيِّنات والهدى، فآمنّا به، واتَّبعناه. فذلك قولُه:{يثبتُ اللهُ الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} . فيُقال له: على اليقين حَيِيتَ، وعليه مِتَّ، وعليه تُبعَثُ. ثم يُفتح له بابٌ إلى الجنة، ويُوَسَّع له في حُفرته، وإن كان من أهل الشكِّ قال: لا أدري، سمعتُ الناسَ يقولون شيئًا فقلتُه. فيقال له: على الشكِّ حَيِيت، وعليه مِتَّ، وعليه تُبْعثُ. ثم يُفتحُ له بابٌ إلى النار، ويُسَلَّط عليه عقاربُ وتنانينُ، لو نفَخ أحدُهم في الدنيا ما أنبَتَتْ شيئًا، تَنهَشُه، وتُؤمرُ الأرضُ فتنضمُّ عليه حتى تختلِفَ أضلاعُه»
(1)
. (8/ 528)
39750 -
عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله:{يثبت الله الَّذين ءامنوا بالقول الثّابت} ، قال:«نَزَلَتْ في عذاب القبر، يُقال له: مَن ربُّك؟ فيقول: ربي الله، ونبيِّي محمد صلى الله عليه وسلم. فذلك قوله: {يُثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثّابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة}»
(2)
. (8/ 532)
39751 -
عن البراء بن عازبٍ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«المسلمُ إذا سُئِل في القبر يشهدُ أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسولُ الله، فذلك قوله سبحانه: {يُثبتُ الله الذين ءامنوا بالقوْل الثّابتِ في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرة}»
(3)
. (8/ 532)
39752 -
عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال -وذَكَر قبضَ رُوح المؤمن-:«فيأتيه آتٍ، فيقولُ: مَن ربُّك؟ فيقولُ: اللهُ. فيقول: وما دينك؟ فيقول: الإسلامُ. فيقولُ: ومَن نبيُّك؟ فيقول: محمدٌ. ثُمَّ يُسأل الثانية، فيقول مثل ذلك، ثم يُسْأَل الثالثة، ويُؤخَذُ أخذًا شديدًا، فيقول مثل ذلك، فذلك قول الله: {يُثبتُ الله الذين ءامنوا بالقول الثابت}»
(4)
. (8/ 524)
(1)
أخرجه الطبراني في الأوسط 5/ 44 - 45 (4629).
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن أبي أمامة بن سهل ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان إلا موسى بن جبير، تفرد به ابن لهيعة» . وقال المنذري في الترغيب والترهيب 4/ 199 (5398): «ابن لهيعة حديثه حسن في المتابعات، وأمّا ما انفرد به فقليل مَن يحتج به» . وقال الألباني في الضعيفة 11/ 646 (5385): «ضعيف» .
(2)
أخرجه البخاري 2/ 98 (1369)، ومسلم 4/ 2201 (2871).
(3)
أخرجه البخاري 6/ 80 (4699)، وابن جرير 13/ 658 - 659.
(4)
أخرجه الروياني في مسنده 1/ 261 - 262 (391)، من طريق ابن لهيعة، عن عبيد الله بن عبد الرحمن، عن عبد ربِّه بن سعيد، عن محمد بن عتبة، عن زاذان، عن البراء بن عازب به.
إسناده ضعيف؛ فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، كما تقدم مرارًا.
39753 -
عن أنسٍ بن مالك، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، في قوله تعالى:{يثبتُ الله الذين ءامنوا} ، قال:«هو المؤمنُ في قبره، عند محنته يأتيه مُمْتَحِناهُ، فيقولان: مَن ربُّك؟ وما دينُك؟ ومَن نبيُّك؟ فيقول: الله ربي، وديني الإسلام. فيقولان: ثَبَّتك اللهُ لِما يُحِبُّ ويَرضى. ويفسحان له في قبره مدَّ بصره، ويفتحان له بابًا إلى الجنة، ويقولان: نَمْ قرير عين نومة الشابِّ النائم الآمن في خير مَقيلٍ. وفيه نزلت: {أصحابُ الجنَّة يومئذٍ خيرٌ مستقرًا وأحسنُ مقيلًا} [الفرقان: 24]. وأَمّا الكافرُ فإنّهما يقولان له: مَن ربُّك؟ وما دينك؟ ومَن نبيُّك؟ فيقول: لا أدري. فيقولان: لا دَرَيْتَ، ولا اهْتَدَيْتَ. فيضربانه بسوطٍ مِن النار، تُذْعَرُ لها كلُّ دابةٍ ما خلا الجنَّ والإنس، ثم يفتحان له بابًا إلى النار، ويُضَيَّق عليه قبرُه حتى يخرج دماغُه مِن بين أظفاره ولحمه»
(1)
. (8/ 532)
39754 -
عن أنس بن مالك، قال: خدَم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من الأشْعَرِيِّيِن سبعَ حِجَج، فقال:«إنّ لهذا علينا حقًّا، ادعوه، فلْيَرْفَع إلينا حاجته» . فدَعَوْه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ارفَعْ إلينا حاجتك» . فقال: يا رسول الله، دعني حتى أُصبح، فأستخير الله. فلمّا أصبح دعاه، فقال: يا رسول الله، أسألُك الشفاعة يوم القيامة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} . قال: «فأعِنِّي على نفسك بكثرة السجود»
(2)
. (8/ 546)
39755 -
عن عبد الله بن مسعود -من طريق ابن مُخارِق، عن أبيه- قال: إنّ المؤمن إذا مات أُجلِس في قبره، فيُقال له: مَن ربُّك؟ وما دينك؟ ومَن نبيُّك؟ فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيِّي محمدٌ. فيُوَسَّعُ له في قبره، ويفرجُ له فيه. ثم قرأ:{يُثبتُ الله الذين ءامنوا بالقول الثّابت} الآية. وإنّ الكافر إذا دخل قبرَه أُجلِس فيه، فقيل له: مَن ربُّك؟ وما دينُك؟ ومَن نبيُّك؟ فيقولُ: لا أدري. فيُضَيَّقُ عليه قبرُه، ويُعَذَّبُ فيه. ثم قرأ ابن مسعود:{ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكًا} [طه: 124]
(3)
. (8/ 526)
39756 -
عن أبي قتادة الأنصاريِّ -من طريق عامر بن سعد البَجَلي- قال: إنّ
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(2)
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين 1/ 418 (736)، من طريق بقية، حدثني عتبة بن أبي حكيم، حدثني طلحة بن نافع، قال: حدثني أنس به.
إسناده لين؛ فيه عتبة بن أبي حكيم، قال عنه ابن حجر في التقريب (4427):«صدوق يخطئ كثيرًا» .
(3)
أخرجه ابن جرير 13/ 663 مختصرًا، والطبراني (9145)، والبيهقي في عذاب القبر (9).
المؤمن إذا مات أُجلِس في قبره، فيُقال له: مَن ربُّك؟ فيقول: الله. فيُقال له: مَن نبيُّك؟ فيقول: محمدُ بن عبد الله. فيُقال له ذلك ثلاث مراتٍ، ثم يُفتح له بابٌ إلى النار، فيُقال له: انظُر إلى منزلتك لو زِغْتَ. ثم يُفتحُ له بابٌ إلى الجنة، فيُقال له: انظر إلى منزلك في الجنة إذ ثَبَتَّ. وإذا مات الكافر أُجلِس في قبره، فيُقال له: مَن ربُّك؟ مَن نبيُّك؟ فيقول: لا أدري، كنت أسمعُ الناسَ يقولون. فيُقال له: لا دَرَيْتَ. ثم يُفتَح له بابٌ إلى الجنة، فيُقال له: انظر إلى منزلك لو ثَبَتَّ. ثم يُفتح له بابٌ إلى النار، فيُقال له: انظُر إلى منزلك إذ زِغْتَ. فذلك قولُه: {يُثبتُ الله الَّذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياةِ الدنيا} قال: لا إله إلا الله، {وفي الآخرة} قال: المسألةُ في القبرِ
(1)
. (8/ 526)
39757 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- {يثبتُ اللهُ الَّذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} ، قال: المُخاطَبة في القبر؛ مَن ربُّك؟ وما دينُك؟ ومَن نبيُّك؟
(2)
. (8/ 524)
39758 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- {يُثبت الله الَّذين ءامنوا بالقول الثّابت في الحياة الدُّنيا} قال: المُخاطبةُ في القبر؛ يقول: مَن ربُّك؟ وما دينكُ؟ ومَن نبيُّك؟ {وفي الآخرة} مثل ذلك
(3)
. (8/ 524)
39759 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: إنّ المؤمن إذا حضَره الموتُ شهِدَتْهُ الملائكةُ، فسلَّموا عليه، وبشَّروه بالجنة، فإذا مات مشَوا معه في جنازته، ثم صلَّوا عليه مع الناس، فإذا دُفِن أُجلِس في قبره، فيُقال له: مَن ربُّك؟ فيقول: ربي الله. فيُقال له: مَن رسولُك؟ فيقول: محمدٌ. فيُقال له: ما شَهادتُك. فيقولُ: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله. فذلك قوله:{يُثبتُ الله الَّذين ءامنوا} الآية. فيُوَسَّعُ له في قبره مَدَّ بصره
…
(4)
. (8/ 525)
39760 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: {يُثبت الله الَّذين ءامنوا بالقول الثّابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة} قال: الشهادُة؛ يُسألون عنها في
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير 4/ 421 - واللفظ له، والطبراني في الأوسط (1347). وعزاه السيوطي إلى ابن منده.
(2)
أخرجه الطبرانيُّ (12242). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
(3)
أخرجه النسائي الكبرى (ت: شعيب الأرناؤوط) 10/ 139 (11201)، والبيهقي (5).
(4)
أخرجه ابن جرير 13/ 664، والبيهقي في عذاب القبر (256). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
قبورهم بعد موتهم. قيل لعكرمة: ما هو؟ قال: يُسْأَلُون عن إيمانٍ بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، وأمرِ التوحيد
…
(1)
.
(8/ 532)
39761 -
عن البراء بن عازبٍ، في قول الله:{يثبتُ اللهُ الَّذين ءامنوا بالقولِ الثّابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} ، قال: ذلك في القبر، إن كان صالحًا وُفِّق، وإن كان لا خير فيه وجد أبَلَةً
(2)
. (8/ 520)
39762 -
عن البراء بن عازب -من طريق سعد بن عبيدة- {يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدُّنيا} ، قال: التَّثْبِيُت في الحياة الدنيا إذا جاء الملَكان إلى الرجُل في القَبْر، فقالا له: مَن ربُّك؟ قال: ربي الله. قالا: وما دينك؟ قال: ديني الإسلامُ. قالا: ومَن نبيُّك؟ قال: نبيِّي محمدٌ. فذلك التثبيتُ في الحياة الدنيا
(3)
. (8/ 523)
39763 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق إبراهيم بن مهاجر- في قوله: {يثبتُ الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا} قال: هذا في القبر ومخاطبته، {وفي الآخرة} مثل ذلك
(4)
. (8/ 532)
39764 -
عن مجاهد بن جبر: {يُثبت الله الذين ءامنوا} الآية، قال: نَزَلَتْ في عذاب القبر
(5)
. (8/ 532)
39765 -
عن المُسَيّب بن رافع -من طريق هشيم، عن العوام- في قوله:{يُثبت الله الذين ءامنوا} الآية، قال: نزلت في صاحب القبر
(6)
. (8/ 531)
39766 -
عن طاووس بن كَيْسان -من طريق ابنه- في قوله: {يثبتُ اللهُ الذينَ ءامنوا} الآية، قال: هي فِتنة القبرِ
(7)
. (8/ 531)
39767 -
عن طاووس بن كيسان -من طريق ابنه- {يثبت الله الذين ءامنوا بالقول
(1)
أخرجه البيهقي في عذاب القبر (14).
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
والأبلة: الوبال والمأثم والطِّلبة. النهاية والتاج (أبل).
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 377، 13/ 367 - 368، والترمذي 5/ 352 (3385)، والبيهقي في كتاب عذاب القبر (5).
(4)
أخرجه ابن جرير 13/ 666.
(5)
أخرجه البيهقي في عذاب القبر (16).
(6)
أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 330، 10/ 434، وابن جرير 13/ 665. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي الدنيا.
(7)
أخرجه ابن جرير 13/ 664.
الثابت في الحياة الدنيا} قال: لا إله إلا الله، {وفي الآخرة} قال: المسألة في القبر
(1)
. (8/ 531)
39768 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} ، قال: أما الحياة الدنيا فيثبتُهم بالخير والعمل الصالح، وأمّا قوله:{وفي الآخرة} ففي القَبْر
(2)
. (8/ 531)
39769 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي- في قول الله تعالى: {يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} ، قال: بَلَغَنا: أنّ هذه الأُمَّة تُسْأَل في قبورها، فيثبت الله المؤمن في قبره حين يُسْأَل
(3)
. (ز)
39770 -
قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ ذكر المؤمنين بالتوحيد في حياتهم وبعد موتهم، فقال سبحانه:{يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت} وهو التوحيد {في الحياة الدنيا} ، ثُمَّ قال:{و} يثبتهم {في الآخرة} يعني: في قبره، في أمر مُنكَر ونكير بالتوحيد، وذلك أنّ المؤمن يدخل عليه مَلَكان: أحدهما منكر، والآخر نكير، فيُجْلِسانه في القبر، فيسألانه: مَن ربك؟ وما دينك؟ ومَن رسولك؟ فيقول: ربي الله عز وجل، وديني الإسلام، ومحمد صلى الله عليه وسلم رسولي. فيقولان له: وُقِيتَ، وهُدِيتَ. ثم يقولان: اللَّهُمَّ، إنّ عبدك أرضاك؛ فأَرْضِه. فذلك قوله سبحانه:{وفي الآخرة} أي: يُثَبِّتُ الله قول الذين ءامنوا
(4)
. (ز)
39771 -
قال مقاتل: ذلك أنّ المؤمن إذا مات بعث الله إليه مَلَكًا يُقال له: رُومان، فيدخل قبرَه، فيقول له: إنّه يأتيك الآن مَلَكان أسودان، فيسألانِكَ: مَن ربُّك؟ ومَن نبيُّك؟ وما دينك؟
(5)
؟ فأجِبْهُما بما كنتَ عليه في حياتك، ثم يخرج، فيدخل الملكان، وهما منكر ونكير، أسودان أزرقان، فظّان غليظان، أعينهما كالبرق الخاطف، وأصواتهما كالرِّيح العاصِف، معهما مِرْزَبَة
(6)
، فيقعدان، ويسألانه، لا يشعران بدخول رومان، فيقول: ربي الله، ونبيِّي محمد، وديني الإسلام. فيقولان
(1)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 342، وابن جرير 13/ 666. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(2)
أخرجه ابن جرير 13/ 666. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(3)
أخرجه ابن جرير 13/ 665.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 405 - 406.
(5)
في مطبوعة دار إحياء التراث العربي: وقادتك!!
(6)
المِرْزَبَة -بالتخفيف-: المِطرقة الكبيرة التي تكون للحدّاد. النهاية (رزب).