الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}
(1)
. (ز)
42024 -
عن يحيى بن سلّام -في قصة امرئ القيسي الكندي والحضرمي- أنّ امرئ القيس قال: اللهم، إنّه صادق، وإني أُشهِد الله أنه صادق، ولكن -واللهِ- ما أدري ما يبلغ ما يدَّعي من أرضه في أرضي؛ فقد أصبتها منذ زمان، فله ما ادَّعى في أرضي، ومثلها معها. فنزلت هذه الآية:
{من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن
فلنحيينه حياة طيبة
ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}. فقال امرؤ القيس: ألي هذه، يا رسول الله؟ قال: نعم. فكبَّر امرؤ القيس
(2)
. (ز)
تفسير الآية:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ}
42025 -
عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن} ، قال: الإيمان: الإخلاص لله وحده. فبيَّن أنه لا يقبل عملًا إلا بالإخلاص له
(3)
. (ز)
42026 -
قال مقاتل بن سليمان: ثم قال تعالى: {مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أوْ أُنْثى وهُوَ مُؤْمِنٌ} ، يعني: مصدق بتوحيد الله عز وجل
(4)
. (ز)
{فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}
42027 -
عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي خزيمة سليمان التمّار، عمَّن ذكره- في قوله:{فلنحيينّه حياة طيبة} ، قال: القناعة
(5)
. (9/ 110)
42028 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي مالك، وأبي الربيع- أنّه سُئِل عن هذه الآية:{من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فَلَنُحيِيَنَّهُ حياة طيبة} الآية. قال: الحياة الطيبة: الرزق الحلال في هذه الحياة الدنيا
(6)
. (9/ 109)
(1)
أخرجه ابن جرير 14/ 356.
(2)
تقدم بتمامه في نزول الآيتين السابقتين.
(3)
أخرجه ابن جرير 14/ 354.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 486.
(5)
أخرجه ابن جرير 14/ 352 بلفظ: القنُوع. وعزاه السيوطي إلى العسكريّ في الأمثال.
(6)
أخرجه ابن جرير 14/ 350 - 351. كما أخرجه عبد الرزاق 1/ 360 من طريق أبي الربيع بلفظ: الرزق الطيب في الدنيا. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
42029 -
عن عبد الله بن عباس، في قوله:{حياة طيّبة} ، قال: الكسب الطيب، والعمل الصالح
(1)
. (9/ 110)
42030 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {حياة طيبة} ، قال: السعادة
(2)
. (9/ 110)
42031 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: {فلنحيينّه حياة طيبة} ، قال: القنُوع. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: «اللهم، قَنِّعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف عليَّ كلَّ غائبة لي بخير»
(3)
. (9/ 110)
42032 -
عن سعيد بن جبير: {فلنحيينّه حياة طيبة} ، قال: لا تُحْوِجُه إلى أحد
(4)
. (9/ 111)
42033 -
قال سعيد بن جبير =
42034 -
وعطاء [بن أبي رباح]، في قوله:{فلنحيينه حياة طيبة} : هي الرزق الحلال
(5)
. (ز)
42035 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- {فلنحيينه حياة طيبة} ، قال: الآخرة، يحييهم حياة طيبة في الآخرة
(6)
. (ز)
42036 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق أبي روق- في قوله: {فلنحيينّه حياة طيبة} ، قال: يأكل حلالًا، ويلبس حلالًا
(7)
. (9/ 109)
42037 -
عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: {فلنحيينه حياة طيبة} ، يقول: من عمل عملا صالحًا وهو مؤمن في فاقة أو ميسرة
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(2)
أخرجه ابن جرير 14/ 353. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(3)
أخرجه الحاكم 1/ 626 (1674)، والبيهقي في الشعب (10347). وعزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
والمرفوع أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 4/ 378 - 379 (2728)، والحاكم 1/ 626 (1674)، 1/ 690 (1878)، 2/ 388 (3360).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» . ووافقه الذهبي في التلخيص في الموضع الثالث. وقال الألباني في الضعيفة 13/ 91 (6042): «ضعيف» .
(4)
عزاه السيوطي إلى العسكري في الأمثال.
(5)
تفسير الثعلبي 6/ 40، وتفسير البغوي 5/ 41.
(6)
أخرجه ابن جرير 14/ 353. وفي تفسير الثعلبي 6/ 40، وتفسير البغوي 5/ 4 بلفظ: هي الجنة.
(7)
أخرجه ابن جرير 14/ 351 - 352، كما أخرجه من طريق مطرف بلفظ: الرزق الطيب الحلال.
فحياته طيبة، ومن أعرض عن ذكر الله فلم يؤمن ولم يعمل صالحًا عيشته ضنكةٌ لا خير فيها
(1)
. (ز)
42038 -
عن الحسن البصري -من طريق أبي سعيد- في قوله: {فلنحيينّه حياة طيبة} ، قال: الحياة الطيبة: القناعة
(2)
. (ز)
42039 -
عن الحسن البصري -من طريق أبي مسلم عبد الرحمن بن حيان- في قوله: {فلنحيينّه حياة طيبة} ، قال: لنرزقنَّه قناعة يجِدُ لذَّتها في قلبه
(3)
. (9/ 111)
42040 -
عن الحسن البصري -من طريق عوف- في قوله: {حياة طيبة} ، قال: ما تطيب الحياة لأحد إلا في الجنة
(4)
.
(9/ 111)
42041 -
عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق سعيد بن عبد العزيز الدمشقي- في قوله: {فلنحيينه حياة طيبة} ، قال: القناعة
(5)
. (ز)
42042 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: قوله: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} ، فإن الله لا يشاء عملًا إلا في إخلاص، ويوجب لمن عمل ذلك في إيمان، قال الله تعالى:{فلنحيينه حياة طيبة} ، وهي الجنة
(6)
. (ز)
42043 -
عن محمد بن كعب القُرظيّ، في قوله:{فلنحيينّه حياة طيبة} ، قال: القناعة
(7)
. (9/ 110)
42044 -
عن القاسم بن الوليد الهمداني -من طريق حسين بن علي الجعفي- في قوله عز وجل: {فلنحيينه حياة طيبة} ، قال: هو الكسب الطيب
(8)
. (ز)
42045 -
قال مقاتل بن سليمان: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً} ، يعني: حياة حسنة
(1)
أخرجه ابن جرير 14/ 347.
(2)
أخرجه ابن جرير 14/ 352.
(3)
أخرجه ابن عساكر 34/ 323.
(4)
أخرجه ابن جرير 14/ 353. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(5)
أخرجه يحيى بن سلام 1/ 88. كما أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب إصلاح المال -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا 7/ 404 (27) -، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ت: إسماعيل إبراهيم عوض) 2/ 1099 كلاهما من طريق محمد بن أيوب بن داود الصنعاني.
(6)
أخرجه يحيى بن سلام 1/ 88 قال: هي الجنة، وابن جرير 14/ 353.
(7)
عزاه السيوطي إلى وكيع في الغرر، وابن النجار.
(8)
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب إصلاح المال -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا 7/ 404 (26) -.
في الدنيا
(1)
. (ز)
42046 -
قال مقاتل بن حيان: يعني: العيش في الطاعة
(2)
. (ز)
42047 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} قال: الحياة الطيبة في الآخرة هي الجنة، تلك الحياة الطيبة، قال:{ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} وقال: ألا تراه يقول: {يا ليتني قدمت لحياتي} [الفجر: 24]. قال: هذه آخرته. وقرأ أيضًا: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان} [العنكبوت: 64]. قال: الآخرة دار حياة لأهل النار وأهل الجنة، ليس فيها موت لأحد من الفريقين
(3)
. (ز)
42048 -
عن أبي معاوية الأسود -من طريق عمرو بن أسلم العابد- يقول في قوله: {فلنحيينه حياة طيبة} ، قال: الرِّضا والقناعة
(4)
. (ز)
42049 -
قال يحيى بن سلّام: مَن قال: إنها القناعة؛ يقول: هي حياة طيبة في الدنيا
(5)
[3741]. (ز)
[3741] اختُلِف في المراد بالحياة الطيبة على خمسة أقوال: الأول: أنّ المراد: أنه تعالى يحييهم في الدنيا ما عاشوا فيها بالرزق الحلال. والثاني: أنّ المراد: أنه تعالى يرزقهم في الدنيا القناعة. والثالث: أنّ المراد: أنه تعالى يحييهم في الدنيا حياة مؤمنين به عاملين بطاعته. والرابع: أنّ المراد: أنه تعالى يحييهم في الدنيا سعداء. والخامس: أنّ المراد بالحياة الطيبة: حياة الآخرة، ونعيم الجنة.
ورجَّحَ ابنُ جرير (14/ 354 - 355) القولَ الثانيَ -وهو قول عليّ، والحسن، ووهب بن منبه، ومحمد بن كعب، وغيرهم- استنادًا إلى السياق، والدلالة العقلية، فقال:«أولى الأقوال بالصواب قول من قال: تأويل ذلك: فلنحيينه حياة طيبة بالقناعة. وذلك أنّ من قنَّعه الله بما قسم له من رزق لم يكثر للدنيا تعبه، ولم يعظم فيها نصبه، ولم يتكدر فيها عيشه باتباعه بغية ما فاته منها، وحرصه على ما لعله لا يدركه فيها. وإنما قلت ذلك أولى التأويلات في ذلك بالآية لأن الله -تعالى ذكره- أوعد قومًا قبلها على معصيتهم إياه إن عصوه أذاقهم السوء في الدنيا والعذاب في الآخرة، فقال تعالى: {ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها، وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله} فهذا لهم في الدنيا، {ولكم} في الآخرة {عذاب عظيم} فهذا لهم في الآخرة، ثم أتبع ذلك ما لمن أوفى بعهد الله وأطاعه، فقال تعالى: {ما عندكم} في الدنيا {ينفد وما عند الله باق}، فالذي أوعد أهل المعاصي بإذاقتهم هذه السيئة بحكمته أراد أن يعقب ذلك الوعد لأهل طاعته بالإحسان في الدنيا، والغفران في الآخرة، وكذلك فعل -تعالى ذكره-» .
وعَلَّقَ (14/ 355) على القول الأول بقوله: «وأما القول الذي روي عن ابن عباس أنه: الرزق الحلال. فهو محتمل أن يكون معناه الذي قلنا في ذلك من أنه تعالى يقنعه في الدنيا بالذي يرزقه من الحلال وإن قلَّ، فلا تدعوه نفسه إلى الكثير منه من غير حله، لا أنه يرزقه الكثير من الحلال، وذلك أن أكثر العاملين لله تعالى بما يرضاه من الأعمال لم نرهم رزقوا الرزق الكثير من الحلال في الدنيا، ووجدنا ضيق العيش عليهم أغلب من السعة» .
وعلَّقَ ابنُ عطية (5/ 406) على القول الخامس -وهو قول مجاهد، وقتادة، وابن زيد، وقول آخر للحسن- بقوله:«هناك هو الطيب على الإطلاق، ولكن ظاهر هذا الوعد أنه في الدنيا» . ثم قال: «والذي أقول: إن طيب الحياة اللازم للصالحين إنما هو بنشاط نفوسهم ونُبلها وقوة رجائهم، والرجاء للنفس أمر مُلِذٌّ، فبهذا تطيب حياتهم، وأنهم احتقروا الدنيا فزالت همومها عنهم، فإن انضاف إلى هذا مال حلال، وصحة، أو قناعة؛ فذلك كمال، وإلا فالطيب فيما ذكرناه راتب» .
وذَهَبَ ابنُ كثير (8/ 352 - 353 بتصرّف) مستندًا إلى السُّنَّة إلى أنّ الحياة الطيبة تشمل كل تلك الأقوال، فقال:«الصحيح أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله، كما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قد أفلح من أسلم، ورزق كفافًا، وقنعه الله بما آتاه» ، «قد أفلح من هدي للإسلام، وكان عيشه كفافًا، وقنع به» ».
_________
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 486.
(2)
تفسير الثعلبي 6/ 40، وتفسير البغوي 5/ 41.
(3)
أخرجه ابن جرير 14/ 354.
(4)
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الرضا عن الله -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا 1/ 421 (42) -.
(5)
تفسير يحيى بن سلام 1/ 88.