الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المشركين، حيث لا يوفق لهم ذلك حين يسأل في قبره: مَن ربك؟ وما دينك؟ ومَن نبيُّك؟
(1)
. (ز)
{وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ
(27)}
39777 -
قال مقاتل بن سليمان: قوله: {ويفعل الله ما يشاء} فيهما، فمشيئته أن يُثِيب المؤمنين، ويُضِلَّ الكافرين
(2)
. (ز)
آثار متعلقة بالآية:
39778 -
عن عثمان بن عفّان، قال: مَرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بجنازةٍ عند قبر وصاحبه يُدْفَن، فقال:«استغفِروا لأخيكم، واسألوا له التَّثْبِيت؛ فإنّه الآن يُسْأَل»
(3)
. (8/ 543)
39779 -
عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقِف على القبر بعدما يُسَوّى عليه، فيقولُ:«اللهم، نزَل بك صاحبُنا، وخلَّف الدنيا خلف ظهره، اللهمَّ، ثبِّتْ عند المسألة مَنطِقَه، ولا تَبتَلِه في قبره بما لا طاقة له به»
(4)
. (8/ 543)
39780 -
عن عبد الله بن عمرو: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكَر فتّانَيِ القبرِ، فقال عمرُ: أتُرَدُّ إلينا عقولُنا، يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«نعم، كهيئتكم اليوم» . فقال عمرُ: بفيه الحجر
(5)
. (8/ 537)
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 405 - 406.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 406.
(3)
أخرجه أبو داود 5/ 127 (3221)، والحاكم 1/ 526 (1372).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الإسناد، ولم يخرجاه» . وقال البغوي في شرح السنة 5/ 418 (1523): «هذا حديث غريب لا يُعْرَف، إلّا مِن حديث هشام بن يوسف» . وقال النووي في خلاصة الأحكام 2/ 1028 (3674): «رواه أبو داود بإسناد حسن» . وقال ابن الملقن في البدر المنير 5/ 331: «وقال المنذري: إنه حديث حسن» .
(4)
عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور.
(5)
أخرجه أحمد 11/ 176 (6603)، وابن حبان 7/ 384 - 385 (3115).
قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء 3/ 388 (562) ترجمة حيى بن عبد الله المصري: «وبهذا الإسناد خمسة وعشرون حديثًا، عامَّتها لا يتابع عليها» وذكر الحديث. وقال الهيثمي في المجمع 3/ 47 (4262): «رواه أحمد، والطبراني في الكبير، ورجال الطبراني رجال الصحيح» . وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ 2/ 732 (1362): «وهذا رواه حي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو. قال البخاري: فيه نظر» .
39781 -
عن عمر بن الخطّاب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنت إذا كُنتَ في أربعة أذْرُعٍ في ذراعين، ورأيت مُنكرًا ونكيرًا؟» . قلتُ: يا رسول الله، وما مُنكَر ونَكِير؟ قال:«فتّانا القبرِ، يَبْحَثان الأرض بأنيابهما، ويَطَآن في أشعارِهما؛ أصواتُهما كالرَّعد القاصِف، وأبصارُهما كالبرق الخاطِف، معهما مِرْزَبَّةٌ لو اجتمع عليهما أهلُ منى لم يُطِيقوا رفعَها، هي أيسر عليهما مِن عصاي هذه، فامتحناك، فإن تعايَيْتَ أو تَلَوَّيت ضرباك بها ضربة تصيرُ بها رمادًا» . قلتُ: يا رسول الله، وأنا على حالتي هذه؟ قال:«نعم» . قلتُ: إذن أكْفِيَكَهما
(1)
. (8/ 538)
39782 -
(2)
. (8/ 538)
(1)
أخرجه ابن أبي داود في البعث ص 18 - 19 (7)، والحارث في مسنده 1/ 379 (281)، والبيهقي في كتاب إثبات عذاب القبر ص 82 (105).
فيه أبو شهر، ومفضل بن صالح. قال البيهقي في الاعتقاد ص 223 - 224:«غريب بهذا الإسناد، تفرد به مفضل هذا، وقد رويناه من وجه آخر عن ابن عباس، ومن وجه آخر صحيح عن عطاء بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا في قصة عمر» . وقال الذهبي في ميزان الاعتدال 4/ 168: «أبو شهم، ويقال أبو شمر، فيه جهالة» . وقال أيضًا 4/ 537 «خبر منكر» . وقال ابن حجر في المطالب العالية 18/ 471 (4531): «رجاله ثقات مع إرساله» . وقال البوصيري في إتحاف الخيرة 2/ 492 (1955): «رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا، ورجاله ثقات» .
(2)
أخرجه الترمذي 2/ 545 - 546 (1094)، وابن حبان 7/ 386 (3117).
قال الترمذي: «حديث حسن غريب» . وقال البزّار في مسنده 15/ 142 (8462): «وهذا الحديث لا نعلمه يُرْوى بهذا اللفظ عن أبي هريرة إلا مِن هذا الوجه» . وقال الألباني في الصحيحة 3/ 380 (1391): «وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات، رجال مسلم، وفي ابن إسحاق -وهو العامري القرشي مولاهم- كلام لا يَضُرُّ» .
39783 -
عن البراء بن عازب، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولَمّا يُلْحَد، فجلس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وجلسنا حوله وكأنّ على رؤوسنا الطيرَ، وفي يده عودٌ يَنكُتُ به في الأرض، فرفع رأسَه، فقال:«استعيذوا بالله من عذاب القبر» مرتين أو ثلاثًا. ثُمَّ قال: «إنّ العبدَ المؤمنَ إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبالٍ من الآخرة نزل إليه ملائكةٌ مِن السماء، بيض الوجوه، كأنّ وجوهَهم الشمسُ، معهم كفنٌ مِن أكفان الجنة، وحَنُوطٌ مِن حَنوطِ الجنة، حتى يجلسوا منه مَدَّ البصر، ثم يجيء مَلَكُ الموت، حتى يجلس عند رأسه، فيقولُ: أيَّتُها النفسُ المطمئنةُ، اخرجي إلى مغفرةٍ مِن الله ورضوان» . قال: «فتخرُجُ تَسِيل كما تَسِيلُ القَطْرةُ مِن فِي السِّقاء، وإن كنتم تَرَوْنَ غير ذلك، فيأخذها، فإذا أخذها لم يَدَعُوها في يده طَرْفَة عينٍ، حتى يأخذوها فيجعَلوها في ذلك الكَفَن، وفي ذلك الحنوطِ، ويخرج منها أطْيَبُ نفحةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ على وجه الأرض، فيَصْعَدُون بها، فلا يَمُرُّون على مَلَأٍ مِن الملائكة إلا قالوا: ما هذا الرُّوح الطَّيِّبُ؟ فيقولون: فلانُ بن فلانٍ. بأحسن أسمائه التي كانوا يُسَمُّونه في الدنيا، وحتى يَنتَهُوا بها إلى السماء الدنيا، فيَسْتَفْتِحُون له، فيُفْتَح لهم، فيُشَيِّعُه مِن كلِّ سماء مُقَرَّبوها إلى السماء التي تليها، حتى يُنتَهى به إلى السماء السابعة، فيقول الله: اكتُبوا كتابَ عبدي في عِلِّيِّين، وأَعْيِدُوه إلى الأرض، فإنِّي منها خلَقتُهم، وفيها أُعيدُهم، ومنها أخرجهم تارةً أخرى. فتُعادُ رُوحُه في جسده، فيأتيه مَلَكان، فيُجلِسانِه، فيقولان له: مَن ربُّك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان له: ما دينُك؟ فيقولُ: ديني الإسلام. فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعِث فيكم؟ فيقولُ: هو رسول الله. فيقولان له: وما عِلْمُك؟ فيقول: قرأتُ كتابَ الله، فآمنتُ به، وصَدَّقتُ. فيُنادي مُنادٍ مِن السماء: أن صدَق عبدي، فأَفرِشوه مِن الجنة، وألبِسوه مِن الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة. فيأتيه مِن روحها وطِيبها، ويُفسَحُ له في قبره مدَّ بصره، ويأتيه رجلٌ حسنُ الوجه حسنُ الثياب طيِّب الريح، فيقولُ: أبشِر بالذي يَسرُّك، هذا يومُك الذي كنت تُوعَدُ. فيقولُ: مَن أنت، فوجهُك الوجه يجيء بالخير؟ فيقول له: أنا عملك الصالحُ. فيقولُ: ربِّ، أقِم الساعة، ربِّ، أقِم الساعة، حتى أرجِعَ إلى أهلي ومالي» . قال: «وإنّ العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبالٍ مِن الآخرة نزل إليه مِن السماء ملائكةٌ سُودُ الوجوه، معهم المُسوحُ، فيجلسون منه مَدَّ البصر، ثم يجيءُ ملَك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقولُ: أيَّتُها النفسُ الخبيثة، اخرجي إلى سَخَطٍ من الله وغَضَب. فتَفرَّقُ في جسده، فينتزعها كما يُنتَزَع السَّفُّودُ مِن الصُّوف
المبلول، فيأخُذُها، فإذا أخذها لم يَدَعُوها في يده طَرْفَةَ عين حتى يجعلوها في تلك المُسُوح، ويخرج منها كأنتن ريحٍ جِيفةٍ وُجِدَت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يَمُرُّون بها على مَلَإٍ مِن الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيثُ؟ فيقولون: فلان بن فلانٍ. بأقبح أسمائه التي كان يُسَمّى بها في الدنيا، حتى يُنتَهى بها إلى السماء الدنيا، فيُسْتَفْتَحُ فلا يُفتَحُ له». ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:{لا تُفتَّح لهم أبوابُ السَّماءِ} [الأعراف: 40]. «فيقول الله عز وجل: اكتُبوا كتابَه في سِجِّين في الأرض السُّفْلى. فتُطرَحُ رُوحُه طَرْحًا» . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ومن يُشرك باللهِ فكأنّما خرَّ منَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطيرُ أو تهوي به الريح في مكان سحيقٍ} [الحج: 31]. «فتُعادُ روحُه في جسدِه، ويأتيه ملكان، فيُجْلِسانِه، فيقولان له: مَن ربُّك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري. فيقولان له: ما دينُك؟ فيقولُ: هاه هاه، لا أدري. فيقولان له: ما هذا الرجلُ الذي بُعِث فيكم؟ فيقولُ: هاه هاه، لا أدري. فيُنادِي مُنادٍ مِن السماء: أن كَذَب عبدي، فأَفْرِشوه مِن النار، وافتحوا له بابًا إلى النار. فيأتيه مِن حرِّها وسَمُومِها، ويضيق عليه قبره حتى تختلِفَ فيه أضلاعُه، ويأتيه رجلٌ قبيحُ الوجه، قبيحُ الثياب، مُنتِنُ الرِّيح، فيقول: أبشِر بالذي يسوءك، هذا يومك الذي كنت تُوعَدُ. فيقولُ: مَن أنت، فوجهُك الوجه يجيء بالشرِّ؟ فيقول: أنا عملك الخبيثُ. فيقولُ: ربِّ، لا تُقِمِ الساعةَ»
(1)
. (8/ 521 - 523)
39784 -
عن أسماء بنت أبي بكرٍ، أنّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّه قد أُوحِي إلَيَّ أنّكم تُفْتَنُون في قبوركم، فيُقال: ما عِلمُك بهذا الرجل؟ فأمّا المؤمنُ أو المُوقِنُ فيقول: هو محمدٌ رسول الله، جاءنا بالبيِّنات والهُدى، فأَجَبْنا واتَّبَعْنا. فيُقال له: قد
(1)
أخرجه أحمد 30/ 499 - 503 (18534) واللفظ له، وأبو داود 5/ 120 (3212)، 7/ 131 - 133 (4753، 4754)، والحاكم 1/ 93 - 94 (107)، وابن جرير 13/ 660 - 661، 665، 668.
فيه المنهال بن عمرو، وزاذان أبي عمر، قال الحاكم 1/ 96 (111):«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجّا جميعًا بالمنهال بن عمرو، وزاذان أبي عمر الكندي، وله شواهد على شرطهما يُسْتَدَلُّ بها على صحته» . وقال المنذري في الترغيب والترهيب 4/ 197 - 198 (5396): «هذا الحديث حديث حسن، رواته مُحْتَجٌّ بهم في الصحيح، كما تقدم، وهو مشهور بالمنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء، كذا قال أبو موسى الأصبهاني?، والمنهال روى له البخاريُّ حديثًا واحدًا، وقال ابن معين: المنهال ثقة. وقال أحمد العجلي: كوفي ثقة. وقال أحمد بن حنبل: تَرَكَه شعبة على محمد. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: لأنّه سمِع من داره صوت قراءة بالتَّطْرِيب. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: أبو بِشْرٍ أحبُّ إلَيَّ مِن المنهال، وزاذان ثقة مشهور ألانه بعضهم، وروى له مسلم حديثين في صحيحه» . وقال الهيثمي في المجمع 3/ 50 (4266): «هو في الصحيح وغيره باختصار، رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح» .
عَلِمنا إن كنتَ لَمُؤْمِنًا، نَمْ صالِحًا. أمّا المنافق أو المرتابُ فيقولُ: لا أدري، سمعتُ الناسَ يقولون شيئًا فقلتُ»
(1)
. (8/ 339)
39785 -
عن أسماء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا دخل الإنسانُ قبرَه؛ فإن كان مؤمنًا أحفَّ به عملُه؛ الصلاةُ والصيام، فيأتيه الملَك مِن نحو الصلاة، فتَرُدُّه، ومِن نحو الصيام، فيردُّه، فيناديه: اجلس. فيجلس، فيقول له: ما تقول في هذا الرجل؟. يعني: النبيّ صلى الله عليه وسلم. قال: مَن؟ قال: محمدٌ. قال: أشهد أنّه رسول الله. فيقولُ: وما يُدريك، أدركتَه؟ قال: أشهد أنّه رسول الله. فيقول: على ذلك عِشتَ، وعليه مِتَّ، وعليه تُبْعَثُ. وإن كان فاجِرًا أو كافِرًا جاءه الملَك، وليس بينه وبينه شيء يَرُدُّه، فأجلسه، وقال: ما تقول في هذا الرجل؟ قال: أيُّ رجلٍ؟ قال: محمدٌ. فيقول: واللهِ، ما أدري، سمعتُ الناسَ يقولون شيئًا فقلتُه. فيقولُ له الملَكُ: على ذلك عِشْتَ، وعليه مِتَّ، وعليه تُبْعَثُ. ويُسَلَّط عليه دابَّةٌ في قبره، معها سَوطٌ، ثَمَرتُه
(2)
جمرةٌ مثلُ غربِ
(3)
البعير، يضربه ما شاء الله، لا تسمع صوته فترحمه»
(4)
. (8/ 540)
39786 -
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وُضِع المؤمنُ في قبره أتاه ملَكان، فانتَهَراه، فقام يَهُبُّ كما يَهُبُّ النائم، فيقال له: مَن ربُّك؟ فيقول: الله ربِّي، والإسلام ديني، ومحمدٌ صلى الله عليه وسلم نَبِيِّي. فيُنادي مُنادٍ: أن صدَق، فأفْرِشُوه مِن الجنة، وأَلْبِسوه مِن الجنة. فيقول: دعوني أُخبِر أهلي. فيقال له: اسكُن»
(5)
. (8/ 536)
39787 -
عن أبي الزبير، أنّه سأل جابر بن عبد الله عن فتّانَيِ القبر، فقال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنّ هذه الأمة تُبْتَلى في قبورها، فإذا أُدخل المؤمنُ قبرَه وتولّى عنه أصحابُه جاءه ملكٌ شَدِيدُ الانتِهار، فيقول له: ما كنتَ تقول في هذا الرجل؟ فيقول
(1)
أخرجه البخاري 1/ 28 (86)، 1/ 48 (184)، 2/ 10 (922)، 2/ 37 - 38 (1053)، 9/ 94 (7287)، ومسلم 2/ 624 (905).
(2)
ثمرته: طرفه. اللسان (ثمر).
(3)
الغرب: الدلو العظيمة التي تُتّخذ من جِلد ثور. النهاية (غرب).
(4)
أخرجه أحمد 44/ 535 - 536 (26976).
قال الهيثمي في المجمع 3/ 51 (4268): «رواه أحمد، وروى الطبراني منه طرفًا في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح» .
(5)
أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة 2/ 419 (866)، وأبو يعلى في مسنده 4/ 206 (2316)، من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر به.
قال الألباني في ظلال الجنة (866): «إسناده جيِّد على شرط البخاري، على ضَعْفٍ في أبي بكر بن عياش، وقرن البخاري لأبي سفيان بغيره» .
المؤمن: أقولُ: إنّه رسول الله، وعبده. فيقول الملَك: انظر إلى مقعدك الذي كان لك مِن النار، قد أنجاك الله منه، وأبْدَلَك بمقعدك الذي تَرى مِن النار مقعدك الذي ترى مِن الجنة. فيراهما كليهما، فيقول المؤمن: دعوني أُبَشِّر أهلي. فيقال له: اسكن. وأَمّا المنافق فيقعد إذا تَوَلّى عنه أهله، فيُقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، أقول ما يقول الناس. فيُقال له: لا دريتَ، هذا مقعدُك الذي كان لك مِن الجنة، قد أبدلك الله مكانه مقعدك من النار». قال جابر: فسمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «يُبْعَث كلُّ عبدٍ في القبر على ما مات؛ المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه»
(1)
. (8/ 535)
39788 -
عن أبي أُمامَة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:«إذا مات أحدٌ مِن إخوانكم، فسَوَّيْتُم الترابَ عليه، فلْيَقُمْ أحدُكم على رأس قبره، ثم ليقلْ: يا فلان ابن فلانة. فإنّه يسمعه ولا يجيب، ثم يقولُ: يا فلان ابن فلانة. فإنه يستوي قاعدًا، ثم يقولُ: يا فلان ابن فلانة. فإنّه يقول: أرشِدنا، رحِمَك الله. ولكن لا تشعرون، فليقلْ: اذكُر ما خرَجتَ عليه مِن الدنيا؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا عبده ورسوله، وأنّك رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيًّا، وبالقرآن إمامًا. فإنّ منكرًا ونكيرًا يأخُذُ كلَّ واحد منهما بيد صاحبه، ويقولُ: انطلق بنا، ما نقْعُدُ عند مَن لُقِّن حُجَّتَه. فيكون حجيجه دونهما» . قال رجلٌ: يا رسول الله، فإن لم يَعرِف أمَّه. قال:«يَنسبُه إلى حواء، يا فلان ابن حواء»
(2)
. (8/ 544)
39789 -
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وُضِع الميِّتُ في قبره
(1)
أخرجه أحمد 23/ 65 (14722).
قال ابن كثير في تفسيره 4/ 497: «إسناده صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه» . وقال الهيثمي في المجمع 3/ 48 (4264): «رواه أحمد، والطبراني في الأوسط، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام، وبقية رجاله ثقات» .
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 249 (7979)، والخلعي في الفوائد المنتقاة الحسان المعروف بالخلعيات ص 453 (1177).
قال ابن القيم في كتاب الروح ص 13: «حديث ضعيف» . وقال في زاد المعاد 1/ 504: «حديث لا يصِحُّ رفعه» . وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص 1875: «أخرجه الطبراني، بإسناد ضعيف» . وقال الهيثمي في المجمع 2/ 324 (3918): «رواه الطبراني في الكبير، وفيه مَن لم أعرفه، جماعة» . وقال ابن حجر في التلخيص الحبير 2/ 311 عن إسناد الطبراني: «وإسناده صالح، وقد قوّاه الضياء في أحكامه» . وقال الألباني في الضعيفة 2/ 64 (599): «منكر» . وقال النووي في الأذكار ص 289 - 290 (848): «قال ابن الصلاح: روينا فيه حديثًا مِن حديث أبي أمامة، ليس بالقائم إسناده، ولكن اعتضد بشواهد، وبعمل أهل الشام به قديمًا» .
جاءه ملَكان يسألانه، فقالا: كيف تقول في هذا الرجل الذي كان بين أظْهُرِكم، الذي يُقال له: محمدٌ؟ فلقَّنه الله الثبات، وثباتُ القبر خمسٌ؛ أن يقول العبدُ: ربِّي الله، وديني الإسلام، ونبيِّي محمدٌ، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ثم قالا له: اسكُن، فإنّك عشتَ مؤمنًا، ومِتَّ مؤمنًا، وتُبْعَثُ مؤمنًا. ثم أرَياه منزله مِن الجنة يَتَلَأْلَأُ بنور عرش الرحمن»
(1)
.
(8/ 533)
39790 -
عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ العبد إذا وُضِع في قبره، وتَوَلّى عنه أصحابُه؛ إنّه لَيَسْمَع قَرْعَ نعالِهم، يأتيه ملَكان، فيُقعِدانِه، فيقولان له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجل -زاد ابن مردويه- الذي كان بين أظهركم، الذي يُقال له: محمدٌ» . قال: «فأمّا المؤمنُ فيقولُ: أشهد أنّه عبد الله ورسوله. فيُقال له: انظُر إلى مقعدك مِن النار، قد أبدلك اللهُ به مقعدًا مِن الجنة» . قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «فيراهما جميعًا» . قال قتادة: وذُكِر لنا: أنّه يُفسَح له في قبره سبعون ذراعًا، ويملأُ عليه خَضِرًا. «وأَمّا المنافق والكافرُ فيُقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنتُ أقول ما يقول الناس. فيقال له: لا دَرَيْتَ، ولا تَلَيْتَ. ويُضرَب بمِطراقٍ مِن حديد ضربةً، فيصيح صيحةً يسمعها مَن يليه إلا الثَّقَلَيْن»
(2)
. (8/ 533)
39791 -
(3)
. (8/ 534)
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(2)
أخرجه البخاري 2/ 98 - 99 (1374)، ومسلم 4/ 2200 (2870). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(3)
أخرجه أحمد 21/ 119 - 120 (13447)، وأبو داود 7/ 129 - 130 (4751)، وابن حبان 7/ 391 (3120)، من طرق، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس به.
إسناده صحيح.
39792 -
عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على قبر رجل مِن أصحابه حين فرغ منه، فقال:«إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللَّهُمَّ، نزَل بك وأنت خيرُ منزولٍ به، جافِ الأرض عَن جَنبَيْه، وافتح أبوابَ السماء لروحه، واقبله منك بقَبُول حسنٍ، وثبِّت عند المسائل مَنطقَه»
(1)
. (8/ 543)
39793 -
عن راشد بن سعد، قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: «تَعَلَّمُوا حُجَّتَكم؛ فإنّكم مَسْئُولون» . حتى إن كان أهل البيت مِن الأنصار يَحضُرُ الرجلُ منهم الموتَ فيُوصُونه، والغلامُ إذا عقَل، فيقولون له: إذا سألوك: مَن ربُّك؟ فقل: الله ربي. وما دينك؟ فقل: الإسلام ديني. ومَن نبيُّك؟ فقلْ: محمدٌ
(2)
. (8/ 542)
39794 -
عن راشد بن سعد، عن رجلٍ مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنّ رجلًا قال: يا رسول الله، ما بالُ المؤمنين يُفْتَنُون في قبورِهم إلّا الشهيد؟! قال:«كفى ببارِقَة السيوف على رأسه فتنةٌ»
(3)
. (8/ 545)
39795 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: اسمُ الملَكين اللَّذَيْن يأتيان في القبر: مُنكَر، ونكير
(4)
. (8/ 537)
39796 -
عن أبي أُمامة صُدَيّ بن عَجْلان، قال: إذا مِتُّ فدَفَنتُمُوني فلْيَقُم إنسانٌ عند رأسي، فلْيَقُل: ياصُدَيُّ بن عجلان، اذكر ما كنت عليه في الدنيا؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله
(5)
. (8/ 544)
39797 -
عن سفيان الثوري، قال: إذا سُئِل الميِّتُ: مَن ربُّك؟ تَراءى له الشيطانُ في صورةٍ، فيشيرُ إلى نفسه: أنِّي أنا ربُّك
(6)
. (8/ 545)
(1)
أخرجه أبو نعيم في الحلية 5/ 201.
قال أبو نعيم: «غريب من حديث عطاء، لم نكتبه إلا من حديث نافع» .
(2)
عزاه السيوطي إلى ابن شاهين في السنة.
(3)
أخرجه النسائي 4/ 99 (2053).
قال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام 2/ 598 - 599 (606): «وسكت عنه مُصَحِّحًا له» . يعني: الإشبيلي في الأحكام.
(4)
أخرجه الطبراني في الأوسط (2703).
(5)
عزاه السيوطي إلى ابن منده.
(6)
أخرجه الحكيم الترمذي 3/ 227.