الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَغْبِطَنَّ فاجِرًا بنعمته، فإنّك لا تدري ما هو لاقٍ بعد موته، إنّ له عند الله قاتِلًا لا يموت» . فبلغ ذلك وهب بن مُنَبِّه، فأرسل إليه وهب أبا داود الأعور، قال: يا أبا فلان، ما قاتِلًا لا يموت؟ قال ابن أبي مريم: النار
(1)
. (ز)
{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ
(88)}
40642 -
عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قوله: {واخفِض جناحك} ، قال: اخْضَع
(2)
. (8/ 652)
40643 -
قال مقاتل بن سليمان: {ولا تحزن عليهم} إن تَوَلَّوا عنك، {واخفض جناحك للمؤمنين} يقول: لَيِّن جناحك للمؤمنين، فلا تُغْلِظ لهم
(3)
. (ز)
{وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ
(89)}
40644 -
قال مقاتل بن سليمان: {وقل} لكُفّار مكة: {إني أنا النذير المبين} مِن العذاب
(4)
. (ز)
{كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ
(91)}
نزول الآية، وتفسيرها:
40645 -
عن عبد الله بن عباس، قال: سأل رجلٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قال: أرأيتَ قول الله: {كما أنزلنا على المقتسمين} . قال: «اليهود، والنصارى»
(5)
. (8/ 652)
40646 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده-: أنّ الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نَفَرٌ مِن قريش، وكان ذا سِنٍّ فيهم، وقد حضَر الموسِم، فقال
(1)
أخرجه الطبراني في الأوسط 4/ 234 (4067)، والبيهقي في الشعب 6/ 300 (4222).
قال الهيثمي في المجمع 10/ 355 (18422): «رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات» .
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 8/ 2827.
(3)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 436.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 436.
(5)
أخرجه الطبراني في الأوسط 6/ 207 (6204).
قال الهيثمي في المجمع 7/ 46 (11111): «فيه حبيب بن حسّان، وهو ضعيف» .
لهم: يا معشر قريش، إنّه قد حضر هذا الموسم، وإنّ وفود العرب ستَقدَم عليكم فيه، وقد سمِعوا بأمر صاحبكم هذا، فاجمعوا فيه رأيًا واحدًا، ولا تختلفوا فيُكَذِّبَ بعضُكم بعضًا. فقالوا: أنتَ فقُلْ، وأقِمْ لنا به رأيًا نقول به. قال: لا، بل أنتم قولوا لِأَسْمَعَ. قالوا: نقول: كاهن. قال: ما هو بكاهن، لقد رأينا الكُهّانَ، فما هو بزَمْزَمةِ الكُهّانِ، ولا بسَجْعِهم. قالوا: فنقول: مجنون. قال: ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون وعرَفناه، فما هو بخَنقِه، ولا تَخالُجه، ولا وسوسته. قالوا: فنقول: شاعر. قال: ما هو بشاعر، لقد عرَفنا الشِّعر كلَّه؛ رَجَزَه، وهَزَجَه، وقريضَه، ومقبوضَه، ومبسوطَه، فما هو بالشِّعر. قالوا: فنقول: ساحر. قال: ما هو بساحر، لقد رأينا السُّحّارَ، وسِحرَهم، فما هو بنَفْثِه، ولا عَقْدِه. قالوا: فماذا نقول؟ قال: واللهِ، إنّ لِقولِه حلاوةً، وإنّ أصلَه لعَذِقٌ
(1)
، وإن فرعَه لجَناةٌ
(2)
، فما أنتم بقائلين مِن هذا شيئًا إلا عُرِف أنّه باطل، وإنّ أقرب القول أن تقولوا: ساحرٌ يُفَرِّق بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجه، وبين المرء وعشيرته. فتفرَّقوا عنه بذلك، فأنزل الله في الوليد، وذلك مِن قوله:{ذرني ومن خلقت وحيدًا} إلى قوله: {سأُصليه سقر} [المدثر: 11 - 16]. وأنزل الله في أولئك النَّفَر الذين كانوا معه: {الذين جعلوا القرآن عضين} أي: أصنافًا، {فوربك لنسألنهم أجمعين* عما كانوا يعملون}
(3)
. (8/ 653)
40647 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير، وأبي ظبيان- في قوله:{كما أنزلنا على المقتسمين} ، قال: هم أهل الكتاب
(4)
[3628]. (8/ 652)
[3628] ذكر ابنُ عطية (5/ 318) عن بعض المفسرين أنّ الكاف «من قوله: {كَما} متعلقة بفعل محذوف، تقديره: وقل إني أنا النذير بعذاب كالذي أنزلنا على المقتسمين، والكاف اسمٌ في موضع نصب» . ثم انتقد ذلك مستندًا إلى ظاهر الآيات، فقال:«وهو عندي غير صحيح؛ لأن {كَما} ليس مما يقوله محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو من قول الله تعالى له، فينفصل الكلام» . غير أنه ذَكَر لذلك وجْهًا يمكن أن يُحمَل عليه، فقال:«وإنما يترتب هذا القول بأن يُقَدَّر أن الله تعالى قال له: تنذر عذابًا كما» . ثم ذهب إلى أنّ المعنى: «وقل: إني أنا نذير كما قال قبلك رسلنا، وأنزلنا عليهم كما أنزلنا عليك» . ولم يذكر مستندًا، ثم ذكر احتمالًا آخر، فقال:«ويحتمل أن يكون المعنى: وقل أنا النذير كما أنزلنا في الكتب أنك ستأتي نذيرًا، وهذا على أن {المُقْتَسِمِينَ} أهل الكتاب» .
_________
(1)
العذق: الكثير الشُّعَب والأطراف في الأرض. شرح غريب السير 1/ 167.
(2)
وإن فرعه لجَناة: أي فيه ثمر يُجنى. المصدر السابق.
(3)
أخرجه ابن إسحاق في السيرة ص 150 - 152، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة 2/ 199 - 201، من طريق محمد بن أبي محمد عنه به. وذكر ابن جرير 14/ 133 نحوه مختصرًا دون أن يسنده إلى أحد، وذكره الثعلبي 5/ 352 والبغوي 4/ 394 منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
إسناده جيد. ينظر: مقدمة الموسوعة.
(4)
أخرجه البخاري (3945، 4705، 4706)، وابن جرير 14/ 129، 130، 134، والحاكم 2/ 355. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
40648 -
عن سعيد بن جبير -من طريق أبي بشر- أنّه قال في هذه الآية: {كما أنزلنا على المقتسمين} ، قال: هم أهل الكتاب
(1)
. (ز)
40649 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {كما أنزلنا على المقتسمين} ، قال: أهل الكتاب فرَّقوه، وبدَّدوه
(2)
. (ز)
40650 -
عن الحسن البصري -من طريق منصور- قال: هم أهل الكتاب
(3)
. (ز)
40651 -
قال مقاتل بن سليمان: قال سبحانه: {كما أنزلنا على المقتسمين} ، فيها تقديم، يقول: أنزلنا المثاني والقرآن العظيم كما أنزلنا التوراة والإنجيل على النصارى واليهود، فهم المقتسمون، فاقتسموا الكتاب، فآمنت اليهود بالتوراة، وكفروا بالإنجيل والقرآن، وآمنت النصارى بالإنجيل، وكفروا بالقرآن والتوراة، هذا الذي اقتسموا آمنوا ببعضِ ما أنزل إليهم مِن الكتاب، وكفروا ببعض
(4)
. (ز)
40652 -
قال مقاتل بن حيان: هم قومٌ اقتسموا القرآنَ؛ فقال بعضهم: سِحْر. وقال بعضهم: سمر
(5)
. وقال بعضهم: كَذِب. وقال بعضهم: شِعْر. وقال بعضهم: أساطير الأولين
(6)
. (ز)
40653 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {كما أنزلنا على المقتسمين} ، قال: الذين تَقاسَمُوا بصالح. وقرأ قول الله تعالى: {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله}
(1)
أخرجه ابن جرير 14/ 130.
(2)
أخرجه ابن جرير 14/ 131.
(3)
أخرجه ابن جرير 14/ 130.
(4)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 436.
(5)
كذا في المطبوع.
(6)
تفسير الثعلبي 5/ 353.