الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير الآية:
39139 -
عن مجاهد بن جبر، {وإليه متاب} ، قال: تَوْبَتي
(1)
. (8/ 453)
39140 -
قال مقاتل بن سليمان: قوله: {كذلك} يعني: هكذا {أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم} يعني: قد مَضَتْ قبلَ أهل مكة، يعني: الأمم الخالية؛ {لتتلوا عليهم الذي أوحينا إليك} يعني: لِتقرأ عليهم القرآن، {وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي} يا محمد، قل: الرحمن الذي يكفرون به هو ربِّي، {لا إله إلا هو عليه توكلت} يقول: به أثِق، {وإليه متاب} يعني: التوبة. نظيرها في الفرقان [71]: {فإنه يتوب إلى الله متابا}
(2)
. (ز)
نزول الآية:
39141 -
عن الزبير بن العوام، قال: لَمّا نزلت: {وأنذرْ عشيرتَكَ الأقربينَ} [الشعراء: 214] صاح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أبي قُبَيْسٍ: «يا آل عبد منافٍ، إنِّي نذيرٌ» . فجاءته قريشٌ، فحذَّرهم وأنذرهم، فقالوا: تزعُمُ أنّك نبِيٌّ يُوحى إليك، وأنّ سليمان سُخِّرت له الريحُ والجبالُ، وأنّ موسى سُخّر له البحرُ، وأنّ عيسى كان يُحْيِي الموتى، فادعُ الله أن يُسَيِّر عنّا هذه الجبال، ويُفَجِّر لنا الأرضَ أنهارًا، فنتّخذها محارث، فنزرع ونأكل، وإلّا فادعُ اللهَ أن يُحْيِيَ لنا موتانا، فنُكَلِّمهم ويُكَلِّمونا، وإلّا فادعُ الله أن يجعل هذه الصخرةَ التي تحتك ذهبًا، فنَنْحَت منها، وتُغْنِينا عن رحلة الشتاء والصيف، فإنّك تزعُمُ أنّك كهيئتهم. فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي، فلمّا سُرِّي عنه قال: «والَّذي نفسي بيده، لقد أعطاني ما سألتم، ولو شئتُ لكان، ولكنَّه خيَّرني بين أن تدخلوا بابَ الرحمة فيُؤمنَ مؤمنكم، وبين أن يكِلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم
(1)
عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(2)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 377 - 379.
فتضِلُّوا عن باب الرحمة ولا يؤمنَ مؤمنكم، فاخترت باب الرحمة ويؤمنُ مؤمنكم، وأخبَرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم أنّه معذِّبُكم عذابًا لا يعذِّبه أحدًا من العالمين». فنزلت:{وما منعنا أن نُرسل بالآيات إلا إن كذَّب بها الأوَّلونَ} [الإسراء: 59]. حتى قرأ ثلاث آياتٍ، ونزلت:{ولو أنّ قرآنًا سيرتْ به الجبالُ} الآية
(1)
. (8/ 454)
39142 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- قال: قالوا: سُيِّر بالقرآنِ الجبال، قُطِّع بالقرآن الأرض، أُخْرِج به موتانا
(2)
. (8/ 456)
39143 -
عن عبد الله بن عباس - من طريق قابوس بن أبي ظَبْيان، عن أبيه- قال: قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: إن كان كما تقول فأرِنا أشياخَنا الأُوَلَ مِن الموتى نُكَلِّمهم، وأفْسِحْ لنا هذه الجبال جبالَ مكة التي قد ضَمَّتْنا. فنزلت:{ولو أنّ قُرآنًا سيرتْ به الجبالُ أوْ قطعتْ به الأرضُ أو كلمَ به الموتى}
(3)
. (8/ 453)
39144 -
عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفيّ- قال: قال المشركون مِن قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو وسَّعْتَ لنا أودية مكة، وسيَّرتَ جبالها فاحْتَرَثْناها، وأَحْيَيْتَ مَن مات مِنّا، وقطِّعْ به الأرض، أو كَلِّم به الموتى. فأنزل الله:{ولو أنّ قرآنًا} الآية
(4)
. (8/ 454)
39145 -
عن عطية العوفيِّ -من طريق عمر بن حسان- قال: قالوا لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم: لو سيَّرت لنا جبالَ مكة حتى تَتَّسِع فنحرُثَ فيها، أو قطَّعْتَ لنا الأرض كما كان سليمانُ
(1)
أخرجه أبو يعلى 2/ 40 (679)، وابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف 2/ 190 - 191 - .
قال الهيثمي في المجمع 7/ 85 (11245): «رواه أبو يعلى مِن طريق عبد الجبار بن عمر الأيلي، عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم، وكلاهما وُثِّق، وقد ضعَّفهما الجمهور» . وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة 7/ 115 - 116 (6489): «هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة بعض رواته» .
(2)
أخرجه ابن جرير 13/ 532 - 533. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير 12/ 109 (12617)، والضياء المقدسي في المختارة 9/ 556 - 557 (551).
قال الضياء في المختارة: «قابوس بن أبي ظبيان قد اختلفت الرواية عن يحيى بن معين فيه؛ فروى ابن أبي مريم قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قابوس ثقة جائزة الحديثه. وروى عن عبد الله بن أحمد قال: سألت يحيى بن معين عن قابوس، فقال: ضعيف الحديث. وسألت أبي عنه، فقال: روى الناس عنه» . وقال الهيثمي في المجمع 7/ 42 - 43 (11093): «فيه قابوس بن أبي ظبيان، وهو ضعيف» .
(4)
أخرجه ابن جرير 13/ 531 - 532، من طريق محمد بن سعد العوفي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه عطية العوفي، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.
يقطعُ لقومه بالريح، أو أحْييتَ لنا الموتى كما كان عيسى يُحْيي الموتى لقومه. فأنزل الله:{ولو أن قُرآنًا سيرتْ به الجبالُ} الآية إلى قوله: {أفلمْ ييأس الذينَ آمنوا} . قال: أفلم يتبيَّن الذين آمنوا؟ قالوا: هل تروي هذا الحديث عن أحد مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
. (8/ 453)
39146 -
عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: {ولو أنّ قرآنا سيرت به الجبال} الآية، قال: قولُ كفار قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم: سيِّر جبالَنا تتسع لنا أرضُنا؛ فإنها ضَيِّقةٌ، أو قرِّب لنا الشامَ؛ فإنّا نتَّجرُ إليها، أو أخرج لنا آباءنا مِن القبور نكلِّمهم. فقال الله تعالى:{ولَوْ أنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الجِبالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتى}
(2)
. (8/ 455)
39147 -
عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- في الآية، قال: قال كُفّارُ مكَّة لمحمد صلى الله عليه وسلم: سيِّر لنا الجبالَ كما سُخِّرت لداود، وقطِّع لنا الأرض كما قُطِّعت لسليمان؛ فاغتدى بها شهرًا، وراح بها شهرًا، أو كلِّم لنا الموتى كما كان عيسى يُكَلِّمُهم. يقولُ: لم أُنزل بهذا كتابًا، ولكن كان شيئًا أعطيتُه أنبيائي ورسلي
(3)
. (8/ 456)
39148 -
عن عامر الشعبي -من طريق مُجالِد- قال: قالت قريشٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كُنتَ نبيًّا كما تزعُم فباعِد جَبَلَيْ مكَّة -أخْشَبَيْها هَذَيْن- مسيرة أربعة أيام أو خمسةٍ، فإنها ضيِّقة حتى نزرع فيها ونرعى، وابعث لنا آباءَنا مِن الموتى حتى يُكَلِّمونا ويُخْبِرونا أنّك نبيٌّ، أو احمِلْنا إلى الشام، أو إلى اليمن، أو إلى الحِيرَة، حتى نذهب ونجيءَ في ليلةٍ كما زعمت أنّك فعلته. فأنزل الله:{ولوْ أن قرآنًا سُيرت به الجبالُ أو قطعت به الأرض او كلم به الموتى} الآية
(4)
. (8/ 456)
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تخريج الكشاف 2/ 191، وكما في تفسير ابن كثير 4/ 461 - ، وابن مردويه -كما في تخريج الكشاف 2/ 191 - ، من طريق بشر بن عمارة، حدثنا عمر بن حسان، عن عطية العوفي به.
إسناده ضعيف؛ فيه عمر بن حسان، وهو الخثعمي الكوفي، قال عنه ابن حجر في التقريب (697):«ضعيف» . وفيه أيضًا عطية بن سعد العوفي، قال عنه ابن حجر في التقريب (4616):«صدوق يخطئ كثيرًا، وكان شيعيًّا مُدَلِّسًا» .
(2)
أخرجه ابن جرير 13/ 532.
(3)
أخرجه ابن جرير 13/ 534 - 535.
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة 14/ 301 - 302. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
39149 -
عن قتادة بن دعامة: أنّ هذه الآية: {ولو أنّ قرآنًا سيرتْ به الجبالُ أو قطعتْ به الأرضُ أو كُلمَ به الموتى} مكيَّةٌ
(1)
. (8/ 455)
39150 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى} : ذُكِر لنا: أنّ قريشًا قالوا: إن سرَّك -يا محمد- اتِّباعُك -أو: أن نَتَّبِعَك- فسَيِّر لنا جبال تهامة، أو زِد لنا في حَرَمِنا حتى نتخذ قطائعَ نَخْتَرِف
(2)
فيها، أو أحْيِ لنا فلانًا وفلانًا ناسًا ماتوا في الجاهلية. فأنزل الله تعالى:{ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}
…
(3)
. (ز)
39151 -
عن محمد بن كعب القُرَظِيِّ -من طريق أبي معشر المدني- قال: كلمت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، إنّا في واد ضَيِّق قليل الماء، فسيِّر عنا بقرآنك هذه الجبال، وأَخْرِج لنا مِن الأرض ينبوعًا حتى نشرب منه الماء، وأخرِج لنا آباءنا نكلمهم، فنسألهم: ماذا لَقُوا. فأنزل الله عز وجل: {ولو أن قرآنًا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}
(4)
. (ز)
39152 -
عن القاسم بن أبي بزَّة -من طريق محمد بن عبيد الله-: أنّ قريشًا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: نَحِّ عنّا هذين الجبلين، وانشر لنا موتانا، وافجر لنا عيون ماء. فأنزل الله:{ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}
(5)
. (ز)
39153 -
عن ابن كثير المكي -من طريق ابن جُرَيْج-: قالوا: لَو فَسَحْتَ عنّا الجبال، أو أجريت لنا الأنهار، أو كلَّمت به الموتى. فنزل:{أفلم ييأس الذين آمنوا}
(6)
. (ز)
39154 -
عن ابن كثير المكي -من طريق ابن جُرَيْج- قال: قالوا: لو فَسَحْتَ عنّا الجبال، أو أجريت لنا الأنهار، أو كلَّمْتَ به الموتى. فنزل ذلك
(7)
. (ز)
(1)
عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(2)
أي: نجتني. النهاية (خرف).
(3)
أخرجه ابن جرير 13/ 534. كما أخرج نحوه عبد الرزاق في تفسيره 2/ 336 من طريق معمر، وكذا ابن جرير 13/ 534.
(4)
أخرجه ابن إسحاق في سيرته ص 256.
(5)
أخرجه ابن وهب في الجامع - تفسير القرآن 1/ 141 (329).
(6)
أخرجه ابن جرير 13/ 533. وفي 13/ 532 بلفظ: فنزل ذلك.
(7)
أخرجه ابن جرير 13/ 532.
39155 -
قال مقاتل بن سليمان: قوله: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} ، وذلك أنّ أبا جهل بن هشام المخزومي قال لمحمد صلى الله عليه وسلم: سَيِّر لنا بقُرآنك هذا الجبل عن مكَّة، فإنّها أرض ضيِّقة، فنتَّسع فيها، ونتَّخذ فيها المزارعَ والمصانعَ كما سُخِّرَت لداود عليه السلام؛ إن كنت نبيًّا كما تزعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم:«لا أُطِيق ذلك» . قال أبو جهل: فلا عليك، فسَخِّر لنا هذه الريحَ فنركبها إلى الشام، فنقضي مِيرَتنا، ثم نرجع مِن يومنا، فقد شَقَّ علينا طولُ السَّفَر، كما سُخِّرَت لسليمان كما زعمتَ، فلست بأهون على الله مِن سليمان إن كنت نبيًّا كما تزعم. وكان يركبها سليمانُ وقومه غدوةً، فيسير مسيرة شهر. قال النبي صلى الله عليه وسلم:«لا أُطِيق ذلك» . قال أبو جهل: فلا عليك، ابعَثْ لنا رجلين أو ثلاثةً مِمَّن مات مِن آبائنا، منهم قُصَيُّ بن كِلاب؛ فإنّه كان شيخًا صَدُوقًا، فنسأله عمّا أمامنا مِمّا تُخْبِرُنا أنّه كائِن بعد الموت: أحقٌّ ما تقول أم باطل. فقد كان عيسى يفعل ذلك بقومه كما زعمتَ، فلستَ بأهون على الله مِن عيسى إن كنت نبيًّا كما تزعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم:«ليس إلَيَّ ذلك» . قال أبو جهل: فإن كنتَ غير فاعل فلا ألْفِيَنَّك تذكر آلهتنا بسوء. فأنزل الله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال}
(1)
. (ز)
39156 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية، قال: قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كنتَ صادِقًا فسَيِّر عنا هذه الجبال، واجعلها حروثًا كهيئة أرض الشام ومصر والبلدان، أو ابعث موتانا فأخبِرْهم، فإنّهم قد ماتوا على الذي نحن عليه. فقال الله:{ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}
(2)
. (ز)
39157 -
عن سفيان بن عيينة -من طريق ابن أبي عمر- في قوله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى} ، قال: قالوا: يا محمد، إنّ أرضنا بين جبلين -يعني: أبا قُبَيْس، والأحمر-، فأخِّرْ عنّا هذين الجبلين حتى نزرع، وأَجْرِ لنا فيها عيونًا، وأَحْيِ لنا قُصَيَّ بن كِلاب؛ فإنّه كان له عقل، نسأله: أحقٌّ ما تقول؟ فأنزل الله عز وجل: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا} . قال: لا يكون هذا، ولم يكن أوَّلًا، أولم يكفهم ما يرون مِن الآيات؛ السماوات، والأرض، والجبال، والمَطَر
(3)
. (ز)
(1)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 379.
(2)
أخرجه ابن جرير 13/ 534.
(3)
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 4/ 49 (2367).