الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ
(12)}
40167 -
عن أنس بن مالك -من طريق حميد الطويل- في قوله: {كذلك نسلُكُه في قلوب المجرمين} ، قال: الشِّرْك نَسْلُكه في قلوب المشركين
(1)
. (8/ 594)
40168 -
عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الحكم بن أبان- في قوله: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين} [الشعراء: 200]، قال: القَسْوَة
(2)
. (ز)
40169 -
عن الحسن البصري -من طريق الثوري، عن حميد- في قوله:{كذلك نسلكه} ، قال: الشِّرك نسلكه في قلوبهم
(3)
. (8/ 594)
40170 -
عن حميد، قال: قرأتُ القرآنَ كله على الحسن البصري في بيت أبي خليفة، ففَسَّره أجمعَ على الإثبات، فسألتُه عن قوله:{كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} . قال: أعمال سيعملونها لم يعملوها
(4)
[3589]. (ز)
40171 -
عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين* لا يؤمنون به} ، قال: إذا كذبوا سلَك الله في قلوبهم ألّا يؤمنوا به
(5)
. (8/ 594)
40172 -
قال مقاتل بن سليمان: {كذلك نسلكه} يعني: هكذا نجعله، يعني: الكفر بالعذاب {في قلوب المجرمين} يعني: كُفّار مكة، {لا يؤمنون به} يعني: بالعذاب
(6)
. (ز)
[3589] لم يذكر ابنُ جرير (14/ 20 - 21) في معنى: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ المُجْرِمِينَ} سوى قول الحسن، وقتادة، وابن جريج، وابن زيد.
_________
(1)
أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 2821 - 2822.
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم 9/ 2821.
(3)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 345 - 346، وابن جرير 14/ 21. وعلَّقه ابن أبي حاتم 9/ 2821 - 2822. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(4)
أخرجه ابن جرير 14/ 21.
(5)
أخرجه عبد الرزاق 1/ 346، وابن جرير 14/ 21، وابن أبي حاتم 9/ 2822. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد، وابن المنذر.
(6)
تفسير مقاتل بن سليمان 2/ 425.
40173 -
عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} ، قال: التَّكذيب
(1)
. (ز)
40174 -
قال ابن المبارك: سمعت سفيان [الثوري] يقول في قوله: {نسلكه} ، قال: نجعله
(2)
. (ز)
40175 -
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {كذلك نسلكه} ، قال: هم كما قال الله، هو أضَلَّهم ومنَعهم الإيمان
(3)
[3590]. (8/ 595)
[3590] ذكر ابنُ عطية (5/ 276 بتصرف) في قوله تعالى: {نَسْلُكُهُ} ثلاثه احتمالات لمرجع الضمير: الأول: «أن يعود على الاستهزاء أو الشرك ونحوه. وهو قول الحسن، وقتادة، وابن جريج، وابن زيد، ويكون الضمير في {بِهِ} يعود على ذلك بعينه، وتكون باءُ السبب، أي: لا يؤمنون بسبب شركهم واستهزائهم، ويكون قوله: {لا يُؤْمِنُونَ بِهِ} في موضع الحال» . الثاني: «أن يعود على الذِّكْر المحفوظ المتقدم الذِّكر، وهو القرآن، أي: مكذَّبًا به مردودًا مُسْتَهْزَءًا به ندخله في قلوب المجرمين، ويكون الضمير في {بِهِ} عائدًا عليه أيضًا، أي: لا يصدقون به» . الثالث: «أن يعود على الاستهزاء والشرك، والضمير في {بِهِ} يعود على القرآن، فيختلف على هذا عَوْد الضميرين» . ثم علَّق على هذه الاحتمالات بقوله: «والمعنى في ذلك كله ينظر بعضه إلى بعض» .
ونقل ابنُ القيم (2/ 100 - 101) قول أنس بن مالك، وقول الحسن، وابن جريج، وابن زيد، وزاد قولًا للربيع أنّ معنى:{كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ} أي: الاستهزاء، ثم علَّق عليها بقوله:«وهذه الأقوال ترجع إلى شيء واحد: التكذيب والاستهزاء والشرك، كل ذلك فعلهم حقيقة، وقد أخبر أنّه سبحانه هو الذي سلكه في قلوبهم» . ثم استدرك عليها مستندًا إلى السياق قائلًا: «وعندي في هذه الأقوال شيء، فإنّ الظاهر أنّ الضمير في قوله: {لا يُؤْمِنُونَ بِهِ} هو الضمير في قوله: {سَلَكْناهُ} فلا يصِحُّ أن يكون المعنى: لا يؤمنون بالشِّرك والتكذيب والاستهزاء، فلا تصِحُّ تلك الأقوال إلا باختلاف مفسر الضميرين، والظاهر اتحادُّه، فالذين لا يؤمنون به هو الذي سلكه في قلوبهم وهو القرآن. فإن قيل: فما معنى سلكه إيّاه في قلوبهم وهم ينكرونه؟ قيل: سلكه في قلوبهم بهذه الحال، أي: سلكناه غير مؤمنين به، فدخل في قلوبهم مكذبًا به، كما دخل في قلوب المؤمنين مصدقًا به. وهذا مراد مَن قال: إنّ الذي سلكه في قلوبهم هو التكذيب والضلال، ولكن فسَّر الآية بالمعنى، فإنه إذا دخل في قلوبهم مكذبين به فقد دخل التكذيب والضلال في قلوبهم. فإن قيل: فما معنى: إدخاله في قلوبهم وهم لا يؤمنون به؟ قيل: لتقوم عليهم بذلك حجة الله، فدخل في قلوبهم، وعلموا أنّه حق وكذبوا به، فلم يدخل في قلوبهم دخول مصدق به، مؤمن به، مَرْضِيٌّ به، وتكذيبهم به بعد دخوله في قلوبهم أعظم كفرًا مِن تكذيبهم به قبل أن يدخل في قلوبهم، فإنّ المكذب بالحق بعد معرفته له شر مِن المكذب به ولم يعرفه. فتأمَّله فإنّه من فقه التفسير» .
_________
(1)
أخرجه ابن جرير 14/ 20.
(2)
أخرجه ابن جرير 14/ 21.
(3)
أخرجه ابن جرير 14/ 21 - 22، وابن أبي حاتم 9/ 2822 من طريق أصبغ.