الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه الثاني:
الرداء.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ} [النور: 60].
وقال به من السلف: ابن مسعود، وسعيد بن جبير
(1)
.
ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، وابن عطية، وأبوحيان، وابن كثير
(2)
.
وللسلف في الآية قول آخر وهو: أن الثياب في الآية الجلباب، وهو مروي عن ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، والشعبي.
(3)
وليس بين قولي السلف تعارض، لأن كلا من القولين من باب التفسير بالمثال للثياب المأذون بالتخفف منها للقواعد من النساء.
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير بالمثال، لأن الرداء مثال للثوب في الآية.
الوجه الثالث:
القميص.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [الحج: 19].
وقال به من السلف: ابن عباس
(4)
.
ومن المفسرين: ابن جرير
(5)
.
وللسلف في الآية قول آخر: وهو أن الثياب في الآية، سائر الثياب دون تخصيص القميص، وقال به: مجاهد، وسعيد بن جبير
(6)
.
(1)
جامع البيان 18/ 211.
(2)
معاني القرآن لفراء 2/ 261. جامع البيان 18/ 211. معاني القرآن وإعرابه للزجاج 4/ 53. معاني القرآن للنحاس
4/ 556. معالم التنزيل ص 918. المحرر الوجيز 4/ 195. البحر المحيط 8/ 70. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4/ 573.
(3)
جامع البيان 18/ 211.
(4)
ذكره عنه ابن الجوزي في زاد المسير ص 953، ولم أقف عليه في كتب التفسير بالمأثور.
(5)
جامع البيان 17/ 170.
(6)
المرجع السابق نفسه.
ومن المفسرين: الزَّجَّاج، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبوحيان، وابن كثير
(1)
.
هذا وقد وجدت عند ابن رجب، أثراً عن ابن عباس -وفي ثبوته عنه شك - ورد فيه القميص وغيره؛ دون تخصيص له.
قال ابن رجب: «الباب التاسع عشر: في ذكر كسوة أهل النار ولباسهم فيها، قال الله تعالى {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [الحج: 19].
وكان إبراهيم التيمي إذا تلا هذه الآية يقول: «سبحان من خلق من النار ثيابا» ، وروينا من طريق يحيى بن معين، حدثنا أبو عبيدة الحداد، حدثنا عبدالله بن بجير، عن عباس الجريري، أحسبه عن ابن عباس قال: «يقطع للكافر ثياب من نار حتى ذكر القباء والقميص
والكُمَّة
(2)
».
(3)
فلعله هو نفسه الأثر الذي أشار إليه ابن الجوزي في زاد المسير
(4)
، فيكون قولاً بعموم الثياب، لا بخصوص القميص إذ ذكر القباء، والكمة، فيعود قولا السلف، إلى قول واحد، وهو الذي عليه عامة المفسرين كما تقدم.
وبهذا يتبين أن الثياب في هذه الآية، هي الثياب في الوجه الأول وهي بمعنى: سائر الثياب، فإذا كان المراد بوضع الثياب في قوله تعالى:{وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ} [النور: 58]. هو التعري من سائرها، فالتعري في قوله تعالى:{فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [الحج: 19]. هو الذي يناسب حالة المعذبين في النار، فانتقل بهم من حال التعري إلى حال الاكتساء بثياب من نار تفصل على أجسادهم، وبقدر زيادة تلك الثياب يزيد عليهم العذاب، وهذا لايتأتى في تخصيص القميص.
(1)
معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/ 419. معالم التنزيل ص 862. الكشاف 3/ 150. المحرر الوجيز 4/ 114. الجامع لأحكام القرآن 12/ 19. البحر المحيط 7/ 495. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4/ 419.
(2)
الكمة القلنسوة المدورة لأنها تغطي الرأس (مختار الصحاح 241).
(3)
التخويف من النار ص 118.
(4)
زاد المسير ص 953.