الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من كلام ابن تيمية، والسعدي
(1)
.
ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير باللازم لأن من لوازم النظر الحفظ.
الوجه الرابع:
المنظر.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ} [الأنبياء: 61].
وقال به من المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير
(2)
.
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير باللازم لأن من لوازم العين النظر؛ قال الزَّمخشري:«بمعنى معاينا مشاهدا أي بمرأى منهم ومنظر»
(3)
.
الوجه الخامس:
القلب.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ} [الكهف: 101].
وقال به من المفسرين: ابن عطية، وأبو حيان؛ قالا: البصر كناية عن البصيرة لأن العين الجارحة لا نسبة بينها وبين الذكر
(4)
.
والصحيح أن الأعين على أصلها؛ ويدل عليه قول قتادة: «كانوا عميا عن الحق لا يبصرونه»
(5)
.
(1)
قال د. مساعد الطيار: «ومما يجدر التنبيه عليه هنا أنه قد يرد عن السلف تفسير لبعض صفات الله، بلازمها، فيظن القارئ لها أن السلف يؤولون صفات الله سبحانه، وهذا ليس بصواب، وذلك لأن الأصل عند السلف هو أن صفات الله على الحقيقة، ولا يجوز التأويل، فإذا رأيت مثل هذا فاعلم أنهم لا يؤولون، لأنه لم يرد عن أحد منهم أنه أنكر الصفة، وفرق بين إنكار الصفة، والتفسير باللازم.
أما ما تراه عند الخلف المتأخرين من تفسير الصفة بلازمها؛، فإنه تأويل لها، وذلك لأن مذهب هؤلاء هو التأويل؛ ولذا يعمدون إلى تفسيرها بلازم الصفة»، فصول في أصول التفسير ص 80.
(2)
جامع البيان 17/ 53. معاني القرآن وإعرابه 3/ 396. معالم التنزيل ص 838. الكشاف 3/ 124. المحرر الوجيز 4/ 87. الجامع لأحكام القرآن 11/ 198. البحر المحيط 7/ 447. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4/ 371.
(3)
الكشاف 3/ 124.
(4)
المحرر الوجيز 3/ 545.البحر المحيط 7/ 229.
(5)
جامع البيان 16/ 46.
وقال به من المفسرين: ابن جرير، وابن كثير، والسعدي
(1)
.
وأيد ذلك ابن عثيمين فقال: «كانت أعينهم في غطاء عن ذكر الله، لا ينظرون إلى ذكر الله، وقد ذكر الله تعالى فيما سبق في نفس السورة أن {عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً} [الكهف: 57]، فالقلوب، والأبصار، والأسماع كلها مقفلة»
(2)
.
وجمع الزَّمخشري بين القولين فقال: «عن آياتي التي ينظر إليها فأذكر بالتعظيم، أو عن القرآن وتأمل معانيه وتبصرها»
(3)
.
وعليه فلا مانع من تصحيح القولين فالعين الباصرة مأخذها اللفظ، والعين البصيرة مأخذها السياق وهو ورود الذكر.
ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير بالمقارب لأنه لابد من تواطؤ البصر والقلب في الإقبال أو الإعراض عن ذكر الله، ولأن البصر هو من أوسع المنافذ للقلب؛ قال الله تعالى: «{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية: 17]، ومعلوم أن النظر هنا للتفكر، ويجوز أن يكون مأخذه السياق القرآني من لفظ الذكر في الآية.
وأما ما أشار إليه ابن الجوزي عن بعضهم: وجهاً سادساً فقال: والعين: النهر. ومثل له بقوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} [الإنسان: 6].
فلم أقف عليه بهذا المعنى، وإنما الذي يذكره المفسرون: أن العين هنا هي منبع الماء الجاري، وممن قال به من المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير
(4)
.
وبهذا يعود إلى الوجه الثاني.
(1)
جامع البيان 16/ 46. الكشاف 2/ 698. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4/ 249. تيسير الكريم الرحمن ص 487.
(2)
تفسير القرآن الكريم، سورة الكهف ص 140.
(3)
الكشاف 2/ 698.
(4)
جامع البيان 29/ 252. معاني القرآن وإعرابه 5/ 258. معالم التنزيل ص 1380. الكشاف 4/ 668. المحرر الوجيز 5/ 410. الجامع لأحكام القرآن 19/ 82. البحر المحيط 10/ 360. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 6/ 361.