الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- أن القنوت بمعنى الطاعة في الوضوء: وقال به الضحاك
(1)
.
وذكر أقوال السلف - أو بعضها - من المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيَّان، وابن كثير.
(2)
وجميع هذه الأقوال المروية عن السلف في معنى القنوت في الآية، هو من قبيل التفسير بالمثال فكل منهم جاء بمعنىً للطاعة المطلوبة أثناء القيام للصلاة، وقد بين ابن جرير عَود هذه الأقوال إلى الطاعة ودخولها فيها فقال:«والقنوت أصله الطاعة لله ثم يستعمل في كل ما أطاع الله به العبد، فتأويل الآية إذاً: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله فيها مطيعين، بترك بعضكم فيها كلام بعض، وغير ذلك من معاني الكلام سوى قراءة القرآن فيها، أوذكر الله بالذي هو أهله، أو دعائه فيها، غير عاصين لله فيها؛ بتضييع حدودها، والتفريط في الواجب لله عليكم فيها، وفي غيرها من فرائض الله» .
(3)
وأيده ابن تيمية في رسالته في قنوت الأشياء، فقال:
(4)
.
الآية الثانية:
قوله تعالى: {وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ} [الأحزاب: 35].
وقال به من السلف: قتادة، وابن زيد، والشعبي
(5)
، وسعيد بن جبير
(6)
.
ومن المفسرين: ابن جرير، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي وابن كثير
(7)
.
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه، في معنى الآية، ومأخذه أصل اللفظ في اللغة، قال ابن فارس:«قنت: القاف والنون والتاء أصلٌ صحيحٌ، يدلُّ على طاعةٍ وخيرٍ في دين، لا يعدو هذا البابَ. والأصل فيه الطَّاعة، يقال: قَنَتَ يَقْنُتُ قُنوتًا، ثم سمّي كلُّ استقامةٍ في طريق الدّين قُنُوتًا؛ وقيل لطُولِ القِيام في الصَّلاةِ قُنُوت، وسمّي السُّكوتُ في الصَّلاة والإقبالُ عليها قُنوتًا، قال الله تعالى: {لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]»
(8)
، وقال الراغب الأصفهاني:«القُنُوت: لزومُ الطاعة، مع الخُضوعِ، وفُسِّر بكل واحد منهما في قوله تعالى: {لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]»
(9)
.
الوجه الثاني:
العبادة.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [الروم: 26].
وقال به من المفسرين: القرطبي؛ فقال: مقرون بالعبودية، إما قالة
(10)
، وإما دلالة.
(11)
(1)
المرجع السابق نفسه.
(2)
جامع البيان 2/ 753. معاني القرآن وإعرابه 1/ 320. معاني القرآن للنحاس 1/ 240. معالم التنزيل 144. الكشاف
1/ 316. المحرر الوجيز 1/ 323. الجامع لأحكام القرآن 3/ 141. البحر المحيط 2/ 548. تفسير القرآن العظيم 1/ 587.
(3)
جامع البيان 2/ 758.
(4)
رسالة في قنوت الأشياء لله ص 6، بتصرف.
(5)
جامع البيان 22/ 16.
(6)
تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم 9/ 3133.
(7)
جامع البيان 22/ 16. معالم التنزيل 1042. الكشاف 3/ 547 .. الجامع لأحكام القرآن 14/ 120. المحرر الوجيز
4/ 385. تفسير القرآن العظيم 5/ 177.
(8)
مقاييس اللغة ص 834.
(9)
مفردات ألفاظ القرآن ص 684.
(10)
قولا وتصريحا.
(11)
الجامع لأحكام القرآن 14/ 15.