الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه التاسع:
مكة والطائف.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 31].
وقال به من السلف: ابن عباس، وقتادة، وابن زيد
(1)
.
ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير
(2)
.
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير بالمثال.
الوجه العاشر:
جميع القرى على الإطلاق.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الإسراء: 58].
وقال به من السلف: مجاهد، وقتادة
(3)
.
ومن المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والبغوي، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير
(4)
(1)
جامع البيان 25/ 79.
(2)
معاني القرآن للفراء 3/ 31. جامع البيان 25/ 79. معاني القرآن وإعرابه 4/ 409. معاني القرآن للنحاس 6/ 350. معالم التنزيل 1167. الكشاف 4/ 251. المحرر الوجيز 5/ 53. الجامع لأحكام القرآن 16/ 56. البحر المحيط
9/ 369. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 5/ 521.
(3)
جامع البيان 15/ 132.
(4)
جامع البيان 15/ 132. معاني القرآن وإعرابه 3/ 247. معالم التنزيل 746. المحرر الوجيز 3/ 466. الجامع لأحكام القرآن 10/ 182. البحر المحيط 7/ 71. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4/ 156.
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ قال ابن فارس:«القاف والراء والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على جمعٍ واجتماعٍ. من ذلك القَرْية، سمّيت قريةً لاجتماع النَّاس فيها»
(1)
.
تنبيه:
جميع الوجوه في هذا الباب - سوى الأخير - من قبيل التفسير بالمثال على القرية وبعضها دل عليه السياق غير أن تحديد إبهامها وفك غلقها لدرجة الخلاف في بعضها قد رده المحققون من أهل العلم وكثير منه ليس عليه نص صريح، وليس في علمه كبير فائدة ترجى دنيا وأخرى؛ قال ابن تيمية:«وأما ما يحتاج المسلمون إلى معرفته فإن الله نصب على الحق فيه دليلا، فمثال ما لا يفيد ولا دليل على الصحيح منه اختلافهم في لون كلب أصحاب الكهف، وفي البعض الذي ضرب به موسى من البقرة، وفى مقدار سفينة نوح، وما كان خشبها، وفى اسم الغلام الذي قتله الخضر، ونحو ذلك فهذه الأمور طريق العلم بها النقل فما كان من هذا منقولا نقلا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم كاسم صاحب موسى أنه الخضر فهذا معلوم، ومالم يكن كذلك بل كان مما يؤخذ عن أهل الكتاب؛ كالمنقول عن كعب، ووهب، ومحمد بن اسحق، وغيرهم ممن يأخذ عن أهل الكتاب فهذا لا يجوز تصديقه ولا تكذيبه إلا بحجة»
(2)
.
وقال الشنقيطي: «ففي القرآن العظيم أشياء كثيرة لم يبينها الله لنا ولا رسوله ولم يثبت في بيانها شيء والبحث عنها لا طائل تحته ولا فائدة فيه.
وكثير من المفسرين يطنبون في ذكر الأقوال فيها، بدون علم ولا جدوى، ونحن نعرض عن مثل ذلك دائما؛ كلون كلب أصحاب الكهف؛ واسمه وكالبعض الذي ضرب به القتيل من بقرة بني إسرائيل، وكاسم الغلام الذي قتله الخضر، وأنكر عليه موسى قتله، وكخشب سفينة نوح من أي شجر هو، وكم طول السفينة وعرضها، وكم فيها من الطبقات، إلى غير ذلك مما لا فائدة في البحث عنه ولا دليل على التحقيق فيه»
(3)
.
(1)
مقاييس اللغة ص 582.
(2)
الفتاوى 13/ 345.
(3)
أضواء البيان 2/ 226.