الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وليس بين القولين تعارض لأن كلاً منهم ذكر مثالأ للشياطين في الآية؛ فيصح القول بهما معا.
ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير بالمثال لأن الكاهن مثال للشياطين في الآية وليس استيعابا لجميع المعنى.
الوجه الثاني:
الطاغي من الجن والإنس.
ومثل له ابن الجوزي بآيتين:
الآية الأولى:
قوله تعالى: {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} [الأنعام: 112].
ويشهد له حديث أبي ذر قال دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه؛ فجئت فجلست إليه فقال: «يا أبا ذر، تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس. قلت: أوَ للإنس شياطين؟ قال نعم» .
(1)
وقال به من السلف: السُّدي
(2)
، وأبو مالك غزوان الغفاري، وقتادة
(3)
، والضحاك، ومجاهد، والحسن
(4)
.
ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيَّان، وابن كثير
(5)
.
الآية الثانية:
قوله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} [الأنعام: 121].
وقال به من السلف: ابن عباس، وعكرمة
(6)
.
(1)
أخرجه النسائي (كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من شر شياطين الإنس، 8/ 275، برقم 5507)، وأحمد 5/ 178 و 179، وعبد الرزاق في مصنفه 2/ 84، وفي مجمع الزوائد 1/ 159، 160 وذكر له ابن كثير في تفسيره 3/ 74 عدة طرق ثم قال:«فهذه طرق لهذا الحديث، ومجموعها يفيد قوته وصحته والله أعلم»
(2)
جامع البيان 8/ 8.
(3)
تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم 4/ 1371.
(4)
ذكره عنهم البغوي في معالم التنزيل ص 438.
(5)
معاني القرآن للفراء 1/ 351. جامع البيان 8/ 8. معالم التنزيل ص 438. الكشاف 2/ 56. المحرر الوجيز 2/ 335. الجامع لأحكام القرآن 7/ 45. البحر المحيط 4/ 623. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3/ 74.
(6)
جامع البيان 8/ 23.