الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمعنى على هذه الأخيرة؛ الأممُ التي قبله، وكلا القولين متأت في الآية؛ فالجميع أتى بالطاغية.
(1)
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ قال الراغب الأصفهاني:«والتقابل: أن يُقْبِلَ بعضُهم على بعض؛ إما بالذات؛ وإما بالعناية والتوفر والمودة .. ولي قِبَلٌ فلان كذا، كقولك عنده. قال تعالى: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ} [الحاقة: 9]»
(2)
، وقال ابن عطية:«وَقِبَلُ الانسان؛ ما يليه في المكان، وكثُر استعمالها حتى صارت بمنزلة عندي» .
(3)
الوجه الثالث:
النحو.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [البقرة: 177].
وقال بمعناه من المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيَّان، وابن كثير
(4)
.
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير بالمعنى المقارب؛ فالنحو قصد
(1)
ينظر: السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي ص 648، وجزء في قراءات النبي صلى الله عليه وسلم للدوري ص 164، والحجة في القراءات السبع لابن خالوية ص 351، وكتاب معاني القراءات لأبي منصور الأزهري ص 502، والتبيان في إعراب القرآن للعكبري 2/ 1236، وإتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للدمياطي ص 554.
(2)
مفردات ألفاظ القرآن ص 654.
(3)
المحرر الوجيز 5/ 358.
(4)
معاني القرآن للفراء 1/ 104. جامع البيان 2/ 124. معاني القرآن وإعرابه 1/ 246. الكشاف 1/ 242. المحرر الوجيز 1/ 243. الجامع لأحكام القرآن 1/ 160. البحر المحيط 2/ 132. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/ 424.