الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واختلف السلف في المراد بالقنوت في الآية:
- ذلك كلام مخرجه مخرج العموم والمراد به الخصوص ومعناه: كل له قانتون في الحياة والبقاء والموت، والفناء، والبعث، والنشور، لا يمتنع عليه شيء من ذلك وإن عصاه بعضهم في غير ذلك من العبادة: وقال به ابن عباس.
- قانتون، بإقرارهم بأنه ربهم وخالقهم: وقال به: قتادة.
- هو على الخصوص: والمعنى وله من في السموات والأرض من ملك وعبد مؤمن لله مطيع دون غيرهم: وقال به ابن زيد.
(1)
ورجح الأول ابن جرير، والزَّجَّاج
(2)
(3)
وذكر الطاعة أيضاً: الزَّجَّاج، والنَّحاس، والبغوي
(4)
.
وأبقى الآية على عمومها القرطبي فقال: «مقرُّون بالعبودية، إما قالة، وإما دلالة»
(5)
، وابن كثير، فقال:«خاشعون خاضعون طوعاً وكرهاً»
(6)
وأما ابن عطية فقد ذكر أن لفظ الآية يعطي العموم في كل من يعقل، وأن تعميمها في المعنى غير صحيح لكون الآية خبراً، ولأن كثيراً من الجن والإنس غير قانت في كثير من الأعمال والاعتقاد، وذكر أنه عموم مراد به الخصوص.
(7)
ومع عموم الآية والاختلاف في المراد بالقنوت فيها، وقف عندها شيخ الإسلام ابن تيمية وقفة المتأمل، فأبقى الآية على عمومها، وينطلق منها إلى تقسيم للقنوت فيها إلى خمسة أقسام لايند منها قول لمن تقدمه، فقال: «ثم قال {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} [الروم: 26] .. وعلى هذا فالقنوت الذي يعم المخلوقات أنواع:
أحدها:
فإن المراد بقنوته كونه مدبرا مصرفا تحت مشيئة الرب من غير امتناع منه بوجه من الوجوه وهذا شامل للجمادات والحيوانات وكل شيء.
النوع الثاني:
من القنوت هو ما يشعر به القانت، وهو اعترافهم كلهم بأنهم مخلوقون مربوبون وأنه ربهم كما تقدم.
(1)
جامع البيان 21/ 43.
(2)
المرجع السابق نفسه. معاني القرآن وإعرابه 4/ 183.
(3)
جامع البيان 21/ 43.
(4)
المرجع السابق نفسه. معاني القرآن للنحاس 5/ 254. معالم التنزيل ص 1006.
(5)
الجامع لأحكام القرآن 14/ 15.
(6)
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 5/ 83.
(7)
المحرر الوجيز 4/ 335.