الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وللسلف في الآية قول آخر وهو: الذكر والثناء الحسن؛ وليس عن القول الآخر ببعيد فهو من لوازمه والثناء والذكر الحسن ضرب من ضروب الطاعة.
وقال ابن عثيمين في معنى هذه الآية: «أن مَنْ ذَكر الله ذكره الله؛ لقوله تعالى: {أَذْكُرْكُمْ}؛ وكون الله يذكرك أعظم من كونك تذكره؛ ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي:» من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي؛ ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه «، وذكر الله يكون بالقلب، وباللسان، وبالجوارح؛ فالأصل ذكر القلب»
(1)
.
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية ومأخذه تفسير الشيء بسببه لأن من أسباب ذكر الله تعالى لعبده طاعته إياه.
الوجه الثاني عشر:
الحفظ.
ومثل له ابن الجوزي بآيتين:
الآية الأولى:
قوله تعالى: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} [البقرة: 63].
وقال به من السلف: أبو العالية، والربيع
(2)
.
ومن المفسرين: ابن جرير، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير
(3)
.
الآية الثاني:
قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [آل عمران: 103].
وقال بمعناه من المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير؛ قالوا: ذكرهم الله بعظيم نعمة الإسلام حين جمعهم بعد فرقة
(4)
، ومن لوازم التذكير الحفظ.
(1)
تفسير القرآن الكريم 2/ 167.
(2)
تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم 1/ 130.
(3)
جامع البيان 1/ 430. معالم التنزيل 39. الكشاف 1/ 175. المحرر الوجيز 1/ 159. الجامع لأحكام القرآن 1/ 297. البحر المحيط 1/ 393. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/ 257.
(4)
جامع البيان 4/ 45. معاني القرآن وإعرابه 1/ 450. معالم التنزيل 229. الكشاف 1/ 424. المحرر الوجيز 1/ 484. الجامع لأحكام القرآن 4/ 106. البحر المحيط 3/ 287. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 2/ 80.