الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآية ومأخذه المعنى المشهور؛ قال ابن فارس:«ويقال للشيء يساوي الشيء: هو عِدْلُه، وعَدلتُ بفلانٍ فلانًا، وهو يُعادِله، والمُشْرِك يَعدِل بربَه، تعالى عن قولهم عُلوًا كبيرًا، كأنَّه يسوّي به غيره»
(1)
.
الوجه الخامس:
التوحيد.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90].
وقال به من السلف: ابن عباس.
ومن المفسرين: ابن جرير، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان
(2)
.
ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير بالمقارب؛ قال الراغب الأصفهاني:«العدل هو أن يعطي ما عليه ويأخذ ماله»
(3)
.
نتيجة الدراسة
تحصل من تلك الدراسة، صحة وجوه أربعة هي:
الوجه الأول:
الفداء.
ودل عليه قوله تعالى: {وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} [البقرة: 48].
وقوله تعالى: {وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا} [الأنعام: 70]، ومأخذه تفسير الشيء بسببه لأن من أسباب العدل الفدية، ويجوز أن يكون مأخذه المعنى المشهور لأن العدل هو المساواة؛ كما قال ابن فارس.
الوجه الثاني:
القيمة. ودل عليه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [المائدة: 95].
ومأخذه المعنى المقارب كما قال الخليل.
الوجه الثالث:
الشرك. ودل عليه قوله تعالى: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1]. ومأخذه المعنى المشهور؛ كما قال ابن فارس.
(1)
مقاييس اللغة ص 718.
(2)
جامع البيان 14/ 198. المحرر الوجيز 3/ 586. الجامع لأحكام القرآن 10/ 109. البحر المحيط 6/ 586. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4/ 64.
(3)
مفردات ألفاظ القرآن ص 551.