الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال به من السلف: ابن عباس ومجاهد والسُّدي وقتادة وأبو مالك غزوان الغفاري غزوان الغفاري
(1)
.
ومن المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس البغوي، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير
(2)
.
الآية الثانية:
قوله تعالى: {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ} [الجاثية: 23].
وقال بهذا المعنى من المفسرين: ابن جرير، والبغوي، والقرطبي، وابن كثير
(3)
.
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيتين، ومأخذ هذا الوجه هو اللغة العربية، إذ هما متقاربان والطبع واحد من المعاني المشهورة للختم.
تنبيه:
قال ابن جرير:
«وفي قوله تعالى: {فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ} [البقرة: 7].قول آخر: وهو أن الآية إخبار من اللَّه تعالى عن تكبرهم وإعراضم عن الاستماع لما دعوا إليه من الحق كما يقال: إن فلاناً لأصم عن هذا الكلام: إذا امتنع عن سماعه ورفع نفسه عن تفهمه تكبراً، ثم أشار ابن جرير إلى رده إياه
(4)
.
وقد دخل في هذه الآية ونحوها طائفتان هما:
- القدرية
(5)
القائلون بأن العبد يخلق فعل نفسه.
- والجبرية
(6)
القائلون بأن العبد مجبور على فعله فليس له مشيئة.
(1)
تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم 1/ 41.
(2)
جامع البيان 1/ 147. معاني القرآن وإعرابه 1/ 82. معاني القرآن للنحاس 1/ 87. معالم التنزيل ص 16. الجامع لأحكام القرآن 1/ 130. البحر المحيط 1/ 76. تفسير القرآن العظيم 1/ 163.
(3)
جامع البيان 25/ 35. معالم التنزيل ص 1181. الجامع لأحكام القرآن 16/ 112. تفسير القرآن العظيم لابن كثير
5/ 557.
(4)
جامع البيان 1/ 147.
(5)
القدرية: هم الذين يزعمون أن كل عبد خالق لفعله ولا يرون الكفر والمعاصي بتقدير الله تعالى. (التعريفات 222).
(6)
الجبرية هو من الجبر وهو إسناد فعل العبد إلى الله تعالى والجبرية اثنان متوسطة تثبت للعبد كسبا في الفعل كالأشعرية وخالصة لا تثبت كالجهمية (التعريفات 101).
وصارت هاتان الطائفتان على طرفي نقيض
…
وبينهما أمة الحق وجماعة الهدى أهل السنة والجماعة.
ولم يزل أقطاب أهل السنة والجماعة يكفون المبتدع، ويبينون الحق ويوضحونه.
ومن أولئك الذين ذادوا عن حياض السنة ابن القيم؛ إذ يقول عن هاتين الشبهتين:
" وقد دخل في هذه الآيات ونحوها طائفتا القدرية والجبرية فحرفتها القدرية بأنواع من التحريف المبطل لمعانيها وما أريد منها - إلى أن قال - وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ماضٍ فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك"
(1)
، كيف ذكر العدل في القضاء مع الحكم النافذ، وفي ذلك رد لقول الطائفتين القدرية والجبرية فإن العدل الذي لكمال قدرة الرب وعموم مشيئته، والعدل الذي أثبته الجبرية مناف للحكمة والرحمة لحقيقة العدل، والعدل الذي هو اسمه وصفته ونعته سبحانه خارج عن هذا وهذا ولم يعرفه إلا الرسل وأتباعهم"
(2)
.
وقد نقل القرطبي إجماع الأمة على أن اللَّه عز وجل قد وصف نفسه بالختم على قلوب الكافرين مجازاة لكفرهم
(3)
.
ولما كان الزَّمخشري هو عمدة المعتزلة
(4)
القدرية في التفسير فقد تأول هذه الآية تأويلات كلها تدور على ذات الشبهة والخروج بتفسيرها عن تفسير السلف .. وأن القول بقولهم يستلزم منه نسبة الظلم إلى اللَّه تعالى، وأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه، والعدل وضع الشيء في موضعه، وقف عليها الإمام ابن كثير ووقف مع الزَّمخشري هذه الوقفة إذ يقول:
(1)
أخرجه أحمد 1/ 391، وابن حبان 3/ 253، برقم 972، وأبو يعلى 9/ 98 برقم 5297، والحاكم في المستدرك
1/ 960، برقم 1877، والهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 126، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح غير أبي سلمة الجهني وقد وثقه ابن حبان. وهو من حديث ابن مسعود.
(2)
شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل لابن قيم الجوزية 1/ 85 - 87.
(3)
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 1/ 187.
(4)
المعتزلة أصحاب واصل بن عطاء الغزال اعتزل عن مجلس الحسن البصري (التعريفات 282)