الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كثيرة، لم يبينها الله لنا ولا رسوله، ولم يثبت في بيانها شيء، والبحث عنها لا طائل تحته ولا فائدة فيه»
(1)
.
الآية الثانية
قوله تعالى: {فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53].
وقال به من السلف: عمر بن الخطاب، وأنس بن مالك.
(2)
ومن المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير
(3)
.
ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه تفسير الشيء بسببه ولازمه، لأن الستر سبب للحجاب ولازم له؛ قال ابن دُرَيد:«وكلُ شئٍ حَجَبَكَ فقد سترك، واحْتَجَبَت الشمسُ في السَّحابِ، إذا استترتْ فيه» .
(4)
الوجه الثالث:
الجبل.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} [ص: 32].
وقال به من السلف: ابن مسعود
(5)
، وأبي بن كعب
(6)
، وقتادة، وكعب.
(7)
ومن المفسرين: البغوي، والقرطبي
(8)
.
وتفسير الحجاب بالجبل في هذه الآية؛ وجه ضعيف من التفسير وهو من مرويات أهل الكتاب، وممن رده الزَّمخشري إذ يقول:«ومن بدع التفاسير: أن الحجاب جبل دون قاف مسيرة سنة تغرب الشمس من ورائه» .
(9)
(1)
أضواء البيان 3/ 226.
(2)
جامع البيان 22/ 49.
(3)
جامع البيان 22/ 49. معاني القرآن وإعرابه 4/ 235. معاني القرآن للنحاس 5/ 372. معالم التنزيل 1050. الجامع لأحكام القرآن 14/ 146. البحر المحيط 8/ 501. تفسير القرآن العظيم 5/ 206.
(4)
جمهرة اللغة 1/ 263.
(5)
جامع البيان 23/ 190.
(6)
تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم 10/ 3241.
(7)
ذكره عنهما القرطبي 15/ 127.
(8)
معالم التنزيل 1050. الجامع لأحكام القرآن 14/ 146.
(9)
الكشاف 4/ 94.
وقال الألوسي: «وأياً ما كان؛ فما أخرجه ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن كعب قال:» الحجاب هو حجاب من ياقوت أخضر، محيط بالخلائق، منه اخضرت السماء «، وما قيل إنه جبل دون قاف بسنة، تغرب الشمس وراءه، لا يخفى حاله، والناس في ثبوت جبل قاف بين مصدق ومكذب .. »
(1)
.
والصحيح في تفسير الحجاب في هذه الآية؛ استتار الشمس بالمغيب، ويدل عليه:
حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: «كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب إذا توارت بالحجاب» .
(2)
قال أبو السَّعادات الجزري: «باب الحاء مع الجيم: حجبَ، في حديث الصلاة حين توارت بالحجاب، الحجاب هاهنا: الأفق، يريد حين غابت الشمس في الأفق، واستترت به، ومنه قوله تعالى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} [ص: 32].»
(3)
ما ذكره الراغب الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن إذ يقول: «{حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} [ص: 32]. يعني الشمس إذا استترت بالمغيب» .
(4)
وقال به من المفسرين: القرطبي
(5)
، والشوكاني
(6)
.
ويتبين مما تقدم عدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، والصحيح أن الحجاب هنا بمعنى الستر، فيكون داخلاً في الوجه الثاني، والله أعلم.
(1)
روح المعاني 23/ 255.
(2)
أخرجه البخاري 1/ 205، برقم 536، ومسلم 1/ 441، برقم 636.
(3)
النهاية في غريب الأثر 1/ 340. وأبو السعادات: المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني العلامة مجد الدين ابن الأثير الجزري ثم الموصلي الفقيه المحدث اللغوي البارع العلم ولد في سنة 544 هـ كان فقيها محدثا أديبا نحويا عالما بصنعة الحساب والإنشاء ورعا عاقلا مهيبا ذا بر وإحسان مات سنة 606 ومن تصانيفه كتاب (النهاية في غريب الحديث) (معجم الأدباء 6/ 291. سير أعلام النبلاء 21/ 488).
(4)
مفردات ألفاظ القرآن ص 219.
(5)
الجامع لأحكام القرآن 14/ 146.
(6)
فتح القدير ص 1479.