الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلف على أن الحديث هنا بمعنى الخبر، ثم اختلفوا في تحديد المراد بالخبر
(1)
:
وممن قال به منهم: ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وأبو العالية، عطاء، وابن زيد، والسُّدي
(2)
.
وقال به من المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير
(3)
.
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه التفسير بجزء المعنى، لأن الأخبار نوع وجزء من الأحاديث، وجائز أن يكون مأخذ الوجه التفسير بالمقارب لما بين الحديث والخبر من التقارب؛ قال أبو هلال العسكري:«ثم كثر استعمال اللفظين حتى سمي كلُ واحد منهما باسم الآخر، فقيل للحديث خبرٌ وللخبر حديثٌ» .
(4)
نتيجة الدراسة:
تحصل من تلك الدراسة صحة ثلاثة وجوه
، هي:
الوجه الأول:
القرآن. ودل عليه قوله تعالى: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ} [الطور: 34].وقوله تعالى: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [المرسلات: 50]، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ كما أشار إليه ابن فارس، والراغب الأصفهاني.
الوجه الثاني:
العبرة. ودل عليه قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [المؤمنين: 44].وقوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} [سبأ: 19].ومأخذه التفسير باللازم، وتفسير الشيء بسببه.
الوجه الثالث:
الخبر. ودل عليه قوله تعالى: {أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} [البقرة: 76]، ومأخذه التفسير بجزء المعنى، أو بالمعنى المقارب.
وأما
الوجه الذي هو: القصص
.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا} [في الزمر: 23].
فقد تقدم أنني لم أجد من قال به، وتخريجه على أنه مستنبط من سبب نزول سورة يوسف، لكن هذه الآية تكون ضمن أمثلة الوجه الذي هو بمعنى القرآن.
(1)
ينظر إلى إلى الخلاف بطوله في جامع البيان 1/ 487.
(2)
المرجع السابق نفسه.
(3)
معاني القرآن للفراء 1/ 50. جامع البيان 1/ 487. معالم التنزيل 44. الكشاف 1/ 184. المحرر الوجيز 1/ 168. الجامع لأحكام القرآن 2/ 5. البحر المحيط 1/ 441. تفسير القرآن العظيم 1/ 247.
(4)
الفروق في اللغة ص 45.