الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبو زكريا: أفصح مذاهب العرب في القول: أن لا يعمل في الجملة التي بعده في اللفظ، وهي في التقدير في موضع نصب نحو قولك: قال زيد: عمرو منطلق. قال: وتذهب العرب إلى أن تعمل القول عمل الظن. إذا كان معه استفهام وتاء الخطاب، نحو قولك: أتقول زيداً قائماً؟ لأن الإنسان إنما يستفهم عن ظنه. وتقول: متى تقول أباك خارجاً»
(1)
.
وذكر بعض المفسرين أن القول في القرآن على خمسة أوجه:
أحدها: القرآن
. ومنه قوله تعالى: في الزمر: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر: 18].
والثاني: الشهادتان
. ومنه قوله تعالى في إبراهيم: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: 27].
والثالث: السابق في العلم
. ومنه قوله تعالى في السجدة: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} [السجدة: 13].
والرابع: العذاب
. ومنه قوله تعالى في النمل: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ} [النمل: 82].
والخامس: نفس القول
. ومنه قوله تعالى في البقرة: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} [البقرة: 59]»
(2)
.
دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي:
الوجه الأول:
القرآن.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر: 18].
وقال به من السلف: الضحاك
(3)
.
ومن المفسرين: الزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير
(4)
، ونسبه ابن الجوزي للجمهور
(5)
.
(1)
وللاستزادة من اللغة ينظر: العين 825، ومقاييس اللغة ص 839، والمحكم والمحيط الأعظم 6/ 561.
(2)
نزهة الأعين النواظر ص 486.
(3)
ذكره عنه النَّحَّاس 6/ 162.
(4)
معاني القرآن وإعرابه 4/ 349. معاني القرآن للنحاس 6/ 162. معالم التنزيل ص 1123. الكشاف 4/ 122. المحرر الوجيز 4/ 525. الجامع لأحكام القرآن 15/ 195. البحر المحيط 9/ 162. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 5/ 402.
(5)
زاد المسير ص 1226.