الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معاني الآيات، ومأخذه التفسير باللازم، لأن من لوازم الخيانة المعصية، ويجوز أن يكون مأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ قال الخليل:«وخائِنةُ العَيْن: ما تخُونُ من مُسارَقة النَّظَر أي: تنظُرُ إلى ما لا يَحِلُّ»
(1)
.
الوجه الثاني:
نقض العهد.
ومثل له ابن الجوزي بآيتين:
الآية الأولى:
قوله تعالى: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ} [المائدة: 13].
وقال به من السلف: قتادة، ومجاهد، وعكرمة
(2)
.
ومن المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير
(3)
.
الآية الثانية:
قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً} [الأنفال: 58].
وقال به من السلف: ابن زيد
(4)
.
ومن المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير
(5)
.
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيتين، ومأخذه أصل اللفظ في اللغة؛ قال الراغب الأصفهاني:«فالخيانة مخالفة الحق بنقضِ العهد»
(6)
، ويجوز أن يكون مأخذه التفسير بالمثال لأن من أمثلة الخيانة نقض العهد.
الوجه الثالث:
ترك الأمانة.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105].
(1)
العين 284.
(2)
جامع البيان 6/ 203.
(3)
جامع البيان 6/ 203. معاني القرآن وإعرابه 2/ 160. معاني القرآن للنحاس 2/ 282. معالم التنزيل ص 366. الكشاف 1/ 650. المحرر الوجيز 2/ 169. الجامع لأحكام القرآن 6/ 77. البحر المحيط 4/ 206. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 2/ 504.
(4)
تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم 5/ 1727.
(5)
جامع البيان 6/ 36. معاني القرآن وإعرابه 2/ 402. معاني القرآن للنحاس 3/ 165. معالم التنزيل ص 532. الكشاف 2/ 219. المحرر الوجيز 2/ 543. الجامع لأحكام القرآن 8/ 22. البحر المحيط 5/ 340. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3/ 326.
(6)
مفردات ألفاظ القرآن ص 305.
ويشهد له ماروي في سبب نزول هذه الآية وما بعدها:
فعن قتادة بن النعمان
(1)
(2)
.
وبين هذا الوجه والوجه الأول تقارب شديد لكون ترك الأمانة مثالاً من أمثلة المعصية؛ غير أن مراد ابن الجوزي هنا ظاهر في سبب النزول.
ويتبين مما تقدم، صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه سبب النزول.
(1)
قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن أبي ظفر عمرو بن الخزرج الأنصاري الأوسي أبو عبد الله شهد بدرا وسقطت عينه يوم أحد فأتى بها النبي فردها فكانت أحسن عينيه مات سنة 23 هـ (الاستيعاب 3/ 1274. الإصابة 5/ 416).
(2)
أخرجه الترمذي (كتاب التفسير، باب ومن سورة النساء برقم 3036، 5/ 244) وصححه الحاكم في المستدرك 4/ 427 وحسنه الألباني برقم 2432).