الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَأَولى ثُمَّ أَولى ثُمَّ أَولى
…
فَهَل لِلدَّرِ يُجلَبُ من مَردِّ
(1)
قال الأصمعي
(2)
: معناه قاربه مايهلكه. أي: نزل به، وأنشد:
فعَادى بين هاديتين منَها
…
وأولى أن يزيدَ على الثلاث
(3)
أي: قارب أن يزيد، قال ثعلب
(4)
: ولم يقل أحد في أولى أحسن مما قال الأصمعي
(5)
.
وذكر بعض المفسرين أن أولى في القرآن على وجهين:
-
أحدهما: بمعنى أحق
ومنه قوله تعالى في الأنفال {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي
كِتَابِ اللَّهِ} [الأنفال: 75]، وفي مريم {أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا} {مريم: 70]، وفي الأحزاب:
{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6].
والثاني: بمعنى الوعيد والتهديد
. ومنه قوله تعالى في سورة محمد صلى الله عليه وسلم:
{يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 20] وفي القيامة: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} [القيامة 35]»
(6)
.
دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي:
الوجه الأول: أن أولى بمعنى أحق
.
(1)
بلا عزو في مقاييس اللغة ص 1065، ولسان العرب (ولي).
(2)
الأصمعي: عبد الملك بن قريب بن أصمع بن مظهر أبو سعيد الباهلي الأصمعي إمام في النحو واللغة والأشعار والأخبار والملح وكان متحرزا في التفسير وأما في غيره فمتسامح مات سنة 210 وولد سنة 125 هـ (البلغة 136. شذرات الذهب 1/ 36)
(3)
بلا عزو في مقاييس اللغة ص 1065، ولسان العرب (ولي).
(4)
ثعلب: أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني أبو العباس ثعلب إمام الكوفيين بغدادي وله معرفة بالقراءات روى عنه أبو محمد اليزيدي وعلي بن سليمان الأخفش وابن بشار الأنباري الزهري وأبو عمر الزاهد وغيرهم له التواليف المفيدة وفصيحه مع صفره مفيد توفي سنة 219 هـ (البلغة 65. شذرات الذهب 1/ 370).
(5)
وللاستزادة من اللغة ينظر: العين 48. مقاييس اللغة 1064. ولسان العرب (ولي).
(6)
نزهة الأعين النواظر ص 96.
ومثل ابن الجوزي لهذا الوجه بثلاث آيات:
الآية الأولى: قوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [لأنفال: 75]، ومعنى كلام السلف يدل عليه كقول ابن عباس:«كان المهاجرلايتولى الأعرابي ولايرث وهو مؤمن ولايرث الأعرابي المهاجرفنسختهاهذه الآية»
(1)
.
ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير.
(2)
الآية الثانية: قوله تعالى: {أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا} [مريم: 70].
وقال بمعناه من السلف: ابن جريج
(3)
.
ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير.
(4)
الآية الثالثة: قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6].
ويشهد له حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مامن مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرأوا إن شئتم: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] فأيما مؤمن ترك مالاً فليرثه عصبته من كانوا فإن ترك ديناً، أو ضياعاً، فليأتني فأنا مولاه»
(5)
.
ومعنى كلام السلف يدل عليه كقول ابن زيد: «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما أنت أولى
(1)
تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم 5/ 1743 ونحوه عن الزبير بن العوام، وابن عباس، والربيع بن أنس، وسعيد بن جبير، وقتادة عند ابن جرير 10/ 58.
(2)
معاني القرآن للفراء 1/ 417، وجامع البيان 10/ 74، ومعاني القرآن وإعرابه 2/ 425، ومعالم التنزيل ص 537، والكشاف 2/ 228، والمحرر الوجيز 2/ 557، والجامع لأحكام القرآن 8/ 39، والبحر المحيط 5/ 357، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير 3/ 344.
(3)
جامع البيان 16/ 140.
(4)
جامع البيان 16/ 140 ومعاني القرآن وإعرابه 3/ 340. ومعالم التنزيل ص 808. والمحرر الوجيز 4/ 26. والجامع لأحكام القرآن 11/ 135 والبحر المحيط 7/ 288 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير 4/ 291.
(5)
أخرجه البخاري (كتاب التفسير، باب النبي أولى بالمؤمنين 4/ 557 برقم 2298).