الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيتين، ومأخذه المعنى المشهور للفظ في اللغة؛ قال الخليل:«وبعثته من نومه فانبعث، أي: نبّهته»
(1)
.
الوجه الرابع:
التسليط.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى: {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} [الإسراء: 5].
وقال به من المفسرين: السمرقندي، وأبو حيان، وابن كثير، والسعدي
(2)
.
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآية، ومأخذه تفسير الشيء بسببه، لأن من أسباب البعث التسليط.
الوجه الخامس:
الإرسال.
ومثل له ابن الجوزي بآيتين:
الآية الأولى:
قوله تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا} [البقرة: 129].
ويشهد له حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني عبد الله لخاتم النبيين، وإن آدم عليه السلام لمنجدل
(3)
في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين ترين».
(4)
وقال به من السلف: قتادة، والسُّدي، والربيع، وأبو العالية
(5)
.
(1)
العين 78.
(2)
تفسير السمرقندي 2/ 302. البحر المحيط 7/ 14. تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4/ 117. تيسير الكريم الرحمن
ص 453.
(3)
قوله: (وآدم منجدل في طينته)، أي مطروح على وجه الأرض صورة من طين لم تجر فيه الروح بعد (غريب الحديث للخطابي 2/ 156، غريب الحديث لابن الجوزي 1/ 144).
(4)
أخرجه الإمام أحمد 4/ 127 - 128، والبخاري في التأريخ الكبير 6/ 68، وابن حبان 14/ 313 برقم 6404، وصححه الحاكم في المستدرك 2/ 453 برقم 3566، وقال ابن حجر في الفتح 6/ 583:«أخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم «، وقال الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار 1/ 81» وكذلك رواه الحاكم في مستدركه في تفسير سورة الأحزاب 2/ 453 برقم 3566 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 223:
«وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد وقد وثقه ابن حبان» .
(5)
جامع البيان 1/ 730. تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم 1/ 236.