الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قبول الحوالة إذا كان المحال عليه غير مليء، ونفي الندب أو الوجوب لا يعني: نفي الجواز؛ لأن الحق للمحال، فإذا رضي فقد أسقط حقه.
وقال في تقويم النظر: «والملاءة ليست شرطَ صحةِ الحوالة بدليل أنها تصح على غير مليء، وإنما ذكر الملاءة بناء على الغالب»
(1)
.
وقال العراقي في طرح التثريب: «لو كان مفلسًا حال الحوالة فالصحيح الذي نص عليه الشافعي، وقال به جمهور أصحابه: أنه لا خيار له، سواء شرط يساره، أم أطلق .... »
(2)
.
القول الثاني:
قال ابن حزم: لا تصح الحوالة إلا على مليء بنص الخبر.
(3)
.
وجهه: أن الحوالة لم توافق محلها الذي ارتضاه الشارع، وهو الملاءة.
الراجح:
أن الملاءة ليست شرطًا في صحة الحوالة؛ لأن الحق للمحال فإذا رضي بالحوالة على غير مليء فقد أسقط حقه.
وقد أجاز الأئمة الحوالة مع الجهل بذمة المحال عليه أموسر هو أو معسر
(4)
.
(1)
تقويم النظر في مسائل خلافية ذائعة تحقيق الشيخ صالح الخزيم رحمه الله (2/ 435).
(2)
طرح التثريب (6/ 143).
(3)
المحلى، مسألة (1227).
(4)
مواهب الجليل (5/ 94)، المفهم في شرح مسلم للقرطبي (4/ 440)، الإشراف على نكت مسائل الخلاف (2/ 599)، شرح مشكل الآثار ()، التوضيح في شرح البخاري لابن الملقن (15/ 118)، المهذب (1/ 338)، المحرر في الفقه (1/ 338)، مطالب أولي النهى (3/ 328)، الشرح الكبير لابن قدامة (5/ 62)، إعلام الموقعين (4/ 38)، إغاثة اللهفان (2/ 37).
وإنما اختلف الفقهاء في حق المحال في الرجوع على المحيل إذا قبل الحوالة ظانًا منه أنه مليء، فبان معسرًا، أو أنكر المحال عليه الحق، أو مات المحال عليه معدمًا، أو اشترط المحال ملاءة المحال عليه فبان غير ذلك، ومسألة رجوع المحال على المحيل مسألة أخرى غير مسألتنا، وسواء قلنا: له الرجوع أو قلنا: لا رجوع له فإن ذلك لا ينافي صحة الحوالة؛ لأن الرجوع نقض للحوالة بعد صحتها.
فتبين من هذا أن الملاءة ليست شرطًا لصحة الحوالة، وإنما الخلاف في اعتبار الملاءة شرطًا للزوم الحوالة في حال اشترط المحال ملاءة المحال عليه، أو كان المحيل يعلم حال المحال عليه، ولم يبين، أو مات المحال عليه معدمًا، هل يملك المحال الرجوع على المحيل أم لا؟
وسوف يأتي بحث رجوع المحال على المحيل إن شاء الله تعالى عند الكلام على أحكام الحوالة، بلغنا الله ذلك بمنه وكرمه.
* * *