الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6616
- (يُثني عليك الناش شراً، فأُثني عليك خيراً. فقال عمر:
وما ذاك يا رسول الله!؟ فقال صلى الله عليه وسلم: دعنا عنك يا عمر بن الخطاب! من
جاهد في سبيل الله، دخل الجنة) .
منكر.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "(22/ 337 - 338) من طريق عبد الله بن نافع عن هشام بن سعد عن يزيد بن ثعلب عن أبي المنذر:
أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إن فلاناً هلك، فصلّ عليه. فقال عمر: إنه فاجر، فلا تصل عليه. فقال الرجل: يا رسول الله! الم تر الليلة التي صبحت فيها في الحرس، فإنه كان فيهم؟! فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه، ثم تبعه، حتى إذا جاء قبره، قعد، حتى إذا فرغ منه، حثا عليه ثلاث حثيات، ثم قال:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد اللة بن نافع - هو: الصائغ، وهو -: ثقة صحيح الكتاب، في حفظه لين - كما في " التقريب " -، ولا أدري هذا مما حدث به من كتابه أم من حفظه.
وقد تابعه حماد بن خالد - وهو: الخياط -، وهو ثقة من رجال مسلم، ولكنه اختصره جداً، وخالفه في اسم (يزيد)، فقال: عن هشام بن سعد عن زياد - يعني: ابن ثعلب - عن أبي المنذر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حثا في قبرٍ ثلاثاً.
أخرجه أبو داود في " المراسيل"(302/ 420) وعنه البيهقي في " السنن الكبرى"(3/ 410) .
وإيراد أبي داود إياه في " المراسيل" يشعر بأن أبا المنذر هذا ليس له صحبة، وعليه يدل صنيع أبي حاتم، فقد روى عنه ابنه في ترجمة (زيد بن تغلب) أنه قال:
" زيد وأبو المنذر مجهولان ".
كذا وقع فيه (زيد بن تغلب)، وكذلك في "الميزان" وقال:
" لا يدرى من هو وشيخه؟ ". وتبعه في (اللسان".
قلت: وان مما يدل على جهالة الراوي عن (أبي المنذر) هذا الاختلاف في اسمه واسم أبيه - كما رأيت -، فعند الطبراني:(يزيد بن ثعلب)، وأبي داود:
(زياد بن ثعلب)، وعند ابن أبي حاتم:(زيد بن تغلب) ! وقال محققه:
"وهذا الرجل - أعني: الراوي عن أبي المنذر - من شرط " التهذيب "، لأن حديثه هذا في " مراسيل أبي داود" - كما في الإصابة -، ومع ذلك لم أجد له ترجمة في " التهذيب "، لا في باب (زيد) ، ولا (زياد) ، ولا (يزيد) . والله أعلم ".
قلت: وإذا عرفت جهاله هذا الرجل، يتبين لك بأن الذين ذكروا شيخه (أبا المنذر) في الصحابة، قد تساهلوا، ولذلك أطلق أبو حاتم عليه أنه مجهول - كالراوي عنه -، وذكر أبو داود حديثه في " المراسيل " وأقره البيهقي - كما تقدم -، ولذلك أيضاً قال الحافظ في " تهذيب التهذيب":
" وقول أبي داود إنه مرسل أشبه ".
وبناء عليه جزم في " التقريب " بأنه تابعي.
وقد فات هذا التحقيق الحافظ المنذري، فقال في " الترغيب " (2/ 176) :
" رواه الطبراني، وإسناده لا بأس به ان شاء الله تعالى"!