الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" واه، قال أبو علي الحافظ: متروك ".
هذا؛ وقد كنت ذهبت قديماً إلى تصحيح الحديث جرياً على ظاهر إسناد أحمد، وتبعاً لمن قواه ممن سلف، والآن وقد تبينت علته، فأنا راجع عنه، وقد يعجب هذا ناساً، ويغضب آخرين، وليس يهمني هذا ولا هذا، وانما إرضاء رب
العالمين، وهو ولي التوفيق.
6665
- (من اعتذر إلى أخيه، فلم يعذر، أو يقبل عذره، كان عليه مثل خطيئة صاحب مكسٍ) .
ضعيف.
روي من حديث جابر بن عبد الله بلفظين، هذا أحدهما؛ أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط "(9/ 293/ 8639)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (6/ 1 32 - 2 32/ 8338) من طريق عبد الله بن صالح: حدثني
الليث قال: حدثني إبراهيم بن أعين عن أبي عمرو العبدي عن أبي الزبير عنه به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ مسلسل بالعلل:
الأولى: عنعنة أبي الزبير.
الثانية: جهالة أو ضعف أبي عمرو العبدي هذا؛ فإني لم أجد من ذكره في " الكنى " أو سماه. ولكن يغلب على ظني أنه المذكور في " تهذيب الكمال " وما تفرع عنه:
" عقبة بن عبد الله الأصم الرفاعي العبدي البصري، روى عن
…
(فذكر جمعاً) ، روى عنه إبراهيم بن أعين، و
…
".
ثم ساق أقوال الحفاظ فيه، وأكثرها على تضعيفه. مثل قول ابن معين وا لنسائي:
" ليس بثقة". وذكر في الحاشية: أن الحافظ يعقوب الفسوي قال:
"ضعيف ".
وهو الذي تبناه الحافظ الذهبي في " الكاشف "، والعسقلاني في " التقريب ":
الثالثة: إبراهيم بن أعين - وهو: العجلي البصري نزيل مصر -: قال ابن أبي حاتم (1/ 1/ 87) عن أبيه:
"شيخ بصري، ضعيف الحديث، منكر الحديث، وقع إلى مصر ".
وقال البخاري في " التاريخ "(1/ 272/ 875) :
"فيه نظر في إسناده ".
وأما ابن حبان فذكره في " الثقات "(8/ 57) . وفرق بينه وبين (إبراهيم ابن أعين الشيباني الرملي) . وهو الظاهر. والله تعالى أعلم.
الرابعة: عبد الله بن صالح - وهو: كاتب الليث -: فيه ضعف معروف؛ مع كونه من شيوخ البخاري.
ومع كل هذه العلل، فقد اقتصر الهيثمي على العلة الثالثة فقال في" المجمع " (81/8) :
" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه (إبراهيم بن أعين) ، وهو ضعيف ".
وكذا عزاه شيخه العراقي في " تخريج الإحياء "(2/ 184) وقال:
"
…
بسند ضعيف ".
والحديث ساقه ابن أبي حاتم في " العلل "(2/ 315 - 316/ 2461) عن أبيه هكذا: حدثنا أبو صالح كاتب الليث عن الليث عمن حدثه عن أبي الزبير عن جابر.
فأسقط من الإسناد رجلاً، ولم يسم الآخر.
وبهذا ينتهي الكلام على اللفظ الأول من حديث جابر.
وأما اللفظ الآخر؛ فيرويه علي بن قتيبة الرفاعي قال: حدثنا مالك بن أنس عن أبي الزبير به، ولفظه:
" من اعتذر إليه فلم يقبل؛ لم يرد علي الحوض ".
أخرجه الطبراني في " الأ وسط " أيضاً (2/ 21/ 1033) ، وأبو القاسم الأصبهاني في " الترغيب "(1/ 209/ 437)، وقال الهيثمي:
" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه علي بن قتيبة الرفاعي، وهو ضعيف ".
قلت: حاله أسوأ مما قال؛ فقد قال ابن عدي (5/ 207) فيه:
" منكر الحديث ". ثم ساق له حديثين هذا أحدهما، ثم قال:
" وهذه الأحاديث باطلة عن مالك ". ونحوه قول ابن عبد البر في " التمهيد "(2/309)
" حديث غريب من حديث مالك، ولا أصل له في حديث مالك عندي ".
وأول حديثه عند ابن عدي والأصبهاني:
" بروا آباءكم، تبركم أبناؤكم، وعفوا تعد نساؤكم، ومن تُنصَّل أليه فلم يقبل؛ لم يرد عليَّ الحوض ".
وقد ذكر المنذري في " الترغيب "(3/ 293) رواية التنصل هذه عقب رواية الطبراني اللفظ الأول؛ دون أن يعزوها لأحد بقوله:
" وفي رواية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تُنُصَّل
…
".
فأوهم أنها من رواية الطبراني، وليس كذلك.
ثم وجدت لرواية (أبي عمرو العبدي) متابعاً من الحسن بن عمارة عن أبي الزبير به.
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده "(ق 106/ 2 - بغية الباحث) .
والحسن بن عمارة: متروك؛ فلا يفرح بمتابعته.
وقد عزاه الحافظ في " المطالب العالية " إليه (2/ 395/ 0 256) ، وسكت عنه.
وروي الحديث بإسناد فيه عنعنة ابن جريج.. عن (جودان) رفعه.
وهو مرسل ضعيف، و (جودان) : لم تثبت صحبته، وهو مجهول. وقول المنذري: إنه رواه أبو داود في " المراسيل " وابن ماجه بإسنادين جيدين؛ فهو من أوهامه؛ كما حققته في " التعليق الرغيب ".