الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6860
- (فما ينفعكم أن أصلي على رجل روحه مرتهن في قبره لا يصعد روحه إلى السماء، فلو ضمن رجل دينه قمت، فصليت عليه، فإن صلاتي تنفعه) .
ضعيف جداً.
أخرجه العقيلي في " الضعفاء "(3/ 393)، والطبراني في " المعجم الأوسط " (6/ 121/ 5249) - والسياق له - من طريق أبي الوليد الطيالسي قال: حدثنا عيسى بن صدقة قال: حدثني عبد الجميد بن أبي أمية
قال:
كنا عند أنس بن مالك فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتي برجل يصلّي عليه - فقال:
" هل على صاحبكم دين؟ ". قالوا: نعم. قال:
…
فذكره. وقال الطبراني:
" لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى بن صدقة ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ وله علتان:
الأولى: عيسى بن صدقة: ذكره ابن أبي حاتم، وقال:
" ويقال: (صدقة بن عيسى) أبو محرز، والصحيح الأول، سمع أنس بن مالك، وبعضهم يدخل بينه وبين أنس (عبد الحميد بن أبي أمية) ".
ثم ذكر عن أبي الوليد أنه قال فيه:
" ضعيف، وعن أبيه أنه قال:
"شيخ يكتب حديثه ". وفي " الميزان ":
" وقال الدارقطني: متروك ". وقال ابن حبان في ل" الضعفاء "(2/ 119) :
" كنيته أبو محرز، يروي عن حميد، وعبد الحميد عن أنس، منكر الحديث جداً
…
لا يجوز الاحتجاج بما يرويه لغلبة المناكير عليه ".
وأما ابن عدي فلم يتبين له حاله؛ فقال في " الكامل "(5/ 256) :
" ليس له من الحديث إلا الشيء اليسير، ولا يتبين صدقه من كذبه؛ لقلة حديثه ".
والأخرى: (عبد الحميد بن أبي أمية) : كذا وقع في إسناد الحديث وفي ترجمة (عيسى) المتقدمة عن ابن أبي حاتم، وقد سقطت أداة الكنية من " الميزان "، فجاء فيه:
"عبد الحميد بن أمية: عن أنه رضي الله عنه. قال الدارقطني: لا شيء"(1) .
وكذلك سقطت من " المجمع " فقال (3/ 40) :
" رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه عبد الحميد بن أمية، وهو ضعيف ".
وعلى الصواب وقع في " مجمع البحرين "(2/ 6 1 4/ 279 1) . لكن المعلق أسقطها تبعاً لـ " الميزان " ومما لا شك فيه أن ما في الإسناد أصح؛ لموافقته لما في " ابن أبي حاتم " وهو في غاية التحقيق - كما لا يخفى على الباحثين -.
لكن الغريب أن ابن أبي حاتم لم يترجم له. والله أعلم.
(1) وكذا في " سؤالات البرقاني للدارقطني "(47/ 323) .
وقد أسقطه بعضهم من البين، فقال أبو يعلى (7/ 239/ 4244) : حدثنا سعيد بن الأشعث: أخبرني عيسى بن صدقة بن عباد اليشكري قال: دخلت مع أبي على أنس بن مالك فقلنا له: حدثنا حديثاً ينفعنا الله به،
فسمعته يقول:
من استطاع منكم أن يموت ولا دَين عليه؛ فليفعل، فإني رأيت نبي الله صلى الله عليه وسلم وأتي بجنازة رجل وعليه دَين، فقال:
" لا أصلي عليه حتى تضمنوا دينه؛ فإن صلاتي تنفعه ". فلم يضمنوا دينه، ولم يصل عليه، وقال:
" إنه مرتهن في قبره ".
وأخرجه العقيلي أيضاً، قال: حدثنا أحمد بن داود: حدثنا شعيب بن أشعث به.
ثم ساقه من طرق أخرى عن صدقة بن عيسى، وبعضهم قال: عيسى بن عباد بن صدقة عن أنس. ولم يسق لفظه، وقال:
" وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه، وبخلاف هذا اللفظ من جهة تثبت"(1) .
قلت: و (سعيد بن الأشعث) - هو: ابن سعيد السمان -: صدوق - كما قال
(1) قلت: فيه أحاديث صحيحة حول قوله صلى الله عليه وسلم: " صلوا على صاحبكم "، وفي بعضها أنه صلى على الميت بعد أن تعهد أبو قتادة بالقضاء عنه، وهي مخرجة في " أحكام الجنائز "(ص 27 و0 11 - 112) .
أبو حاتم، وروى عنه أبو زرعة -. فهذا الاختلاف في إسناده من (عيسى بن صدقة) ؛ فتارة يذكر بينه وبين أنس:(عبد الحميد بن أبي أمية) ، وتارة يسقطه، وذلك مما يؤكد ضعفه. والله أعلم.
وأما قول الهيثمي (3/ 39) :
" رواه أبو يعلى، وعيسى: وثقه أبو حاتم، وضعفه غيره".
فهو من أوهامه؛ لأن أبا حاتم إنما قال فيه - كما تقدم -:
" شيخ يكتب حديثه".
وهذا منه تضعيف له - كما هو ظاهر العبارة -؛ بل قد فسره ابنه في أول كتاب " الجرح "(1/ 37) بأنه يكتب حديثه، وينظر فيه اعتباراً. وقد صرح الذهبي في " الميزان " بأن قوله:" يكتب حديثه "؛ أي: (ليس بحجة) .
وأنما قول الطبراني المتقدم: " لا تفرد به عيسى بن صدقة "، فهو فيما أحاط به علمه، والا؛ فقد قال أبو يعلى (6/ 93 1/ 3477) : حدثنا عمار: حدثنا يوسف: حدثنا ثابت عن أنس به مختصراً، وفيه:
" إن جبريل نهاني أن أصلي على رجل عليه دين. وقال: إن صاحب الدَين مرتهن في قبره حتى يقضى عنه دينه ". فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي عليه.
قلت: وهذا ضعيف جداً، رجاله ثقات؛ غير يوسف - وهو: ابن عطية؛ كما في حديث قبله (3475)، وهو أبو سهل البصري الصفار -: متروك. ولم يعرفه الهيثمي فقال (3/ 40) :