الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعدهم، ومن هذا النوع ما هو معلق، وهذا على أقسام، وفيه أقوال لم تنسب لأحد، ومنها هذا الحديث، وإن كان معروف النسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في بعض كتب السنة، وقد يكون غير ثابت عنده فلم يذكره مرفوعاً، وهو إذا رفعه أشار إلى ضعفه، وقد
…
وقد
…
ومن المعروف عند العلماء أن فقه البخاري في تراجم أبوابه، وما أظن الرجل يفقه شيئاً من هذا؛ وإلا لم يقع في مثل هذا الكذب على البخاري، والذي حمل عليه بالإضافة إلى جهله أنه رأى هذه الجملة معزوة في بعض الفهارس إلى
البخاري فتقلده، فصدق فيه ما يروى عن الشافعي رحمه الله أنه قال: مثل المقلد كمثل الحطاب، يجمع الحطب فيلقيه على ظهره، وفيها الأفعى تلدغه وهو لا يشعر!
ثم إن حديث البراء هذا بتمامه لا يصح، وهو مخرج عندي في " الضعيفة "(3952) ، قبل طبع " الوسيط " بنحو عشر سنين؛ غير أن الصدر، واستغفار الحيتان منه، له شواهد يتقوى بها - كما قال الحافظ - وهو مخرج في المجلد السابع من " الصحيحة "(3024) .
6757
- (يقول الله عز وجل كل يوم للجنة: طيبي لأهلك فتزداد طيبا، فذلك البرد الذي يجده الناس بسحرٍ من ذلك) .
ضعيف جداً.
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير "(ص 15 - هند)، ومن طريقه أبو نعيم في " صفة الجنة " (1/ 46/ 20) : ثنا أحمد بن جعفر ابن فاتك التُستري: ثنا يوسف بن موسى أبو غسان السكري الرازي: ثنا عمرو ابن عبد الغفار الفقيمي: ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً. وقال الطبراني:
" لم يروه عن الأعمش إلا عمرو بن عبد الغفار، تفرد به يوسف بن موسى أبو غسان ".
قلت: وهوصدوق - كما قال أبو حاتم -؛ لكن الآفة من شيخه: (عمرو بن عبد الغفار الفقيمي) : قال الذهبي في " المغني ":
"هالك، قال أبو حاتم: متروك الحديث. قال ابن عدي: اتهم بالوضع ". وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد "(10/ 412) :
"رواه الطبراني في " الأوسط "، وفيه عمر [و] بن عبد الغفار، وهو متروك ".
وأما شيخ الطبراني (أحمد بن جعفر بن فاتك التستري) ؛ فلم أجد له ترجمة، وقد وقع اضطراب كثير في اسمه على وجوه:
! ولأ: لم يقع اسم (جعفر) في رواية أبي نعيم عن الطبراني، فقال:(أحمد ابن فادك التستري) . وكذا وقع في " المعجم الأوسط "(3/ 3 1 1/ 2233) في حديث آخر له. وكذا في ترجمة (يوسف بن موسى التستري) من " تهذيب الكمال " في الرواة عنه فقال:
" وأبو جعفر أحمد بن فاذك التستري".
فكناه (أبو جعفر)، وأعجم دال (فادك) . وكذا في " توضيح المشتبه " لابن ناصر الدين (1/ 511) : فالظاهر أن ما في " المعجم المصغير " خطأ من بعض النساخ، وأن الصواب أنه (أبو جعفر) لا (ابن جعفر) . والله سبحانه وتعالى أعلم.
ثانياً: وقع أيضاً في اسم أبيه (فاتك)، فعند أبي نعيم في" الأوسط ":(فادك)
بالدال المهملة مكان التاء المثناة، وأعجمه في" التهذيب " - كما تقدم -، ولعل الصواب الإهمال، وليست هذه المادة أصلاً في " التوضيح " أو " التبصير "، ولا في أصلهما " الإكمال "، نعم؛ في " التبصير " (ص 1064) :
" فاتك، جماعة ". ولم يذكر أحداً.
ثالثاً: لقد وقع لأخينا الفاضل علي رضا في اسم الشيخ عدة أوهام في تعليقه على"صفة الجنة":
أحدها: جعل اسمه (أحمد بن نازك) ، هكذا بالنون، وعلق عليه فقال:
" في الأ صل (قادك) (1) وهو تحريف، وما أثبته هو الصواب. انظر " الإكمال " لابن ماكولا (1/ 436) ".
وفيه ما يأتي:
أولاً: ما أثبته هو الخطأ بعينه لمخالفته للمصادر المتقدمة، على ما بينها من اختلاف.
والآخر: ما نسبه لـ " الإكمال "، خطأ أيضاً؛ لأنه لم يذكر ثمة ولا اسماً واحداً، وإنما هو في التعليق عليه للشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله، ثم هو في نفسه خطأ مطبعي؛ كما نبه عليه محقق " التوضيح " الأخ العرقسوسي، فقال في تعليقه على (فادك) :
" تحرف إلى (نازك) قي حاشية " الإكمال " (1/ 436) ، وإلى (فاتك) في " المعجم الصغير " ".
(1) كذا الأصل بالقاف، ولعله خطأ مطبعي.
رابعاً: قال الأخ علي رضا (ص 47) بعد أن ضعف الحديث جداً:
" وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، إلا أنه مما لا يفرح به. انظر التعليق على الأثر (16) ".
ولدى الرجوع إلى حيث أشار إليه، وجدت الحديث في (ص 43) بلفظ:
" إن الله بنى جنات عدن بيده، وبناها لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وجعل ملاطها المسك، وترابها الزعفران، وحصباءها اللؤلؤ، ثم قال لها: تكلمي
…
" الحديث.
فعجبت له كيف جعل هذا شاهداً لحديث الترجمة، وليس فيه ولا جملة واحدة تشهد له؟! ولو كانت؛ فلا يصح في العلم إطلاق لفظ الشهادة؛ لأنها قاصرة، على ما فيه من الضعف الشديد في إسناده - كما بينه جزاه الله خيراً - وإن كان ذهب أخيراً إلى تقوية الحديث بما له من متابع وشاهد، وانتقدني في ذكري
لحديث ابن عباس الذي حسنه هو - في " ضعيف الجامع "(5/ 33) -، وقد بينت علته في " الصحيحة " تحت الحديث (2662) ، وهو عندي صحيح باللفظ المخرج هناك، وليس فيه لفظة (عدن) ، فليتنبه لهذا؛ فإنه موضع يستحق النظر والتأمل.
ثم إن حديث الترجمة، قد أورده الديلمي في كتابه " الفردوس "(5/ 248/8094) ، ولم يورده الحافظ في " زهر الفردوس "، لننظر إسناده، هل هو من طريق الطبراني وشيخه، أو من طريق غيره، ويغلب على ظني أنه الأول.
ثم رجعت إلى كتابه الآخر " تسديد القوس في ترتيب مسند الفردوس "، وهو محذوف الأسانيد، فرأيته يقول عقبه: