الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" رواه الطبراني عن معاذ بإسناد حسن أو ضعيف "!
وأما قول المنذري المتقدم:" ولحديثه شواهد "!
فلعله يعني: (في الجملة) ، فهذا مما لا يعطيه قوة، أو يعني: مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث: "الطهور شطر الإيمان
…
"، وفيه: " وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض ". رواه مسلم وغيره، فهذا عليه لا له - كما هو ظاهر - وهو مخرج في "تخريج مشكلة الفقر " (35 - 36/ 59) .
وقوله: (ناهية) : كذا في " الطبراني " و" الترغيب " و" المجمع "، ولم أفهمه! ولعله:(نهاية) .
6622
- (يا أبا هريرة! ألا أدئلك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله، لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه) .
منكر بزيادة: (لا ملجأ
…
) .
أخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة "
(295/ 358) ، والحاكم (1/ 517) ، والبيهقي في " شعب الإيمان "(1/444/ 659) والطيالسي في " مسنده"(322/ 2456) ، وأحمد (2/ 309 و5 52) ، والبزار أيضاً (4/ 6 1/ 89 0 3) ، والطبراني في " الدعاء "(3/1540/1636)، ومن طريقه الذهبي في " التاريخ " (6/177 - 178) كلهم من طريق إسرائيل وأبي الأحوص عن أبي إسحاق عن كميل بن زياد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره. وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد "! ووافقه الذهبي!
كذا قالا. ويدفعه أمران:
أحد هما: اختلاط وعنعنة أبي إسحاق - وهو: السبيعي -.
والآخر: المخالفة لعبد الرحمن بن عابس قال: سمعت كميل بن زياد به، دون قوله: " لا ملجأ
…
" إلخ.
أخرجه أحمد (2/ 520) : ثنا سليمان بن داود: أنا شعبة عن عبد الرحمن ابن عابس قال: سمعت كميل بن زياد به، وزاد:
" أحسبه يقول: أسلم عبدي واستسلم ". وأخرجه الطبراني (1633) من طرق عن شعبة به ولم يشك
…
وابن عابس هذا: ثقة من رجال الشيخين، فالسند صحيح، والزيادة المذكورة قد تابعه عليها عمرو بن ميمون عن أبي هريرة دون أي شك، وهو مخرج في "الصحيحة "(1528) .
وقد خولف شعبة من جابر بن الحر الجعفي عن عبد الرحمن بن عابس
…
به، مثل رواية أبي إسحاق.
أخرجه الشجري في " الأمالي "(2/ 301) .
قلت: وجابر هذا: غير معروف، لم يزد الذهبي على قوله في " الميزان":
" قال الأزدي: يتكلمون فيه ".
فمثله مخالفته مردودة منكرة، ولا سيما إذا كان المخالف شعبة بن الحجاج جبل الحفظ. ثم رأيت أحمد قد أخرجه (2/ 535) من طريق جابر هذا دون الزيادة.
وأصل هذه الزيادة مقطوع من قول مكحول التابعي، جاء في رواية هشام بن
الغاز عنه عن أبي هريرة مرفوعاً نحو حديث الترجمة بتقديم وتأخير. وفيه:
"قال مكحول: فمن قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا منجا من الله إلا إليه، كشف عنه سبعين باباً من الضر، أدناهن الفقر ".
أخرجه الترمذي (3596) وقال:
" حديث ليس إسناده بمتصل، مكحول لم يسمع من أبي هريرة ".
قلت: ومن هذا التخريج والتحقيق يتبين لمن وقف على تخريج الحافظ المنذري للحديث أنه لم يكن مسدداً فيه، فإنه:
أولاً: ساق الحديث في "الترغيب "(2/ 255) من رواية الترمذي هذه، ونقل عنه إعلاله إياه بالانقطاع، ثم قال:
" ورواه النسائي - والبزار مطولاً - ورفعا: " ولا ملجأ من الله إلا إليه ". ورواتهما ثقات يحتج بهم"!
فسكت عن اختلاط وعنعنة أبي إسحاق! ولم يتنبه لمخالفته لابن عابس الثقة!!
ثم زاد ضغثاً على إبالة، فقال:
وثانياً: ثم قال: " ورواه الحاكم وقال: صحيح ولا علة له. ولفظه (ثم ساقه باللفظ الصحيح الذي ليس فيه الزيادة، والخرج في" الصحيحة ") ، ثم قال:
"وفي رواية له وصححها أيضاً قال: يا أبا هريرة! ألا أدلك
…
" فذكر حديث الترجمة، فأوهم أنها من غير طريق النسائي والبزار، وهي هي - كما ذكرنا في التخريج -!
ونحوه في التخليط قول الهيثمي في " المجمع "(0 1/ 98 - 99) - بعد أن [ساق] حديث الترجمة في حديث مطول عن أبي هريرة -:
" رواه البزار مطولاً هكذا، ومختصراً، ورجالهما رجال الصحيح، غير كميل ابن زياد، وهو ثقة،. وفاته عزوه لأحمد.
ووجه الخلط يتبين لك، إذا عرفت أنه يعني بالمختصير رواية البزار (رقم 3088) من رواية شعبة عن ابن عابس، التي ليس فيها الزيادة، ورواها الحاكم - كما ذكرت
في (ثانياً) -!
وجهل هذه الحقائق كلها المعلقون الثلاثة، والمدعون التحقيق، فوقفوا في تعليقهم على طبعتهم الحسناء (!) لـ " الترغيب "(2/ 433) فوقفوا موقفاً وسطاً - أنصاف حلول -، فصدروا الحديث - كعادتهم الغالبة - بقولهم:
" حسن، رواه
…
" ونقلوا فيه قول الهيثمي، وتصحيح الحاكم والذهبي!!!
وليس في كلامهم التحسين المدعى، وقد عرفت من التحقيق، أنه ليس إلا ما هو صحيح ثابت، أو ضعيف منكر. وهكذا يستر مدعو العلم جهلهم بمثل هذا التوسط الذي ينافي الواقع!
ثم إنني أقول: يبدو لي أن زيادة " لا ملجأ
…
" من تخاليط أبي إسحاق السييعي، فقد رواها قبل اختلاطه في حديث (ما يقال إذا أتى فراشه) ، كذلك رواه عنه الثوري وشعبة أنه سمع البراء، فلما حدث به بعد الاختلاط، اختلطت
عليه بحديث الترجمة، وأدخلها في حديث أبي هريرة! وإنما هي في حديثه عن البراء، وهو مخرج في المجلد السادس من " الصحيحة "(2889) ، وقد صدر والحمد لله.