الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" وهذا الحديث عظيم الشأن، جليل المقدار، يشتمل على فوائد كثيرة، أوصلها العارف أبو عبد الله محمد بن علي الزواوي البجايي إلى مئة وست وستين فائدة، في مجلد لطيف، سماه " عنوان أهل السير المصون وكشف عورات أهل
المجون، بما فتح الله به من فوائد حديث:(اذكروا الله حتى يقولوا: مجنون) ، وقد قرأته وانتفعت به والحمد لله!.
قلت: من هذا الزواوي البجايي؟ لا شك أنه من غلاة الصوفية الجاهلين بالسنة المحمدية أو المتجاهلين لها؛ يدلك على ذلك هذا العنوان الذي أقل ما يقال فيه أنه تنطع بارد؛ فإن مثل هذه الفوائد المزعومة التي تجاوزت المئة لم يذكر أحد - فيما أعلم - هذا العدد ولا قريباً منه في حديث صحيح، وانما هو من سخافات الطرقيين الذين وضعوا حديث: " أذيبوا طعامكم بذكر الله
…
". وقد سبق تخريجه برقم (115) .
ولله درُّ من قال فيهم:
أيا جيل ابتداعٍ شرُّ جيل *** لقد جئتم بأمر مستحيل
أفي القرآن قال لكم إلهي: *** كلوا مثل البهائم وارقصوا لي!
7043
- (اكْشِفُوا عَنِ الْمَنَاكِبِ، وَاسْعَوْا فِي الطَّوَافِ. لِيَرَى الْمُشْرِكونَ جَلْدَهُمْ وَقُوَّتَهُمْ) .
ضعيف بهذا اللفظ.
أخرجه الطبراني والبيهقي في "دلائل النبوة "(4/314) - والسياق له - من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال:
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من العام القابل من عام الحديبية معتمراً في ذي
القعدة سنة سبع، وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام، حتى إذا بلغ (يأجج) (1) ؛ وضع الأداة كلها: الحجف والمجان والرماح والنبل، ودخلوا بسلاح الراكب: السيوف
…
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أمر أصحابه فقال:
…
فذكره. قال:
وكان يكابدهم بكل ما استطاع؛ فانكفأ أهل مكة.. الرجال والنساء والصبيان ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم يطوفون بالبيت، وعبد الله بن رواحة يرتجز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشحاً بالسيف - يقول:
خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ *** أَنَا الشَّهِيدُ أَنَّهُ رَسُولُهُ
قَدْ أنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ *** فِي صُحُفٍ تُتْلَى: رَسُوله
فَالْيَوْمَ نَضْرِبُكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهِ *** كَمَا ضَرَبْنَاكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ
ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ *** وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
قال: وَتَغَيَّبَ رِجَالٌ مِنْ أَشْرَافِ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْظًا وَحَنَقًا وَنَفَاسَةً وَحَسَدًا، خَرَجُوا إِلَى الخندمة، فَقام رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بمكة وَأَقَامَ ثلاث ليال، وكان ذلك آخر القضية يوم الحديبية.
وقال الهيثمي في، مجمع الزوائد، (6/ 147) :
" رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح ".
قلت: فعلّة الحديث الإرسال، وقد صح موصولاً عن أنس مختصراً بإنشاد ابن
(1) يأجج: بالهمزة، وجيمين؛ علم مرتجل لاسم مكان من مكة على ثمانية أميال.