الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيء الكثير منه، فيتنبه لهذا الأمر؛ فالقليل جداً من يفرق بين الشاهد القاصر والكامل، ومن عواقب ذلك أن القراء - وأكثرهم علمهم محدود - حينما يقرأون أن الحديث يشهد له حديث الشيخين، لا يسعهم إلا أن يقولوا بصحة الحديث.. ظناً منه أن القائل هو من العلماء والفقهاء، فيقع بسببه في الكذب على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
هذا لو خلا الطرف الأول من مخالفته لبعض الأحاديث الصحيحة التي منها قوله صلى الله عليه وسلم:
" لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة "، وكانت صنماً تعبدها دوس في الجاهلية بـ (تبالة) .
أخرجه الشيخان وغيرهما، وهو مخرج في " ظلال الجنة "(1/ 37/ 77 و78) .
ولهذا صدرت الحديث بقولي: " منكر ".
6802
- (صلّى الله على [أهل] تلك المقبرة؛ [هي] أهل مقبرة بعسقلان) .
باطل.
أخرجه أبو يعلى (2/ 216 - 217/ 913) من طريق عطاف بن خالد: حدثني أخي (المسور بن خالد) عن علي بن عبد الله بن مالك بن بُحينة عن أبيه عبد الله قال:
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهراني أصحابه إذ قال:
" صلى الله على [أهل] تلك المقبرة (ثلاث مرات) ".
قال: فلم ندر أي مقبرة، ولم يسم لهم شيئاً.
قال: فدخل بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال
عطاف: فحدثت أنها عائشة - فقال لها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أهل مقبرة، فصلى عليهم، ولم يخبرنا أي مقبرة هي، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، فسألته عنها؟
فقال لها: " أهل مقبرة بعسقلان ".
وأخرجه يعقوب الفسوي في " التاريخ "(2/ 300) من هذا الوجه، والزيادتان له، لكن وقع فيه:(مكي بن عبد الله بن مالك بن بُحينة) .
وأخرجه البزار (3/ 324/ 2853) مختصراً من طريق محمد بن زريق: ثنا عطاف بن خالد: ثنا مالك (!) بن عبد الله بن [مالك] بن بحينة عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم استغفر وصلى على أهل مقبرة بـ (عسقلان) . وقال البزار:
" عطاف: ضعيف، ومحمد بن زريق: لا يعرف بحديث كثير".
قلت: عطاف: مختلف فيه، وقال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق يهم ".
ومحمد بن زريق: كذا وقع فيه، وفي " مختصر الزوائد " (2/ 386) :
(رزيق) بتقديم الراء على الزاي، وكل ذلك تصحيف، والصواب:(روين) ، كما في ترجمة (عطاف) من " التهذيب "، وفي ترجمته هو من " الجرح والتعديل "
لابن أبي حاتم، وقال (3/ 2/ 4 25/ 395 1) :
" سمع منه أبي أيام الأنصاري، وروى عنه، وسألته عنه؟ فقال: هو صدوق ".
قلت: فالآفة من أخيه (المسور بن خالد) ؛ فإنه في عداد المجهولين، أورده البخاري في " التاريخ " وابن أبي حاتم برواية عطاف هذا فقط، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " (7/ 498) على قاعدته المعروفة! وفي ترجمته أورد الذهبي هذا الحديث وقال:
" وهذا ليس بصحيح ".
وأقره الحافظ في" اللسان "(6/ 36/ 46 1) ؛ بل قال في " مختصر الزوائد "(2/ 387) - عقب إعلال البزار المتقدم للحديث -:
" قلت: بل هو باطل ".
وأما شيخه الهيثمي فقال في" المجمع "(10/ 61 - 62) :
" رواه أبو يعلى، والبزار ولفظه
…
وفي إسناد أبي يعلى: (علي بن عبد الله ابن مالك بن بحينة)، وفي إسناد البزار:(مالك بن عبد الله بن بحينة) ..
وكلاهما لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات ".
قلت: هما واحد، والاختلاف من الرواة، ومنه رواية الفسوي:(مكي) - كما تقدم -؛ فهل هو ثالث؟! بل هو مما يدل على أنه غير معروف؛ فيحتمل أن يكون هو الآفة. والله أعلم.