الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"حسن"!!
فلم يلتفتوا إلى إعلال ابن خزيمة [له] بالانقطاع، ولبالغ جهلهم وغفلتهم لم ينتبهوا للسقط الذي وقع في طبعتهم لـ " الترغيب "، وهو [في] قوله:"وتردد في سماع الأعمش من بريدة "! والصواب: " [ابن] بريدة". فكيف يلتقي التحسين مع هذا السقط؟! لو كانوا يعلمون!
6824
- (من وسع على عياله يوم عاشوراء؛ وسع الله عليه سائر سنته) .
ضعيف.
أخرجه البيهقي من حديث أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن مسعود، وجابر، وعقب عليها بقوله:
" هذه الأسانيد - وإن كانت ضعيفة؛ فهي - إذا ضم بعضها إلى بعض؛ أخذت قوة. والله أعلم ".
قلت: شرط التقوية غير متوفر فيها - وهو: سلامتها من الضعف الشديد -.
وهاك البيان:
1 -
حديث أبي هريرة: يرويه حجاج بن نصير: نا محمد بن ذكوان عن يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله عنه.
أخرجه البيهقي في " الشعب "(3/ 366/ 3795) من طريق ابن عدي (1) ، وهذا في " الكامل "(6/ 200) ، والعقيلي في " الضعفاء "(4/ 65) ، ومن
(1) وقع في الأصل: " ابن علي"! وعلق عليه محققه فقال: " في (ب) : ابن عدي، وهو خطأ "! وما خطأه هو الصواب بلا ريب!
طريقه ابن الجوزي في " العلل "(2/ 62/ 910) ، والشجري في " الأمالي "(2/ 86) .
قلت: وهذا إسناد واه؛ مسلسل بالعلل:
الأولى: حجاج بن نصير: قال الذهبي في "المغني ":
" ضعيف، وبعضهم تركه".
الثانية: محمد بن ذكوان - وهو: الجهضمي البصري -: قال البخاري:
"منكر الحديث".
وفي ترجمته أورده العقيلي، وكذا ابن عدي وقال:
"وعامة ما يرويه أفرادات وغرائب، ومع ضعفه يكتب حديثه ".وقال ابن حبان في " الضعفاء"(2/ 262) :
" يروي عن الثقات المناكير، والمعضلات عن المشاهير؛ على قلة روايته، حتى سقط الاحتجاج به ".
الثالثة: سليمان بن أبي عبد الله: قال العقيلي عقب الحديث:
"مجهول بالنقل، والحديثُ غير محفوظ ".
قلت: وهذه فائدة من العقيلي لم تذكر في ترجمة (سليمان) هذا من " التهذيب لما وفروعه؛ فلتستدرك. وهي كقول أبي حاتم فيه:
" ليس بالمشهور، فيعتبر بحديثه ".
وأما ابن حبان فذكره في " الثقات "! وأشار الذهبي إلى تليين توثيقه بقوله في " الكاشف ":
" وُثق ". والحافظ بقوله في " التقريب ":
" مقبول ".
2 -
وأما حديث أبي سعيد: فيرويه عبد الله بن نافع الصاثغ المدني عن أيوب ابن سليمان بن ميناء عن رجل عنه.
أخرجه البيهقي (3793، 4 379) .
قلت: وهذا إسناد مظلم، الرجل لم يسم؛ فهو مجهول.
وأيوب بن سليمان بن ميناء: لا يعرف إلا بهذه الرواية - كما يؤخذ من " الجرح "(1/ 1/ 248) -. وأما ابن حبان فذكره في " الثقات "(6/ 61) !
وعبد الله بن نافع الصائغ المدني: فيه لين - كما في " التقريب " -.
وروي بإسناد آخر أسوأ منه: يرويه محمد بن إسماعيل الجعفري قال: حدثنا عبد الله بن سلمة الربعي عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري به.
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط "(9/ 0 4 1 - 1 4 1/ 9298) ، والشجري أيضاً في " الأمالي "(2/ 81)، وقال الطبراني:
" تفرد به [محمد بن] إسماعيل الجعفري".
قلت: وهو متروك - كما قال أبو نعيم - وقال أبو حاتم:
"منكر الحديث، يتكلمون فيه ".
وبه أعله الهيثمي (3/ 189) بعدما عزاه لـ " الأوسط ". وفاته أن شيخه (عبد الله بن سلمة الربعي) مثله في الضعف، فقال فيه أبو زرعة:
" منكر الحديث".
3 -
وأما حديث عبد الله بن مسعود: فيرويه هَيصم بن الشدّاخ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عنه.
أخرجه البيهقي (3792) ، والطبراني في " المعجم الكبير "(0 1/ 94/ 10007) ، وعنه الشجري (1/ 176) ، وابن عدي (5/ 211) ، وابن حبان (3/ 97) ، وابن الجوزي في " الموضوعات "(2/ 3 0 2)، وقال البيهقي:
"تفرد به هيصم ".
قلت: قال ابن حبان:
" هو شيخ يروي عن الأعمش الطامات في الروايات ".
وكذا قال ابن طاهر في " تذكرة الموضوعات "(ص 97) ، وابن الجوزي، واتهمه أبو زرعة - كما في "اللسان " -.
ونقل ابن الجوزي عن العقيلي أنه قال:
" الهيصم مجهول، والحديث غير محفوظ ".
ونقله الحافظ أيضاً عنه في " اللسان "، وما أظنه إلا وهماً عليه، وإنما قال هذا العقيلي في حديث (سليمان بن أبي عبد الله) المتقدم. وليس لـ (الهيصم)
ترجمة في "ضعفاء " العقيلي. والله أعلم. وقال الهيثمي:
" رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه الهيصم بن الشداخ، وهو ضعيف جداً".
4 -
وأما حديث جابر: فيرويه محمد بن يونس: ثنا عبد الله بن ابراهيم الغفاري: نا عبد الله بن أبي بكر ابن أخي محمد بن المنكدر [عن محمد بن المنكدر](1) عنه.
أخرجه البيهقي (3791) وقال:
" هذا إسناد ضعيف "!
قلت: لقد تسامح - عفا الله عنا وعنه - في هذه الأحاديث كثيراً، وتساهل بالسكوت عنها - مع شدة ضعفها، وبخاصة هذا. وتبعه عليه السيوطي في " اللآلي المصنوعة " (2/ 112) - فإن محمد بن يونس هذا - هو: الكديمي -:
متهم بالوضع مع حفظه، قال الذهبي في " المغني ":
" هالك، قال ابن حبان وغيره: كان يضع الحديث على الثقات".
ونحوه شيخه (عبد الله بن إبراهيم الغفاري) : قال الحافظ في " التقريب ":
" متروك، ونسبه ابن حبان إلى الوضع ".
وعبد الله بن أبي بكر ابن أخي محمد بن المنكدر: لم أعرفه، ووقع في شيوخ عبد الله الغفاري من " تهذيب الكمال "(عبد الله بن أبي بكر بن المنكدر) . والله أعلم (*) .
(1) سقطت من الأصل، واستدركتها من " اللآلي "(2/ 112) ، و " العجالة ".
(*) قال الشيخ رحمه الله عنه في " تمام المنة "(ص 411) : "ضعيف؛ كما في " الميزان "". (الناشر) .
وله طريق أخرى عن جابر؛ هي أصح الطرق عند السيوطي، ومع ذلك قال الحافظ في متنه:
" منكر جداً ".
وقد كنت تكلمت عليه في " تمام المنة "(ص 410 - 411) ؛ فلا داعي لإعادته هنا. فمن شاء؛ رجع إليه.
وذكره ابن الجوزي في " العلل "(2/ 62/ 09 9) من رواية الدارقطني من حديث ابن عمر، بإسناد فيه (يعقوب بن خُرّة)، وقال الدارقطني:
" حديث منكر، ويعقوب بن خرة ضعيف". وفي ترجمته قال الذهبي من " الميزان ":
" قلت: له خبر باطل، لعله وهم ".
يشير إلى هذا؛ فقد ساقه الحافظ عقبه في " اللسان ".
هذا؛ وإن مما يؤكد قول الذهبي هذا وغيره ممن قال بنكارته ووضعه أنه - مع شدة ضعف أسانيده - لم يكن العمل به معروفاً عند السلف، ولا تعرض لذكره أحد من الأئمة المجتهدين، أو قال باستحباب التوسعة المذكورة فيه، بل قد جزم بوضعه شيخ الإسلام ابن تيمية في " فتاويه "، وهو من هو في المعرفة بأقوالهم ومذاهبهم، وأن العمل به بدعة - كاتخاذه يوم حزن عند الرافضة -؛ بل إنه نقل عن الإمام أحمد أنه سئل عن هذا الحديث؟ فلم يره شيئاً. فمن شاء الوقوف على كلام الشيخ؛ فليرجع إلى " مجموعة الفتاوى "(25/ 300 - 314) ، فإنه يجد ما يشرح الصدر.