الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بشرح الشيخ أحمد شاكر برقم (3017) "!!
وهذا من الأدلة الكثيرة على جهلهم بتراجم الرجال، ومنازلهم في الرواية حيث ضعفوا مقاتل بن حيان - وهو ثقة من رجال مسلم -، وقرنوه مع نوح بن جعونة، وهو متهم على الراجح، أو مجهول على المرجوح؛ بل إنهم أوهموا القراء بأنه قول العلامة أحمد شاكر بإحالتهم القراء على شرحه لـ " المسند "، وهو فيه قد وثقه - كما تقدم -، ورد على من خلطه بـ (مقاتل بن سليمان) المتهم! والله المستعان.
6742
- (يا بلال! الق الله فقيرا ولا تلقه - وفي طريق: مُت فقيراً، ولا تمت - غنياً. قال: قلت: وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال: إذا رزقت، فلا تخبأ، وإذا سئلت فلا تمنع. قال: قلت: وكيف لي بذلك يا
رسول الله؟ قال: هو ذاك وإلا فالنار) .
ضعيف.
أخرجه الحاكم (4/ 316) - والسياق له -، وابن السني في " القناعة "(79 - 80)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (0 1/ 465 - فكر) من طرق عن محمد بن يزيد بن سنان [الرهاوي] عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري عن بلال رضي الله عنهما مرفوعاً. وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد "! ورده الذهبي بقوله:
"قلت: واهٍ ".
قلت: وذلك؛ لأن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، ليس بالقوي - كما قال الحافظ في " التقريب " -.
وأبوه يزيد بن سنان: ضعيف.
وروي عنه على وجه آخر: فقال عمران بن أبان: ثنا طلحة بن زيد عن يزيد ابن سنان عن أبي المبارك عن أبي سعيد الخدري عن بلال رضي الله عنهما به؛ إلا أنه قال:
"
…
مت فقيراً، ولا تمت غنياً ".
قلت: وهذا اسناد واه بمرة؛ مسلسل بالعلل:
الأولى: أبو المبارك: لا يعرف؛ كما قال الذهبي في " المغني "، وأما ابن حبان فذكره في " الثقات "(7/ 666) على قاعدته في توثيق المجهولين، ولا سيما وهذا لا يعرف الا بيزيد بن سنان هذا الضعيف، حتى عند ابن حبان؛ فقد
أورده في " ضعفائه " وقال (3/ 106) :
" كان سيئ الحفظ، كثير الوهم، ممن يرفع المراسيل ولا يعلم، ويسند الموقوف ولا يفهم، فلما كثر ذلك منه في حديثه؛ صار ساقط الاحتجاج به اذا انفرد".
وهو القائل في ترجمة أحد " ضعفائه "(1/ 327 - 328)(1) :
" والشيخ اذا لم يرو عنه ثقة؛ فهو مجهول، لا يجوز الاحتجاج به
…
" (!) .
وقد أخل بهذا الشرط كثيراً في" ثقاته "، في عشرات المترجمين عنده وهذا منهم، وهذه فائدة مهمة قل من يعرفها؛ فتنبه لها! لتكون على بينة بخطأ بعض الناشئين الذين يعتدون بتوثيق ابن حبان، ويتطاولون على الحفاظ الذين نسبوه إلى
(1) انظر " سلسلة الأحاديث الضعيفة " رقم (504) .
التساهل، مثل: الذهبي والعسقلاني وغيرهما.
الثانية: يزيد بن سنان الرهاوي: وقد تبينت ضعفه.
الثالثة: طلحة بن زيد - وهو: الرقي -: متهم بالكذب.
الرابعة: عمران بن أبان - وهو: الواسطي -: قال الذهبي:
" ضعفه أبو حاتم والنسائي ".
(تنبيه) : قال أخونا حمدي السلفي في تعليقه على حديث الطبراني هذا بعد أن ضعفه:
" ورواه البيهقي في " الشعب "، وهو حديث صحيح، لطرقه الكثيرة "!
فظننت أنه يعني غير هذا الحديث. والله أعلم.
ولبعضه شاهد بإسناد واه جداً؛ يرويه عمر بن راشد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً نحوه، وفيه:
" إن أردت أن تلقى الله وهو عنك راض؛ فلا تخبىء شيئاً رزقته، ولا تمنع شيئاً سئلته ".
أخرجه الخطيب في " التاريخ "(10/ 268) ، ومن طريقه ابن الجوزي فى
" الموضوعات "(3/ 134)، وقال:
" حديث لا يصح، قال أحمد بن حنبل: (عمر بن راسد) لا يساوب حديثه شيئاً. وقال ابن حبان: لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه، يضع الحديث ".