الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مخطوطة أو مصورة عنها، ومن المعلوم أن كثيراً من المخطوطات تهمل الأحرف المعجمة؛ فلا يكفي الاعتماد عليها، فلا بد - والحالة هذه - من الرجوع إلى مصادر أخرى، وبخاصة ما كان منها في ضبط الأسماء والكنى، مثل " الإكمال " لابن ماكولا وغيره، وقد ذكرت آنفاً بعضها. وعلى الصواب جاء في " الإكمال " أيضاً (7/ 347) .
هذا؛ ولعل أصل الحديث موقوف، رفعه هذا المجهول أو غيره؛ فقد روي عن ابن عباس أنه قال:
لو أن امرأة من أهل الجنة بصقت في سبعة أبحر، لكانت تلك الأبحر أحلى من العسل.
أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصفة "(90/ 293) من طريق حفص بن عمر العدني: ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عنه. لكن حفص هذا ضعيف.
6904
- (من أطاع إمرأته، كبّه الله عز وجل في النار على وجهه) .
موضوع.
أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة "(ص 132/ 623 بترقيمي) من رواية الديلمي بسنده عن المطلب بن شعيب بن حيان الأزدي:
حدثنا عبد الله بن صالح: حدثنا عمرو بن هاشم عن ابن أبي كريمة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر عن علي بن أبي طالب رفعه.
قلت: وقد سكت عنه السيوطي، فلم يتكلم على إسناده بشيء؛ ولذلك قال ابن عراق معقباً عليه بعد أن رمز للديلمي بـ (مي) :
" قلت: بيض له؛ كأنه أراد أن يبين علته فلم يتفق له، وأنا لم تلح لي، إلا أن أحمد بن عبد الرحمن الصايغ، و
…
و
…
والمطلب بن شعيب بن حيان الأزدي: لم أقف لهم على ترجمة ".
فأقول: هؤلاء الأربعة إن لم يجد لهم ترجمة؛ فلا ينبغي لمثله أن يسكت عن بعض من فوقهم، وقد حاول أن يتعرف على من دونهم؛ فلم يعرفهم، بينما البعض المشار إليهم، فيهم من يعرف بالضعف، وأحدهم لا يعرف أيضاً، وهو:
(ابن أبي كريمة) ؛ فإني لم أجد له ترجمة.
وأما (عمرو بن هاشم) - وهو: البيروتي -: فهو مترجم في " التهذيب " وغيره، وقال الذهبي في " المغني ":
" وثق، وقال ابن وارة: ليس بذاك ". وقال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق يخطئ ".
وأما (عبد الله بن صالح) : فهو مشهور، ومعروف بالضعف؛ إلا في رواية بعض الأئمة عنه؛ كما قرره الحافظ في " مقدمة الفتح "، وحديثنا ليس من هذا القبيل؛ فإن (المطلب بن شعيب بن حيان الأزدي) وإن كان قد وثق - ولم يعرفه ابن عراق -؛ فليس هو من أولئك الأئمة، وإنما هو من شيوخ الطبراني في " معاجمه "، وله ترجمة في كتاب الشيخ حماد الأنصاري - عافاه الله - الذي أسماه:" بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني "(327/ 649) .
وأما ما وجه به ابن عراق سكوت السيوطي عن علة الحديث فلا أراه وجيهاً وذلك للضعف الذي في الروايين، وفي ظني أن مثله لا يخفى على مثل الحافظ السيوطي، وإنما سلكت عنه لظهور وضعه وبطلانه باللفظ المذكور؛ لأن من المقطوع
به أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يساير نساءه ويطيعهن فيما لا مخالفة للشرع؛ كما صنع صلى الله عليه وسلم
مع عائشة حينما لم تستطع في حجة الوداع أن تأتي بعمرة الحج؛ لما عرض لها من الحيض، فأمر إبن أخاها عبد الرحمن أن يعمرها من (التنعيم) والناس يستعدون للرجوع إلى المدينة، وقال راوي القصة جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً سهلاً، إذا هويت - عائشة - الشيء؛ تابعها عليه.
انظر " حجة الوداع "(ص 92) .
ولعل أصل الحديث إنما هو باللفظ الذي ساقه أبو عبد الله بن بطة في " الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة "(204/ 379) :
" من أطاع امرأته في كل ما تريد
…
" الحديث نحوه.
وعلق عليه صهري أبو رشيد بقوله:
" ضعيف؛ فقد أورده ابن عراق في " تنزيه الشريعة " وعزاه للدارمي (2/215) "!
وهذا وهم فاحش! منشؤه عدم الانتباه لاصطلاح ابن عراق لرمزه المتقدم (مي) أنه لـ (للديلمي) ، فتوهم أنه أراد (الدارمي) على اصطلاح مؤلف كتاب " مفتاح كنوز السنة " - تأليف مستشرق هولندي -.
(تنبيه) : كتاب ابن بطة هذا أحاديثه معلقة غير مسندة، ويغلب على الكثير منها الضعف والنكارة والوضع، وقد قام بتخريجها صهري المذكور تخريجاً لا بأس به إلى حد ما؛ فقد قصر في تخريج كثير من أحاديثه تقصيراً ظاهراً؛ مثل
قوله صلى الله عليه وسلم: