الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الذهبي في " الكاشف ":
"قال (س) : ليس بالقوي ".
(فائدة) : اختلفوا في ضبط (الدعاء) اختلافاً كثيراً، والراجح ما أثبته هنا، وفي الذي قبله، وبيانه في " التيسير ".
6650
- (مَنْ أَشْرِبَ قَلْبَهُ حُبَّ الدُّنْيَا الْتَاطَ مِنْهَا بِثَلاثٍ: شَقَاءٍ لا يَنْفَدُ عَنَاهُ، وَحِرْصٍ لا يَبْلُغُ غِنَاهُ، وَأَمَلٍ لا يَبْلُغُ مُنْتَهَاهُ، فَالدُّنْيَا طَالِبَةٌ وَمَطْلُوبَةٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَتْهُ الآخِرَةُ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ فَيَأْخُذَهُ، وَمَنْ طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ مِنْهَا رِزْقَهُ) .
ضعيف.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "(10/ 201/ 10328) ، ومن طريقه أبو نعيم في " الحلية"(8/ 119 - 125)، وكذا الشجري في " الأمالي " (2/ 163) قال: حدثنا جبرون بن عيسى المقري بمصر: ثنا يحيى بن سليمان الحُفري المغربي: ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً. وقال أبو نعيم:
"غريب من حديث فضيل والأعمش وحبيب، لم نكتبه إلا من حديث جبرون عن يحيى".
قلت: وهذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل:
عنعنة الأعمش وحبيب بن أبي ثابت.
ويحيى بن سليمان الحُفري المغربي فيه مقال؛ كما قال أبو نعيم في حديث
آخر بهذا الإسناد، كنت خرجته شاهداً في " الصحيحة " يرقم (343) ، والراوي عنه (جبرون) لم يوثقه أحد، وقد ذكره الأمير ابن ماكولا في "الإكمال " (3/208) وقال:
" توفي سنة (294) ". ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقد روى له الطبراني في " المعجم الأوسط "(4/ 236 - 238) حديثين عن (الحفري) هذا، أحدهما في " المعجم الصغير " أيضاً (ص 68 - هندية) ، و (21 - الروض) ، وروى له في " الكبير " ستة أحاديث عن شيخه (الحفري) أحدها الشاهد المشار إليه آنفاً كلها عن ابن عباس (1 1/ 267 - 269) ، وفي
الشاهد المذكور جمع بين النسبتين بشيخه المذكور؛ فقال:
" يحيى بن سليمان الحفري القرشي ".
وقد غفل عن هذا الجمع الحافظ الذهبي، ثم الحافظ الهيثمي تقليداً له، فقال عقب الحديت (10/ 249) :
" ولم أعرف (جبرون) . وأما (يحيى) ؛ فقد ذكر الذهبي في " الميزان " في آخر ترجمة (يحيى بن سليمان الجعفي) ؛ فقال:
فأما سميه (يحيى بن سليمان الحفري) ؛ فما علمت به بأساً.
ثم ذكر بعده (يحيى بن سليمان القرشي)، قال أبو نعيم: فيه مقال. وذكره ابن الجوزي ".
قال الهيثمي عقبه:
" فإن كانا اثنين؛ فـ (الحفري) ثقة، والحديث صحيح على شرط الخُطبة.
والله أعلم. وبقية رجاله رجال (الصحيح) ".
قلت: يشيربـ " شرط الخطبة " إلى قوله في خطبة الكتاب:
" ومن كان من مشايخ الطبراني في " الميزان " نبهت على ضعفه، ومن لم يكن في " الميزان " ألحقته بالثقات الذين بعده "!
فأقول: يرد على هذا التعقيب والشرط المذكور أمور:
أولاً: لم أفهم مرجع الضمير في قوله: " الذين بعده "، والكلام واضح دونه، فلعله مدرج من بعض النساخ.
ثانياً: لا يصح عندي الإطلاق المذكور في كل شيوخ الطبراني؛ بل أوى تقييد ذلك بالشيوخ الذين أكثر الرواية عنهم؛ فإنه يدل على شهرتهم واعتنائهم بهذا العلم، وإن مما لا شك فيه أن معرفة هذا النوع منهم يتطلب تتبعاً خاصاً، لا يتيسر ذلك إلا لمن تيسرت له سبل البحث من المتخصصين فيه، فمن يسر الله له ذلك، ووجد فيه الشرط المذكور أمكنه الاعتماد عليه، وإلا بقي على الجهالة الحالية على الأقل، و (جبرون) المذكور من هذا القبيل.
ثالثاً: يضاف إلى الشرط المذكور؛ أن يكون الإسناد فوقه سالماً من ضعف أو علة؛ لأنه في حالة عدم السلامة لا يزول احتمال أن يكون الضعف من الشيخ، وحينئذ لا يعتمد عليه، وهذا هو حال هذا الإسناد، فإن فيه العلل المتقدمة، وبخاصة (الحُفري) هذا، ففيه المقال المتقدم عن أبي نعيم.
رابعاً: استرواح الهيثمي إلى تفريق الذهبي بين (الحفري) و (القرشي) إنما هو اجتهاد منه لا دليل عليه، فلا يصح الركون إليه، وكيف يمكن توثيق مثله
والذهبي نفسه لم يسم شيخا له غير (عباد بن عبد الصمد) ؟! وهوضعيف جداً؛ كما قال أبو حاتم وغيره، وروى له الطبراني عنه حديثين منكرين جداً، خرجت أحدهما فيما تقدم برقم (5183) ، والآخر في "الروض النضير " رقم (21) وإنما يمكن التوثيق إذا توفر الشرطان المذكوران في (ثانياً) و (ثالثاً) ، وكان المتن
معروفاً، وليس منكراً كهذا.
خامساً: يبطل التفريق المذكور جمع (جبرون) - في (يحيى) هذا - بين النسبتين (الحفري القرشي) ؛ - كما تقدم -، وهذا ظاهر جداً، وكأنه لذلك أعرض الحافظ في " اللسان " عن ذكر تفريق الذهبي المذكور، بل أشار في كتابه " تبصير المنتبه " إلى الرد عليه مفيداً أنهما واحد فقال (1/ 340) :
" وبحاء مهملة مضمومة (يحيى بن سليمان الحفري المغربي) نسب إلى موضع بالقيروان يقال له: " الحفرة "، روى عن الفضيل بن عياض، وعباد بن عبد الصمد، وعنه جبرون بن عيسى ".
وهذا أخذه الحافظ بالحرف الواحد من " الإكمال" لابن ماكولا (2/ 244) ، والشاهد منه أنهما جعلا الراوي عن " الفضيل " هو نفس الراوي عن (عباد) خلافاً للذهبي، فهذا يؤكد ما ذهبنا إليه من أنه واحد، وأنه ممن فيه بأس.
ومن تناقض الحافظ العراقي؛ أنه قال في حديث الترجمة، وقد ذكره الغزالي في " الإحياء " (4/ 223) :
" أخرجه الطبراني من حديث ابن مسعود بسند حسن"!
وهذا يناقض تصريحه بضعف إسناد حديث ابن عباس الشاهد الذي سبقت الإشارة إليه - كما كنت نقلته هناك عنه -.