الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإنه متروك، وقد كذبه ابن معين.
وأما المنذري؛ فاكتفى في " الترغيب " بالإشارة إلى تضعيف الحديث (3/211 - 212/ 4) ، وقلده المعلقون الثلاثة، ونقلوا كلام الهيثمي المتقدم وأقروه، ولا يليق بهم إلا ذلك!
6880
- (كَانَ لِيَعْقُوبَ النَّبِيِّ أَخٌ مُوَاخٍ لَهُ، فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: مَا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرَكَ، وَقَوَّسَ ظَهْرَكَ؟ قَالَ: أَمَّا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرِي، فَالْبُكَاءُ عَلَى (يُوسُفَ) ، وَأَمَّا الَّذِي قَوَّسَ ظَهْرِي فَالْحُزْنُ عَلَى (بِنْيَامِينَ) ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ
عليه السلام فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ! إِنَّ اللَّهَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ لك: أَمَا تَسْتَحْي أَنْ تَشْكُوَنِي إِلَى غَيْرِي؟ فَقَالَ يَعْقُوبُ: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} . فَقَالَ جِبْرِيلُ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَشْكُو) .
منكر.
أخرجه ابن أبي حاتم في" التفسير "(5/ 101/ 1 - 2) : حدثنا الحسن بن عرفة: ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية عن حفص بن عمر بن أبي الزبير عن أنس مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير (حفص) هذا، ولا يعرف إلا بهذه الرواية، ذكره ابن حبان في " الثقات " (4/ 153) :
" حفص بن عمر بن أبي الزبير: يروي عن أنس بن مالك، روى عنه يحيى ابن عبد الملك بن أبي غنية ". وقال الذهبي في " الميزان ":
" ضعفه الأزدي، فلعله: عن أبي الزبير، أو كأنه (حفص بن عمر بن أبي يزيد؛ عن ابن الزبير، لا: عن أبي الزبير) ، ولا يعرف من ذا؟ ". ولذا قال الحافظ
ابن كثير في تفسير سورة (يوسف) :
" حديث غريب فيه نكارة ".
لان مما يؤكد جهالة هذا الراوي الاختلاف في اسمه؛ فقد رواه الحاكم (2/348)، ومن طريقه البيهقي في " الشعب " (3/ 230/ 3 0 34) بسنده عن ابن أبي شيبة: ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية عن حفص بن عمر بن الزبير
…
، كذا فيه:(ابن الزبير)، وقال الحاكم:
" هكذا في سماعي: (حفص بن عمر بن الزبير) ، وأظن (الزبير) وهماً من الراوي؛ فإنه: (حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري) ابن أخي أنس بن مالك، فإن كان كذالك؛ فالحديث صحيح "!
كذا قال، وهو بعيد جداً؛ لأنه لا مستند له إلا الظن، مع مخالفة الطريقين المتقدمين على الخلاف بينهما:(أبي الزبير)
…
(ابن الزبير) .
وأخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط "(7/ 61 - 62/ 1 0 61)، و " المعجم الصغير " (178 - هند) من طريق وهب بن بقية الواسطي قال: حدئنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية عن حصين بن عمر الأحمسي عن أبي الزبير عن أنس
بن مالك
…
وقال:
" لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به وهب بن بقية ".
كذا قال! و (حصين بن عمر الأحمسي) : متروك - كما في " التقريب " -، لكن شيخ الطبراني الراوي عن وهب (محمد بن أحمد الباهلي البصري) : قال ابن عدي:
" يضع الحديث ".
ثم ساقه الحاكم من طريق إسحاق بن راهويه: أنبأ عمرو بن محمد: ثنا زافر ابن سليمان عن يحيى بن عبد الملك عن أنس بن مالك مرسلاً.
يعني: منقطعاً، بإسقاط الواسطة بين (ابن عبد الملك) - وهو: ابن أبي غنية - وأنس. ورواه ابن أبي الدنيا في " الفرج بعد الشدة "(ص 13) : حدثني الحسين ابن عمرو بن محمد القرشي (كذا) : حدثنا أبي: أنا زانر بن سليمان عن يحيى ابن عبد الملك عن رجل عن أنس
…
قلت: فأثبت الواسطة، ولم يسمه. لكن الحسين هذا - وهو: ابن عمرو بن محمد العنقزي -: قال أبو زرعة الرازي:
" كان لا يصدق ".
وزافر بن سليمان: صدوق كثير الأوهام؛ - كما قال الحافظ -:
ورواه الييهقي (4 0 34) من طريق الحاكم أيضاً، و (3405) علقه على (الحسين بن عمرو بن محمد القرشي) عن أبيه
…
وبالجملة؛ ففي الإسناد اضطراب وجهالة، وقد أخطأ المعلق على " شعب الإيمان " بقوله:
" أخرجه المصنف من طريق الحاكم (2/ 348) ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي ".