الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
315) لابن حجر، وإنما ظننت هذا؛ لأنه لو كان نقله من كتاب ابن السني مباشرة؛ لسماه، دفعاً للوهم الذي وقع فيه الأخ الفاضل. والله أعلم.
هذا؛ وقد رواه ابن السني، وكذا ابن عدي في " الكامل " (7/ 189) من طريق يحيى بن أبي أنيسة: سمعت أبا الزبير المكي يقول: يسمعت جابراً يقول:
…
فذكره مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، يحيى بن أبي أنيسة - وهو: الجزري -: قال الذهبي في " المغني ":
" مشهور، قال أحمد وغيره: متروك ".
6760
- (منْ ظَلَمَ شِبْرًا فَمَا فَوْقَهُ، كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَبْلُغَ الْمَاءَ، ثُمَّ يَحْمِلُهُ إِلَى الْمَحْشَرِ) .
منكر جداً بذكر: (جملة الماء) .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "(22/ 271/ 695) من طريق أحمد بن أيوب السكري عن أبي حمزة عن جابر عن موسى التغلبي عن يعلى بن مرة مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، موسى التغلبي: لم أعرفه، ولعله من رجال الشيعة؛ فإن (جابراً) الراوي عنه من كبارهم - وهو: ابن يزيد الجعفي -، وقد اختلف [فيه] المتقدمون من أئمة الجرح، لكن أكثرهم على تضعيفه؛ بل كذبه غير واحد منهم، وكان يؤمن برجعة علي إلى الدنيا! وقد استقر رأي الحفاظ المتأخرين على عدم الاحتجاج بحديثه، وأطال الذهبي في ترجمته في " الميزان "، ولخص ذلك في كتابه " الكاشف " فقال:
" من أكبر علماء الشيعة، وثقه شعبة فشذ، وتركه الحفاظ، قال أبو داود:
ليس في كتابي له شيء، سوى حديث السهو، مات سنة (128) ".
وقال الحافظ في" التقريب ":
" ضعيف رافضي ". وبه أعله الهيثمي، فقال في" المجمع " (4/ 175) :
" وفيه جابر الجعفي، وهو ضعيف، وقد وثق ".
قلت: وهذا الحديث مما يدل على ضعفه - إن سلم من شيخه موسى التغلبي -؛ لأن أصل الحديث صحيح؛ دون تلك الجملة المنكرة. فقد رواه ابن حبان في" صحيحه "، وأحمد، والطبراني أيضاً (690 - 693) من طرق عن أيمن بن ثابت عن يعلى بن مرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
…
فذكره نحوه دونها، وهو مخرج في المجلد الأول من " الصحيحة "(240 و 242) .
وهو في" الصحيحين " وغيرهما عن غير ما واحد من الصحابة - مختصراً - دونها. وهو مخرج في " الروض النضير "(338) .
ثم إن الراوي عن جابر الجعفي (أبو حمزة) - اسمه: (محمد بن ميمون السكري) وهو -: ثقة من رجال الشيخين.
والراوي عنه (أحمد بن أيوب السكري) هو - فيما يغلب على ظني - (أحمد ابن أيوب الضبي)، وقوله:(السكري) خطأ من الناسخ أو الطابع؛ فإنها نسبة شيخه - كما عرفت -، نقلت إليه خطأ، فقد ذكروا أحمد الضبي هذا في الرواة عن (محمد بن ميمون السكري) . والله أعلم.