الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويبدو أن المعلق على " مسند أبي يعلى " قد وقع في مثل ما كنت وقعت فيه، فقوّى الحديث بالحديت الآخر المشار إليه، ولا أستبعد أن يكون تلقى ذلك من " الإرواء " أو " الضعيفة "(321) ؛ فإنه كثير الاستفادة من كتبي مثل كثير من المؤلفين أو الكاتبين في العصر الحاضر، ولكن دون حمد أو شكر!
6836
- (الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ مَعْقُودٌ أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ رَبَطَهَا عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَنْفَقَ عَلَيْهَا احْتِسَابًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّ شِبَعَهَا وَجُوعَهَا وَرِيَّهَا وَظَمَأَهَا وَأَرْوَاثَهَا وَأَبْوَالَهَا فَلَاحٌ فِي مَوَازِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ رَبَطَهَا رِيَاءً وَسُمْعَةً وَفَرَحًا وَمَرَحًا فَإِنَّ شِبَعَهَا وَجُوعَهَا وَرِيَّهَا وَظَمَأَهَا وَأَرْوَاثَهَا وَأَبْوَالَهَا خُسْرَانٌ فِي مَوَازِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) .
ضعيف بهذا التمام.
أخرجه أحمد (6/ 455) : ثنا أبو النضر: ثنا عبد الحميد: حدثني شهر بن حوشب قال: حدثتني أسماء بنت يزيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
…
فذ كره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ للكلام المعروف في (شهر بن حوشب) ، وهو ممن اختلفت فيه أقوال الحفاظ المتقدمين منهم والمتأخرين، وغاية ما قيل في حديثه أنه حسن؛ وذلك يعني: أن في حفظه ضعفاً، وذلك مما صرح به مَن جرحه - كأبي حاتم وابن عدي وغيرهما -، وهو الراجح الذي دل عليه تتبع أحاديثه؛ فإنه في كثير منها يظهر ضعف حفظه ومخالفته لأحاديث الثقات مثل هذا الحديث - كما سأبينه إن شاء الله تعالى -، وهو الذي انتهى إليه الحافظ فقال في " التقريب ":
" صدوق، كثير الإرسال والأوهام ".
و (أبو النضر) شيخ أحمد - هو: هاشم بن القاسم بن مسلم البغدادي، وهو -:
ثقة ثبت من رجال الشيخين - كما قال الحافظ -.
ولأحمد فيه شيخ آخر، فقال ((6/ 458) : ثنا وكيع: ثنا عبد الحميد
…
فذكره بإسناده مختصراً بلفظ:
" من ارتبط فرساً في سبيل الله، وأنفق عليه احتساباً؛ كان شبعه وجوعه وريه وظمأه وبوله وروثه في ميزانه يوم القيامة. ومن ارتبط فرساً رياءً وسمعة؛ كان ذلك خسراناً في ميزانه يوم القيامة ".
وعن هذا الشيخ أخرجه ابن أبي شيبة أيضاً في " المصنف "(12/ 482/15339) .
قلت: ووكيع - هو: ابن الجراح الرؤاسي، وهو -: ثقة حافظ من رجال الستة؛ فالاختلاف الظاهر في نص الحديث، ليس منه وأبي النضر، ولا من شيخهما (عبد الحميد بن بهرام) ، وإنما هو من (شهر) نفسه؛ فقد أثنى أحمد على حفظ (عبد الحميد) لأحاديث (شهر)، فقد روى ابن عدي في " الكامل " (4/ 38) عن أحمد أنه قال:
" عبد الحميد بن بهرام: أحاديثه متقاربة هي حديث شهر، وكان يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن، وإنما هي سبعون حديثاً، وهي طوال، وفيها حروف ينبغي أن تضبط، لكن يقطعونها ".
لكن ابن عدي ختم ترجمة (شهر) - بعد أن ساق له أحاديث - بقوله:
"وله أحاديث غير ما ذكرت، وبروي عنه عبد الحميد بن بهرام أحاديث
غيرها، وعامة ما يرويه هو وغيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه، و (شهر) ليس بالقوي في الحديث، وهو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به".
قلت: وحديثه هذا يصلح شاهداً قوياً لما ذكره ابن عدي من الإنكار؛ فإن الحديث قد جاء من حديث أبي هريرة في " الصحيحين " وغيرهما بأتم من هذا، وليس فيه كثير من الألفاظ التي في حديث (شهر) ، وأنكرها عندي (الجوع) و (الظمأ)، ولذلك اعتبرت قول المنذري عقب الحديث في " الترغيب " (2/160/3) :
"رواه أحمد بإسناد حسن ".
غير حسن! ولذا لم يوافقه الهيثمي، مع أنه في الغالب لا يخرج عن قوله - كما تبين لي بالتتبع -، وتقدمت نماذج كثيرة على ذلك؛ بل إنه قد خالفه صراحة، فقال عقب الحديث (5/ 261) :
"رواه أحمد، وفيه شهر، وهو ضعيف ".
هذا مع أنه في كثيرمن الأحيان يحسن حديثه؛ كما لا يخفى على من يتتبع كلامه على أحاديث، في هذه " السلسلة " وغيرها.
ولذلك فلم يحسن المعلقون الثلاثة في تقليدهم المنذري في التحسين، وزادوا على ذلك أنه وقع في تخريجهم بتر وتخليط، يليق بما يدعونه من التحقيق، فقالوا (2/219) :
" حسن، رواه أحمد (6/ 455)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/261) : رواه أحمد وفيه شهر. قال أحمد: روى عن أسماء بنت يزيد أحاديث