الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فذكره. وقال:
" هذا موقوف، وروي مرفوعاً ".
قلت: ومحمد بن الصلت هذا - هو: أبو جعفر الكوفي، وهو -: ثقة من شيوخ البخاري؛ وهذا يعني: أن (أحمد بن بشير) كان يضطرب في ضبطه واسناده فتارة يرفعه - كما تقدم -، وتارة يوقفه، وهذا مما يؤكد ضعف حفظه الذي أشار اليه النسائي، وغيره ممن ضعفه صراحة كالدارقطني.
واذا عرفت هذا؛ فالحديث بالوقف أشبه، ثم هو كأنه من الإسرائيليات التي كان بعض الصحابة يتلقاها عن أهل الكتاب، وموقفنا منها مع قول نبينا صلى الله عليه وسلم:
" فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم
…
". رواه البخاري، وهو في " الصحيحة " (422) .
6877
- الا يدخل الجنة مسكين مستكبر، ولا شيخ زان، ولا منان على الله بعمله) .
منكر بجملة: (المنان) .
أخرجه البخاري في " التاريخ "(4/ 2/ 82/2255) ، وابن قانع في "معجم الصحابة "(ق 181/ 1) ، وأبو نعيم في " المعرفة "(2/ 218/ 2)، والطبراني في " المعجم الكبير " وغيرهم من طريق الصباح بن يحيى عن خالد بن أبي أمية عن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً: الصباح هذا: قال البخاري (2/ 2/ 312) :
"فيه نظر".
ولم يعرفه أبو حاتم ولا ابنه، فقال في " الجرح " (2/ 1/ 442/ 1941) :
" سألت أبي عنه؟ فقال: شيخ ". وقال الذهبي في " الميزان ":
" متروك؛ بل متهم ". وأقره الحافظ في " اللسان "، وقال - نقلاً عن العقيلي وابن عدي -:
" هو من جملة الشيعة ".
وفاتهما أن ابن حبان ذكره في " الضعفاء " وقال (1/ 277) :
" كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد ".
وشيخه (خالد بن أبي أمية) ؛ فهو مجهول لا يعرف إلا بهذه الرواية، وبها أورده البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما، وسكتا عنه. ومن العجيب أن ابن حبان أورده كذلك في كتابه " الثقات "(4/ 199) ! فأخل بذلك بشرطه
المعروف في مقدمة كتابه " الصحيح "(1/ 83 - الإحسان) ، وهو أن يكون الراوي معروفاً بالعدالة والصدق في الحديث والشهرة فيه. فراجعه؛ فإنه مهم جداً، وقد أخل بعدم التزامه إياه في مئات الرواة؛ فكيف يوثق (خالداً) هذا وليس له إلا هذا الراوي الضعيف
…
باعترافه؟!
وقد وجدت لخالد متابعاً لا يساوي شيئاً؛ يرويه أبو مالك الأشجعي عن يوسف بن ميمون عن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم به.
أخرجه أبو نعيم قال: حدثناه أبو عمرو بن حمدان: ثنا الحسن بن سفيان عن فياض بن زهير: ثنا يزيد بن هارون: أبنا أبو مالك الأشجعي.
قلت: يوسف بن ميمون هذا: قال البخاري وأبو حاتم:
" منكر الحديث جداً ". وقال أحمد:
"ليس بشيء".
وضعفه آخرون؛ وتناقض فيه ابن حبان. انظر " التهذيب ".
و (فياض بن زهير) : لم أعرفه. وأخشى أن يكون وقع في الأصل شيء من الخلط في إسناده؛ فقد عزاه الحافظ في ترجمة (نافع) هذا من " الإصابة " لأسلم ابن سهل في " تاريخ واسط " من طريق يزيد بن هارون عن عبد الملك بن حسين عن يوسف بن ميمون عنه به.
وأسلم بن سهل هذا هو المعروف بـ (بحشل) ، ولم أجد الحديث في " تاريخ واسط " المطبوع، فلا أدري أسقط الحديث منه، أم في العزو شيء؟ ثم قال الحافظ:
" أخرجه البخاري ومطين والحسن بن سفيان والبغوي وابن أبي داود وابن السكن وابن شاهين والطبراني وابن منده من طريق أبي سعيد الأشج عن عقبة ابن خالد عن الصباح بن يحيى عن خالد بن أبي أمية
…
فذكر الحديث مثله، لكن فيه تقديم وتأخير. قال البغوي: ولا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث.
وأخرجه ابن قانع من وجه آخر عن الصباح بن يحيى عن خالد بن أمية (!)
…
ولم يذكر قوله: (ولا منان على الله بعمله) ".
كذا قال؛ فقد ذكر الحسن بن سفيان في جملة الذين أخرجوا الحديث من طريق (خالد بن أبي أمية) ؛ دون الطريق الأخرى التي رواها أبو نعيم عن الحسن
ابن سفيان بسنده المتقدم عن يوسف بن ميمون.. فلا أدري هل في عزو الحافظ تقصير وغفلة عن رواية أبي نعيم - مع استقصائه مصادر الطريق الأولى -، أم في رواية أبي نعيم شيء - كما سبقت الإشارة إليه -؛ فالأمر بحاجة إلى زيادة تحقيق. والله أعلم.
(تنبيه) : ذكرت في صدر هذا التخريج الطبراني في جملة من أخرج الحديث اعتماداً على تخريج الحافظ المذكور آنفاً، وكذا على عزو المنذري إياه في " الترغيب "(3/ 193/ 18) ، الا أنه وقع في اسناده تحريف، فقال:
" رواه الطبراني من رواية الصباح بن خالد بن أبي أمية عن رافع، ورواته إلى (الصباح) ثقات "!
فجعل (الصباح) ابن خالد؛ فصار تابعياً! وصرح بذلك الهيثمي - تقليداً منه للمنذري، فقال - في " مجمعه " (6/ 255) :
" رواه الطبراني، وتابعيه (الصباح بن خالد بن أبي أمية) : لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات "!
وقد عرفت أن الصواب: (عن)، وأن والد (الصباح) :(يحيى) ، وأنه متروك، وأن شيخه (خالد بن أبي أمية) مجهول.
ثم إنني إنما أخرجت الحديث هنا لقوله فيه: " ولا منان على الله بعمله "، وإلا؛ فسائر الحديث ثابت في غير ما حديث، منها: حديث سلمان رضي الله عنه المخرج في " الصحيحة "(3461)، بل وفي بعضها ذكر (المنان) دون قوله:" على الله بعمله "، وهو مخرج في " الصحيحة " من حديث ابن عمرو (673) ، وابن عمر أيضاً (674) ؛ فليكن هذا منك على بال.