الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6784
- (إنك لتنظر إلى الطير في الجنة؛ فتشتهيه، فيخر بين يديك مشوياً) .
ضعيف جداً.
أخرجه الحسن بن عرفة في " جزئه "(52/ 22) ، وعنه البزار في " البحر الزخار "(5/ 401/ 2032) ، وابن أبي الدنيا في " صفة الجنة "(46/ 03 1) ، وأبو يعلى في " المسند الكبير " (2/ 464/ 1949 " المقصد
العلي ") ، والعقيلي في " الضعفاء " (1/ 268) ، والشاشي في " مسنده " (2/282/ 858) ، والحسين المروزي ويحيى بن صاعد في " زوائد زهد ابن المبارك " (510/ 1452) ، وابن عدي في " الكامل " (2/ 273) ، والبيهقي في " البعث " (188 -189/ 353) كلهم من طريق خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، وله ثلاث علل:
الأولى: حميد الأعرج، وبه أعله الحفاظ؛ فقال البزار عقبه:
" لا نعلمه يروى إلا من هذا الطريق عن ابن مسعود، وحميد الأعرج كوفي، ليس بحميد المكي الذي روى عن مجاهد، وهو حميد بن عطاء ".
وفي ترجمته أورده العقيلي، وروى عن البخاري أنه قال فيه:
" منكر الحديث ". وكذا نقل عنه تلميذه الترمذي في حديث أخر، تقدم برقم (4082) ، واستغربه.
وفيها ساقه ابن عدي مع أحاديث أخرى، وختمها بقوله:
" وهذه الأحاديث ليست مستقيمة، ولا يتابع عليها". وتبعه الحافظ الذهبي
فساقه في جملة مناكيره، وقال فيه:
" متروك ". وكذا قال في "المغني ".
وذلك ما يشير إليه قول البخاري، ومثله قول أبي حاتم:
" ضعيف الحديث، منكر الحديث، قد لزم عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود، ولا نعلم لعبد الله بن الحارث عن ابن مسعود شيئاً".
ومثله قول ابن حبان في" الضعفاء"(1/ 262) :
" منكر الحديث جداً، يروي عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود بنسخة كأنها موضوعة ".
ومن ذلك يتبين أن الحافظ تساهل في قوله فيه في" التقريب ":
" ضعيف ".
وكأنه تبع فيه شيخه الهيثمي؛ فإنه قال في " المجمع "(10/ 414) :
" رواه البزار، وفيه حميد بن عطاء الأعرج، وهو ضعيف ".
وهذا بدوره تبع شيخه العراقي فيما نقله عنه غير واحد منهم العلامة الزبيدي في " شرح الإحياء "(10/ 541) :
" رواه البزار بسند فيه ضعف ". ووقع في " تخريج الإحياء "(4/ 540 - طبعة دار المعرفة بيروت) :
" أخرجه البزار بإسناد صحيح "!
فالظاهر أنه خطأ مطبعي، وأشار المنذري إلى تضعيفه في " الترغيب ".
الثانية: عرفت أن مدار الحديث على (خلف بن خليفة) ، وهو مع صدقه فقد كان اختلط، حتى ادعى ما كذبه بعضهم من أجله، قال الحانظ في " التقريب ":
" صدوق، اختلط في الآخر، وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي، فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد ".
الثالثة: الانقطاع بين عبد الله بن الحارث - وهو: الزبيدي النجراني - كما أشار إلى ذلك أبو حاتم فيما تقدم. وأكده في " المراسيل " لابنه، فقال (72) :
" سمعت أبي يقول: عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود: مرسل ".
وروى عن علي بن المديني أنه قال:
"لم يسمع من ابن مسعود ".
هذا، ويلاحظ القارئ أن الحافظ العراقي ثم الهيثمي لم يعزوا الحديث لأبي يعلى، وذلك؛ لأنه لم يخرجه إلا في " المسند الكبير ". ولذلك أورده الهيثمي في" المقصد العلي " - كما تقدم -، لكن سقط منه الإشارة بين يده الإسناد إلى
أنه في " الكبير " بحرف (ك) - كما هي عادته -، ولم يتنبه لما ذكرت المعلق عليه، فقال:
" لم أوفق في العثورعليه في مسند أبي يعلى "!
قلت: وعقب المنذري على هذا الحديث بقوله:
" وعن أبي أمامة رضي الله عنه: إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الطير من
-طيور الجنة، فيقع في يده متفلقاً (!) نضجاً. رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً ".
يعني - والله أعلم - كتابه المتقدم: " صفة الجنة "، وإليه عزاه السيوطي في " الدر المنثور "(6/ 156) ، وقد فتشت عنه فيه من الطبعة المصرية؛ فلم أجده، وأما الزبيدي [فعزاه] في " شرح الإحياء " في الموضع المشار إليه أنفاً، لابن جرير، وقد فتشت أيضاًعنه في مظانه من " تفسيره "؛ فلم أعثر عليه.
وذكر المنذري قبل ذلك (4/ 258/ 2) حديثاً آخر عن أبي أمامة أيضاً.
يشبه هذا؛ ولكنه في الشراب، وقال:
" رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً بإسناد جيد".
وهذا في " صفة الجنة "(53/ 132) بإسناد جيد - كما قال -. فلا أدري ما حال اسناد الذي قبله؟ ولذلك ترددت في أي الكتابين أذكره، أفي " صحيح الترغيب " أم " ضعيف الترغيب "؟ ثم استقر رأيي على ايراده في " الصحيح " ما دام أنه لم يضعفه، بل صدره بصيغة:(عن) المشعرة بقوته، والعهدة عليه، مع احتمال أن يكون اسناده هو نفس إسناد هذا الذي جؤده. والله سبحانه وتعالى أعلم.
(تنبيه) : وأما المعلقون الثلاثة في طبعتهم الأنيقة التي ظاهرها الرحمة! من " الترغيب والترهيب "، فقالوا (4/ 432) :
" حسن موقوف، عزاه صاحب " الاتحاف " لابن جرير".
قلت: صاحب " الإتحاف " هو العلامة الزبيدي كما تقدم:، ولم يحسنه، فمن أين جاؤوا بالتحسين؟! وذلك من شطحاتهم، وقفوهم ما لا علم لهم به! هداهم الله.