الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" الصلاة لوقتها
…
" إلخ.
قلت: وهذا منقطع؛ قال البيهقي عقبه:
"عكرمة لم يسمع من عمر، وأظنه أراد: (عن ابن عمر) ".
كذا قال! وقد روي عن ابن عمر من طريق أخرى وبلفظ آخر، وفيه جملة
الترك، وإسناده مسلسل بالضعفاء، وقد بينت ذلك في "الروض النضير "(569) ،
ثم في " التعليق الرغيب "(1/ 195/ 7) .
6968
- (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَحْتَ ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ مُقْسِطٌ. وَرَجُلٌ لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ جَمَالٍ وَمَنْصِبٍ، فَعَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ. وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ. وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فِي صِغَرِهِ؛ فَهُوَ يَتْلُوهُ فِي كِبَرِهِ. وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ بِيَمِينِهِ؛ فَأَخْفَاهَا عَنْ شِمَالِهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فِي بَرِّيَّةٍ؛ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ؛ خَشْيَةً مِنَ اللَّهِ عز وجل. وَرَجُلٌ لَقِيَ رَجُلًا؛ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: وَأَنَا أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ) .
منكر بهذا السياق.
أخرجه أبو علي بن شاذان في" مشيخته "(رقم/ 32 - بترقيمي في منسوختي من مخطوطة الظاهرية) ، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1/ 487/ 794) ، والخطيب في "التاريخ"(9/254)، كلهم عن أبي الفوارس شجاع بن جعفر الأنصاري: ثنا العباس بن محمد الدوري: ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين: ثنا عبد الله بن عامر الأسلمي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، ومتن منكر.
أما الضعف: فسببه (الأسلمي) : قال الذهبي في " المغني ":
"ضعفه غيرواحد ".
ولذلك جزم الحافظ في" التقريب " بأنه ضعيف.
ويحتمل أن تكون العلة من (شجاع بن جعفر الأنصاري) ، وفي ترجمته ساق له الخطيب هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد وصفه ابن شاذان في روايته عنه بـ (الصوفي) . فالله أعلم به.
وأما أنه منكر: فهو مما لا يخفى على عارف بهذا العلم الشريف، وجرى الحديث النبوي الصحيح في عروقه مجرى الدم؛ بل ومن هو دونه من طلاب هذا العلم؛ ذلك لأن الحديث من المعلوم لديهم جميعاً أنه في " الصحيحين" وغيرهما من طريق أخرى، وهذا مخالف له زيادة ونقصاً، وبيان ذلك من وجوه:
الأول: قوله: " ورجل تعلم القرأن
…
": لا أصل له فيه؛ جعله مكان قوله صلى الله عليه وسلم: " وشاب نشأ في عبادة الله ".
الثاني: قوله: "ورجل لقي، رجلاً
…
"؛ جعله مكان قوله صلى الله عليه وسلم: "ورجلان تحابا في الله
…
"
الثالث: ذكر قوله: "في برية " مكان قوله: "خالياً ".
الرابع: أسقط من قوله صلى الله عليه وسلم: " ورجل قلبه معلق بالمسجد" قوله:" إذا خرج منه حتى يعود إليه".
يضاف إلى كل ذلك أنه غيَّر ترتيب فقراته؛ فقدَّم وأخَّر، وغَيَّر من سياق الحديث الصحيح، وهو مخرج في " الإرواء " برقم (887) ، ولا يشك عالم بأن النكارة تثبت بأقل من ذلك.
ولجملة القرآن في حديث الترجمة شاهد من حديث علي بنحوه. لكن إسناده واهٍ جداً؛ فيه أربعة من الرواة ما بين مجهول ومطعون - كما سبق بيانه برقم (2162) -. وقد أعله المناوي بواحد منهم؛ فأصاب، وبأخر، وهو:(جعفر بن محمد الصادق) ؛ فأخطأ خطأ فاحشاً، شنع عليه الشيخ أحمد الغماري في "المداوي"(1/ 250 - 252) تشنيعاً شديداً، وحق له ذلك، لكنه اشتط وتعدى؛ فأخذ يطعن في الحافظ الذهبي، ويرميه بالنصب ومعاداة أهل البيت، ومنهم جعفر، ويتهمه بأنه كذاب في ثنائه عليه ويقول بالحرف الواحد: " بل غرضه الأكيد هو جلب الطعن فيه من إخوانه النواصب
…
" إلى أخر هرائه. عامله الله بما يستحق.
ولم يكتف بهذا؛ بل إنه نحا نحواً آخر نكاية بالمناوي - ولو على خلاف التحقيق العلمي الذي ينعاه على المناوي -، فوقع فيه تعصباً عليه، ذلك أنه ساق إسناد حديث علي برواية ابن النجار بطوله، ثم من طريق الديلمي، وخنس؛ فلم يتكلم على أحد من رجاله الأربعة! لو أن المناوي فعل مثله في حديث أخر لا يهواه؛ لأقام الدنيا عليه وأقعدها.
بل إنه زاد في الطين بلة؛ فقال:
" ويشهد له في كون حملة القرأن من أهل ظل العرش ما رواه أبو علي بن شاذان في " مشيخته "؛ فقال
…
". فساق إسناده ومتنه، وخنس! أيضاً، وهو