الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتبعه في ذلك كله ابن الجوزي في " الموضوعات "(3/ 96) ، وكذا السيوطي في "اللآلي المصنوعة "(2/ 183) ، غير أنه تعقب بحديث عباد بن كثير! وسكت عنه؛ فلم يصنع شيئاً. لكنه خالفهما؛ فذكر متن (الشامي)
بلفظ: (الثقفي) . خلافاً لابن طاهر المقدسي؛ فإنه وافقهما في الشذوذين في كتابه " تذكرة الموضوعات "(105/ 980) !!
واعلم أنه قد جرى الحافظان: الذهبي والعسقلاني على التفريق بين (إبراهيم ابن محمد الشامي) و (محمد بن إبراهيم الشامي) ؛ فترجما لكل منهما في حرفه من " الميزان " و" اللسان "، واسم جد الثاني منهما:(العلاء) ، وهو مترجم
في " التهذيب "، ومتهم بالكذب والوضع؛ فمن المحتمل أن يكونا واحداً انقلب اسمه على بعض الرواة، أو قلبه هو عليهم تمويهاً وتضليلاً!
وأما استظهار المعلقَين على " المعجم الأوسط " أن الأول مقلوب الآخر، وتشبثا بصنيع ابن حبان، ولم يأتيا عليه بدليل؛ إلا مجرد الدعوى! وليس هذا فقط، بل إنهما عطفا عليه فقالا:
" وكذا الذهبي في (الميزان) "!
وهذا خطأ ظاهر؛ إذا تذكرت ما قدمته من النقل عنه. والله سبحانه وتعالى أعلم.
6961
- (إِنَّ النِّسَاءَ هُنَّ (السُّفَهَاءُ) ؛ إِلَّا الَّتِي أَطَاعَتْ قَيِّمَهَا) .
منكر.
أخرجه ابن أبي حاتم في " التفسير "(3/ 863/ 4785) من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ علي بن يزيد - هو: الألهاني -: قال الذهبي في
"المغني ":
" ضعفوه، وتركه الدارقطني ".
وقريب منه (عثمان بن أبي العاتكة) : قال الذهبي:
" وُثِّق، وضعفه النسائي وغيره ". وقال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق، ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألهاني ".
والحديث ساقه ابن كثير في أول سورة (النساء) بإسناد ابن أبي حاتم هذا، وقال:
"ورواه ابن مردويه مطولاً ".
قلت: ولقد أساء الشيخان الحلبيان نسيب الرفاعي رحمه الله ومحمد علي الصابوني - هداه الله - في اختصارهما لـ " تفسير ابن كثير"؛ فقد أوردا الحديث محذوف السند وسكتا عنه؛ فأوهموا القراء ثبوته، وهي عادة لهما؛ لجهلهما بهذا العلم الشريف. وزاد الآخر على الأول؛ فنقل تخريج الحديث بمصدريه المذكورين إلى الهامش! موهماً الناس أنه من تخريجه! متجاهلاً قوله صلى الله عليه وسلم " من تَشَبِّعَ بِمَا لَمْ يُعْطَ؛ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ". متفق عليه. وإلا؛ فماذا عليه لو تركه في محله من الأصل، ووفر سطراً من طبعته لمختصره؟! ولكنه حب التعالي والظهور. والله المستعان.