الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6785
- (أبعده الله؛ إته كان يبغض قريشاً) .
ضعيف.
رري من حديث سعد بن أبي وقاص، والمغيرة بن شعبه، وجابر بن عبد الله.
1 -
أما حديث سعد؛ فله عنه طريقان:
إحداهما: عن عبد الرحمن بن عياض قال: حدثني عمي عتيبة عن عبد الملك بن يحيى عن محمد بن سعد عن أبيه قال:
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن فلاناً الثقفي قتل، - وكان قد أسلم - فقال:
…
فذكره.
أخرجه البزار في " مسنده "" البحر الزخار "(4/ 22 - 23/1183) وقال:
" لا نعلمه روي إلا من هذا الوجه ".
كذا قال! ويرده ما يأتي، وهو إسناد ضعيف مظلم، من دون محمد بن سعد ليس لهم ذكر في كتب الرجال. ولهذا قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " (10/27) :
" رواه البزار، وفيه من لم أعرفه ".
والطريق الأخرى: عن جبير بن أبي صالح عن الزهري عن سعد بن أبي وقاص قال:
إن رجلاً قتل، فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
…
فذكره.
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف "(12/ 173/ 12449) ، وعنه ابن أبي عاصم في " السنة "(2/ 638/ 225 1) .
قلت: وهذا إسناد ضعيف، وله علتان:
الأولى: جهالة جبير بن أبي صالح، لا يعرف إلا برواية ابن أبي ذئب عنه؛ ولذا قال الذهبي:
" لا يدرى من هو ".
وأما ابن حبان؛ فذكره في " الثقات "(6/ 149) ! وقد خولف.
والأخرى: الانقطاع بين الزهري وسعد.
وقد خالفه (*) معمر، فقال: عن الزهري أن رجلاً من ثقيف قتل يوم أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره مرسلاً.
أخرجه عبد الرزاق (11/ 58/ 19904) .
2 -
وأما حديث المغيرة بن شعبة؛ فأخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "(20/382/ 365) : حدثنا أبو غسان أحمد بن سهل بن الوليد (!) الأهوازي: ثنا الجراح بن مخلد: ثنا يعقوب بن محمد الزهري: ثنا نوفل بن عمارة: حدثني عبد الله بن الأسود بن أبي عاصم الثقفي عن أبيه عن المغيرة بن شعبة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وقف على رجل من ثقيف مقتول، فقال:
…
فذكره.
(*) يعني: " جبيراً ". (الناشر) .
قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم، أعله الهيثمي بأحد رواته، فقال:
"رواه الطبراني، وفيه يعقوب بن محمد الزهري، وهو ضعيف، وقد وثق ".
وهذا فيه تقصيرظاهر يتبين لك مما يأتي:
أولاً: يعقوب هذا: قال الحافظ في " التقريب ":
"صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء ".
ثانياً: من فوقه إلى المغيرة؛ ثلاثتهم مجهولون ليس لهم ذكر في كتب الرجال - فيما علمت -.
ثالثاً: شيخ الطبراني (أبو غسان أحمد بن سهل بن الوليد) ، كذا وقع فيه والصواب (أيوب) ، كما في " المعجم الأوسط " و " الصغير " و " الدعاء " و " لسان الميزان "، وهو من شيوخه الذين ليس لهم عنده من الحديث إلا القليل، فروى له في " الأوسط "(3/ 28 - 29/2045 - 2047) ثلاثة أحاديث أخرى، أحدها أخرجه أيضاً في " الصغير "(583 - الروض) ، وفي " الدعاء "(3/ 1737/ 2094) ، وله فيه حديث آخر (3/ 1812 -1813/ 2247) .
وساق له الحافظ في " اللسان " حديثاً خامساً من رواية ابن قاع يشبه هذا من جهة أنه من رواية خالد بن معدان عن أبيه عن جده رفعه:
" مثل الإيمان مثل القميص
…
".
فأبو خالد وجده لا يعرفان؛ ولذلك قال الحافظ:
" وهذا حديث منكر، وإسناد مركب، ولا يعرف لخالد رواية عن أبيه، ولا
لأبيه عن جده. وهو من شيوخ الطبراني، وقد أورد له في " معجمه الصغير " حديثاً واحداً غريبأ جداً، وله في " غرائب مالك " عن عبد العزيز بن يحبى عن مالك حديث غريب جداً ".
قلت: فالظاهر أنه مولع بتركيب الأسانيد التي لا تعرف، أو على من هو متهم كعبد العزيز هذا - وهو: المدني -.
وبالجملة؛ فهذا الشيخ ضعيف لا يوثق به؛ والله أعلم.
3 -
وأما حديث جابر؛ فيرويه القاسم بن محمد بن عباد المهلبي قال: حدثني أبي عن جدي قال: حدثني هلال بن عبد الرحمن قال: كنت مع أيوب السختياني بـ (مِنى) ، فأخذ بيدي فأدخلني على محمد بن المنكدر فحدثنا عن
جابر بن عبد الله:
أن رجلاً قتل بالمدينة، لا يدرى من قتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
أخرجه العقيلي في " الضعفاء "(4/ 350/ 1956) في ترجمة (هلال بن عبد الرحمن الحنفي) مع حديثين آخرين بإسنادين آخرين له، ثم قال:
" كل هذا مناكير؛ لا أصول لها، ولا يتابع عليها ".
قلت: وسائر رجاله ثقات (1) ، فمن أوهام ابن الجوزي الفاحشة، قوله في " الموضوعات " (2/ 42) - وقد روى الحديث من طريق العقيلي -:
" قال العقيلي: لا أصل لهذا الحديث، قال ابن حبان: وعباد يأتي بالمناكير فاستحق الترك "!
(1) على كلام فيه تراه في " اللسان "، وقد وثقه ابن حبان (9/ 104) .
قلت: لا أدري - والله - ما الذي صرفه عن إعلاله بـ (هلال بن عبد الرحمن) ، مع تصريح العقيلي بأنه العلة، ونقله عنه قوله:" لا أصل له " دون تمام كلامه الصريح في إعلاله به - إلى إعلاله بعباد هذا! ولو أنه كان متروكاً - كما زعم - لم يكن لانصرافه المذكور وجه، لأنه يوهم أن ما أعله به العقيلي ليس بعلة، فكيف والأمر على العكس تمامأ؟! لأن (عباداً) الذي نقل عن ابن حبان أنه تركه، هو (عباد بن عباد أبو عتبة الخواص)، فقد قال فيه ابن حبان في " الضعفاء " (2/170) :
" كان ممن غلب عليه التقشف والعبادة؛ حتى غفل عن الحفظ والإتقان، فكان يأتي بالشيء على حسب التوهم، حتى كثرت المناكير في روايته - على قلتها - فاستحق الترك ".
ومن الغراثب حقاً أن ينسحب وهمه هذا إلى حديث أخر تقدم تخريجه برقم (5984) !
وإن مما يزيد في الأمر غرابة، أن (عباداً) المذكور في الحديثين وقع منسوباً بنسبة (المهلبي) كما ترى في هذا الحديث، فكيف غفل هذا فيهما معاً؟ !!
من أجل ذلك تعقبه السيوطي في " اللالي المصنوعة "(1/ 443) بقوله:
" إنما أورده العقيلي في ترجمة (هلال) على أنه من مناكيره، وكذا في " الميزان " و" اللسان ". وأما عباد المهلبي فروى له الأئمة الستة، وقال في " الميزان ":
صدوق من مشاهير علماء البصرة، وكان شريفاً نبيلاً، عاقلاً، كبير القدر، وثقه غير واحد، وقال ابن سعد: ثقة ربما غلط. انتهى. والله أعلم ".