الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6851
- (كَلِمَاتٌ مَنْ ذَكَرَهُنَّ مِائَةَ مَرَّةٍ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ: اللَّهُ أَكْبَرُ، سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ لَوْ كَانَتْ خَطَايَاهُ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ، لَمَحَتْهُنَّ. لَمْ يَرْفَعْهُ) .
منكر موقوف.
أخرجه أحمد (5/ 173) من طريق ابن لهيعة: ثنا يحيى (كذا) بن عبد الله: أن أبا كثير مولى بني هاشم حدثه: أنه سمع أبا ذر الغفاري - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
…
فذكره. وفي آخره:
" قال أبي: لم يرفعه ".
قلت: وهو مع وقفه ضعيف الإسناد، منكر المتن؛ فإن (أبا كثير) هذا: مجهول لا يعرف، ولم يوثقه أحد، وقد أورده البخاري في " الكنى "(64/ 582)
مشيراً إلى هذا الحديث، وسكت عنه. وكذلك فعل ابن أبي حاتم فقال (4/ 2/429) :
"سمع أبا ذر الغفاري: أن التسبيح في دبر الصلاة يمحو الخطايا. روى عنه حيي بن عبد الله ".
و (حُيّي) هذا - هو: المعافري المصري -: صدوق يهم، وقع في " المسند ":
(يحيى) - كما رأيت -. ويظهر أنه خطأ قديم؛ فإنه وقع كذلك في " جامع المسانيد "
لابن كثير (13/ 815/ 11513) ، ولم يتنبه له محققه الدكتور القلعجي، ولايسعه إلا ذلك؛ فإنه حوّاش قمّاش! وعلى الصواب وقع في " أطراف المسند " لابن حجر (6/ 205) ، ونبه محققه الدكتور زهير بن ناصر الناصر على خطأ المطبوع، وجزم بأنه تحريف، وأحال إلى عدة مصادر من كتب الرجال، وفاته " الجرح
والتعديل "، كما فاته " التعجيل "؛ فإنه موافق لـ "أطرافه "، وقال: "لايعرف".
وابن لهيعة: ضعيف لسوء حفظه، إلا فيما رواه العبادلة ونحوهم، وليس هذا منه.
وأما أنه منكر المتن؛ فلأنه مخالف للأحاديث الصحيحة الواردة في الباب، ولا سيما وبعضها عن أبي ذر نفسه مرفوعاً بلفظ:
"
…
تسبح خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتحمد ثلاثاً وثلاثين، وتكبر أربعاً وثلاثين ".
أخرجه أحمد (5/ 158) وغيره بسند صحيح، وهو مخرج في " الصحيحة "(1125) .
ولقد كان من البواعث على تحقيق القول في حديث الترجمة أن الحافظ المنذري سكت عن إسناده في " الترغيب "(2/ 261/ 7) ؛ بل وصدره بصيغة (عن) المشعر بقوته في اصطلاحه! وقول الهيثمي في " المجمع "(10/ 101) :
" رواه أحمد موقوفاً، وأبو كثير: لم أعرفه، وبقية رجاله حديثهم حسن "!
وتقلده الثلاثة المعلقون على " الترغيب "(2/ 449) !
وأهم من ذلك كله أن السيوطي أورده في " الجامع الصغير "، و " الكبير " أيضاً! وهو خاص بالأحاديث المرفوعة - كما هو معلوم -؛ فكأنه لم ينتبه لقول أحمد عقب الحديث:
"لم يرفعه ".