الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا؛ ولو جاز لنا أن نحابي الإمام البخاري؛ لقلنا: إنه قد توبع الفضيل على لفظه، ولكن معاذ الله! أن نحابي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً؛ ذلك لأن المتابع مثل المتابَع أو أسوأ منه - كما يأتي -؛ فقد قال ابن أبي حاتم في " العلل " (1/452/1358) :
" سألت أبي عن حديث رواه المسيب بن واضح عن حفص بن ميسرة عن مسلم بن أبي مريم عن ابن جابر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
(فذكر الحديث) ؟ قال أبي:
هذا خطأ؛ والصحيح ما رواه ابن وهب عن عمرو بن الحارث ".
قلت: يشير إلى حديث سليمان بن يسار - المتقدم آنفاً -
…
عن أبي بردة، وكان قد ذكره برقم (1356) من طريق عمرو المذكور والليث عن بكير بن الأشج عن سليمان به، وقال: إنه أصح.
والمسيب بن واضح: من شيوخ أبي حاتم، وقد ذكر ابنه عنه في " الجرح " (4/1/ 294) أنه سئل عنه؟ فقال:
"صدوق، كان يخطئ كثيراً، فإذا قيل له؛ لم يقبل ". وضعفه الدارقطني.
ومن هذا القبيل في النكارة الحديث التالي:
6960
- (لَا تُعَزِّرُوا فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ) .
منكر.
يرويه عباد بن كثيرعن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي
هريرة مرفوعاً.
أخرجه ابن ماجه (2602)، قال البوصيري في " الزوائد":
" في إسناده عباد بن كثير الثقفي، قال أحمد بن حنبل: روى أحاديث كذب لم يسمعها. وقال البخاري: تركوه. وكذا قال غير واحد".
ولهذا قال شيخه العسقلاني في " التقريب ":
" متروك. قال أحمد: روى أحاديث كذب ".
واعتمد الذهبي في " المغني " قول البخاري المذكور.
ورواه بعض المجهولين بإسناد آخر عن يحيى بن أبي كثير بإسناد رجاله رجال (الصحيح) ! فقال العقيلي في " الضعفاء"(1/ 65/ 62)، والطبراني في " الأوسط" (7/ 291/ 7528) - والسياق للعقيلي -: حدثنا محمد بن إبراهيم ابن شبيب العسال قال: حدثنا إبراهيم بن محمد - كتبناه عنه مع أبي مسعود - قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير به.
وقال الطبراني:
" لم يروه عن الأوزاعي إلا الوليد، تفرد به إبراهيم بن محمد الشامي ". وقال العقيلي:
" شامي مجهول، وقع إلى (أصبهان) ، حديثه منكر غير محفوظ ".
وأقره الذهبي في " الميزان "، والحافظ في "اللسان ".
وذكره أبو نعيم في " أخبار أصبهان"(1/ 175) مختصراً هكذا:
" إبراهيم بن محمد: لا يعرف في نسبه زيادة "!
كذا قال! ولعله أراد أن يقول: (لا يعرف نسبه) ، فسبقه القلم؛ وقال ما قال.
ثم ساق له حديثاً آخر بإسناد العقيلي والطبراني المتقدم، وقد ساقه الطبراني عقب هذا، أشار إليه الحافظ في آخر ترجمته. وقد كنت ذكرته في" الصحيحة "(1692) شاهداً نقلاً من نسخة من" الأوسط " وقع فيه (السامي) بالمهملة، فظننت أنه:(إبراهيم بن محمد بن عرعرة) الثقة الحافظ، ومما غرني أن المنذري والهيثمي قالا:" إسناده جيد". والآن فقد تبينت الحقيقة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
(تنبيه) : لقد شذ ابن حبان عَمَّن تقدم ذكرهم من الحفاظ؛ فأورد الحديث في ترجمة (محمد بن إبراهيم الشامي) .. على القلب، وكناه بأبي عبد الله، قال:
" شيخ كان يدور بالعراق، ويجاور (عبادان) ، يضع الحديث على الشامين، أخبرنا عنه أبو يعلى والحسن بن سفيان وغيرهما، لا يحل الرواية عنه الا عند الاعتبار ". ثم قال:
" روى عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي
…
". فساق الحديث بلفظ:
"عشرين سوطاً ".
قلت: وهذا شذوذ آخر؛ فالحديث بلفظ: " عشرة" عندهم، وليس:(عشرين) .
وقال:
"لا أول له من كلام رسول الله، لا يحل الاحتجاج به ".