الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: فالعلة (عبد الله بن عمر العمري) - وهو المكبر - وهو ضعيف - كما قال الحافظ في " مختصر زوائد البزار "(2/422) و " التقريب " -. وأما الهيثمي؛ فتساهل قائلاً (10/ 138) :
" رواه البزار والطبراني
…
وإسناده حسن "!
قلت: وإن مما يدل على ضعفه أنه اضطرب في ضبط الجملة؛ فرواه بعضهم هكذا، وقال بعضهم في رواية للخرائطي عن (العوقي) :
"
…
إلا عوفي من ذلك البلاء "
وبهذا اللفظ أو قريب منه أخرجه الترمذي (3428) من طريق مطرف بن عبد الله بسنده المتقدم، وقال:
" حديث حسن غريب من هذا الوجه "!
كذا قال، وهو من تساهله الذي عرف به.. لكنه بهذا اللفظ صحيح؛ لأني وجدت له شاهداً قوياً من رواية نافع عنه، وله عنه طريقان:
أحدهم: عن أيوب. والآخر: عن محمد بن سوقة، كلاهما عن نافع به.
وروي عن سالم عن ابن عمر، وهذا كله مخرج في " الصحيحة "(602، 2737) ، و " الروض النضير "(1050) .
6890
- (تُحفةُ المؤمنِ الموتُ) .
ضعيف.
أخرجه ابن المبارك في " الزهد "(212/ 599) : أخبرنا يحيى بن أيوب عن بكر بن عمرو عن عبد الرحمن بن زياد عن أبي عبد الرحمن الحبلي
عن عبد الله بن عمرو بن العاص موفوعاً.
ومن طريق ابن المبارك أخرجه الحاكم (4/ 319) ، وعبد بن حميد في " المنتخب من المسند "(1/ 308/ 347) ، وأبو يعلى في "! المسند الكبير " - كما في " المطالب العالية المسندة "(ق 27/ 1) -، وابن بشران في " الأمال "، (26/110/ 1) ، وأبو نعيم في " الحلية "(8/ 185) - واستغربه -، والبيهقي في " الشعب "(7/ 171، 253) ، والقضاعي في " مسند الشهاب "(5/ 2/ 1 - خط، 1/ 0 2 1/ 0 5 1 - ط)، والبغوي في " شرح السنة " (5/ 271/ 1454) ؛ كلهم عن ابن المبارك به. وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد "! ورده الذهبي بقوله:
" قلت: ابن زياد؛ هو الإفريقي؛ ضعيف ".
وأما قول المنذري في " الترغيب "(4/ 168/ 6) :
" رواه الطبراني بإسناد جيد "! وقول الهيثمي (2/ 320) :
" رواه الطبراني في " الكبير "، ورجاله ثقات "!
قلت: فما أظن إلا أنه من تساهلهما، وليس هو في القطعة التي طبعت حديثاً من " المعجم الكبير " الجزء (13) .، وفيه أحاديث لعبد الله بن عمرو بن العاص؛ لذلك لم أستطع القطع بأنه من الوجه الذي رواه الجماعة، أو على الأقل من طريق (ابن زياد الإفريقي) ، لكنه هو الذي يغلب على الظن؛ فإني بلوت تساهلهما في تقوية أحاديث بعض الضعفاء بصورة عامة في تحقيقي لأحاديث " الترغيب والترهيب "، ولأحاديث (الإفريقي) هذا بصورة خاصة، وأقرب مثال يحضرني
الآن الحديث المتقدم (4615) بلفظ: " من صدع رأسه
…
"؛ فإنهما حسّناه، وفيه (الإفريقي) !
وقد تبعهما في تحسين حديث الترجمة الحافظ العراقي؛ فقال في " تخريج أحاديث الإحياء "(4/ 450) :
" أخرجه ابن أبي الدنيا في " كتاب الموت "، والطبراني، والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بسند حسن ".
ونقله الزبيدي في " شرحه "(10/ 227) وأقره! ولعل في قرن الحافظ العراقي الحاكم مع الطبراني أن طريق الطبراني فيها الإفريقي أيضاً، وإلا؛ لنبه على الفرق بينهما. والله أعلم.
فلا غرابة بعد تتابع هؤلاء الأجلّة على التحسين، أن يقلدهم المعلقون الثلاثة على " الترغيب "(ص 4/ 229) !
ثم إن الزبيدي عقب على قول العراقي المذكور فقال:
" قلت: ورواه كذلك ابن المبارك في " الزهد "، والبيهقي في " الشعب "،
ورواه الديلمي في " مسند الفردوس " من حديث جابر ".
فأقول: هو ضعيف جداً.. فيه كذاب؛ فلا يصلح للتقوية، ويأتي تخريجه عقب هذا.
(تنبيه) : وقع للمناوي وغيره وهم فاحش حول حديث الترجمة؛ فقال في " الفيض " - عقب قول الهيثمي المتقدم: " رجال الطبراني ثقات " -:
" وأفاد الحافظ العراقي أنه ورد من طريق جيد (!) ؛ فقال:
" رواه محمد بن خفيف الشيرازي في " شرف الفقراء "، والديلمي في " مسند الفردوس " من حديث معاذ بسند لا بأس به. ورواه الديلمي من حديث ابن عمر بسند ضعيف جداً " اهـ. وبه يُعرف أن المصنف قصر حيث اقتصر على عزوه للطريق التي لا تخلو عن مقال، وإهمال الطريق السالمة عن الإشكال ".
قلت: وفي هذا التعقب خطأ فاحش من المناوي لا أدري كيف وقع له! فإن الحافظ العراقي إنما قال هذا الذي عزاه إليه في حديث آخر؛ أورده الغزالي في " فضيلة الفقر " من كتابه " الإحياء "(4/ 195) بلفظ:
" تحفة المؤمن في الدنيا الفقر ".
ونقله عنه العلامة الزبيدي في " شرح الإحياء "(9/ 276) في تخريج هذا الحديث؛ لكن سقط من قلمه أو من الطابع لفظ: " جداً ".
هذا أولاً.
وثانياً: قوله: " طريق جيد "؛ غير جيد؛ لأنه بناه على قول العراقي: " بسند لا بأس به "، وهذا وهم أو تساهل منه؛ فإن فيه جهالة - كما كنت بينته فيما مضى برقم (3392) -.
ثالثاً: وعليه، فما أورده المناوي على السيوطي غير وارد - كما هو ظاهر -. فتنبه!
هذا؛ وقد تحرف الطرف الأول من كلام المناوي المتقدم على الأستاذ إرشاد الحق الأثري في تعليقه على حديث جابر الآتي عقب هذا؛ فقال في حاشيته على " العلل المتناهية "(2/ 402 - 403) :
" وقال العراقي:. إنه ورد من طريق جيد، رواه الشيرازي
…
" الخ.
فتحرف عليه قول المناوي: " وأفاد " إلى قوله: " وقال "!
ثم رأيت البوصيري في " إتحاف السادة المهرة "(1/ 112/ 1) قد وافق الذهبي على استدراكه تصحيح الحاكم، وعلى تضعيف الإفريقي؛ ولكنه قال: " لكن له شاهد من حديث أبي جحيفة وعبد الله بن مسعود، وسيأتي في
(كتاب الزهد) ".
قلت: وفي هذا الإطلاق نظر من وجهين:
أحد هما: أنهما موقوفان.
والآخر: أن مدارهما على ضعيف؛ فقد أورده هناك في " الزهد "(3/ 100/2 - 101/ 1) عن ابن مسعود بلفظ:
" ذهب صفو الدنيا؛ فلم يبق إلا الكدرة، والموت اليوم تحفة لكل مسلم ".
وقال:
" رواه مسدد موقوفاً، وفيه (يزيد بن أبي زياد) ؛ وهو ضعيف ".
ثم ذكره عن أبي جحيفة موقوفاً أيضاً وقال:
"رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفاً في " مسنده"، وفي سنده (يزيد بن أبي زياد) ".
قلت: ومن طريقه أخرجه أحمد في " الزهد "(ص 157 -158)، ومن طريقه أبو نعيم في " الحلية " (1/ 133 - 134) ؛ لكنه قال: