الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6841
- (رأيت جعفراً يطير في الجنة، تدمى قادمتاه، ورأيت زيداً دون ذلك، فقلت: ما كنت أظن أن زيداً دون جعفر. فأتاه جبريل فقال: إن زيداً ليس بدون جعفر، ولكنا فضلنا جعفراً لقرابته منك) .
موضوع بهذا التمام.
قال ابن سعد في "الطبقات"(4/ 38) : أخبرنا محمد بن عمرقال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه
قال:
…
فذكره مرفوعاً.
قلت: وهذا موضوع؛ آفته (محمد بن عمر) - وهو: الواقدي -: متهم بالوضع.
وشيخه (عبد الله بن محمد بن عمر بن علي) - هو: العلوي -. قد روى عنه جماعة من الثقات؛ كابن المبارك وغيره، وذكره ابن حبان في " الثقات "
(7/ 1 - 2) وقال:
" يخطئ ويخالف ". وقال الذهبي في " المغني ":
" قال ابن المديني: وسط - وقال غيره: صالح الحديث ". وقال في "الكاشف ":
" ثقة".
قلت: وفيه مبالغة ظاهرة، والأقرب أنه وسط، ونحوه قول الحافظ في " التقريب ":
" مقبول ". والله أعلم.
وأبوه محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب: قال الذهبي في " الكاشف ":
" ثقة ". والحافظ في " التقريب ":
" صدوق من السادسة ".
قلت: فالحديث معضل؛ فهي علة أخرى. لكن قد روي مسنداً من طريق إسحاق بن ابراهيم بن سُنين: ثنا المنذر بن عمار بن حبيب بن حسان: ثنا معن ابن زائدة الأسدي الكوفي - قاثد الأعمش - عن الأعمش عن أبي صالح عن
ابن عباس مرفوعاً بلفظ:
" رأيت كأني دخلت الجنة، فرأيت لجعفر درجة فوق درجة زيد، فقلت: ما كنت أظن أن زيداً يدون أحداً (كذا) ، فقيل لي: يا محمد! تدري بما رفعت درجة جعفر؟ قال: قلت: لا. قيل: لقرابة ما بينك وبينه ".
أخرجه الحاكم (3/ 210) وقال:
"صحيح الإسناد"! ورده الذهبي بقوله:
" قلت: منكر، وإسناده مظلم ".
قلت: كأنه يشير إلى جهالة المنذر بن عمار، وكذا شيخه (معن بن زائدة الأسدي الكوفي قائد الأعمش)، والمذكور في الرواة عن الأعمش:(أبو مسلم الكوفي قائد الأعمش) -، واسمه:(عبيد الله بن سعيد) -: قال البخاري:
"فيه نظر".
فلعله هو صاحب هذا الحديث؛ غيّر اسمه الراوي عنه عمداً أو خطأ، أو (ابن سُنين) هذا، وهو الخُتلي مؤلف كتاب " الديباج "؛ فإن فيه ضعفاً. قال الذهبي في " الميزان ":
" قال الدارقطني: ليس بالقوي. وكذا قال الحاكم. وقال مرة: ضعيف ".
وقد جاء ذكر زيد في رواية أخرى بلفظ أخر؛ يرويه سالم بن أبي الجعد قال:
" أريهم النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، رأى جعفرا ملكا ذا جناحين مضرجا بالدماء، وزيدا مقابله على السرير، وابن رواحة جالساً معهم كأنهم معرضون عنه ".
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف "(2 1/ 4 0 1/ 2248 1) : حدثنا يحيى بن آدم قال: ثنا قطبة بن عبد العزيزعن الأعمش عن عدي بن ثابت عنه.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ لكنه مرسل، قال الحافظ في " التقريب ":
"سالم بن أبي الجعد
…
ثقة، وكان يرسل كثيراً، من الثالثة) .
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "(2/ 106 - 107) دون: " وا بن رواحة
…
".
ثم رواه (108/ 1473) من طريق أبي كريب: ثنا يحيى بن آدم به مختصراً بلفظ:
" أري رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم أصحاب مؤتة فرأى جعفراً
…
" الحديث؛ دون قوله: " وزيداً
…
" إلخ.
ورواه أبو أسامة قال: قال سالم بن أبي الجعد قال: حدثنا أبو القاسم الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" دخلت الجنة، فرأيت جعفراً ذا الجناحين مضرجاً بالدماء ".
أخرجه الدولابي في " الكنى والأسماء "(1/ 158) .
ورجاله ثقات؛ غير أبي القاسم الأنصاري فلم أعرفه.
ورواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سالم بن أبي الجعد عن أبي اليسر عن أبي عامر قال:
بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام [فلما رجعت] ؛ مررت على أصحابي، وهم يقاتلون المشركين بـ (مؤتة)
…
فذكر قصة استشهاد جعفر وزيد وإبن رواحة،
وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كان الذي رأيتم مني أنه أحزنني قتل أصحابي، حتى رأيتهم في الجنة إخواناً على سرر متقابلين، ورأيت في بعضهم إعراضاً كأنه كره السيف، ورأيت جعفراً
…
" الحديث؛ دون قصة زيد وابن رواحة.
أخرجه ابن سعد (2/ 129 - 130) .
وهذا مسند - كما هو ظاهر -؛ لكن (أبو اليسر) هذا لم أعرفه، وكذلك أبو عامر، لكن أورده الحافظ في " الإصابة " من رواية ابن منده من طريق عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن سالم
…
" فذكرطرفه الأول، وقال:
" كذا فيه، ولعله والد عامر ".
وفاته عزوه لابن سعد -، ثم لا أدري هل ما وقع في روايته أنه:(محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى)، أم ما في " الإصابة ":(عيسى بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى) ، وهما أخوان، والأول: ضعيف، والآخر: ثقة، ولم يذكر أحد
منهما في الرواة عن (سالم بت أبي الجعد)، ولا أبوهما (عبد الرحمن بن أبي ليلى) ؛ فلا أدري أيضاً إذا كان قوله في " الإصابة": " عن أبيه، محفوظاً أم لا؟