الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6709
- (مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ فَأَدْرَكَهُ كَانَ لَهُ كِفْلَانِ مِنَ الأَجْرِ، فَإِنْ لَمْ يُدْرِكْهُ كَانَ لَهُ كِفْلٌ مِنَ الأَجْرِ) .
ضعيف جداً.
أخرجه الدارمي في" سننه "(1/ 96 - 97) ، وتمام في " فوائده "(1/ 27 1/ 65 - من ترتيبه) ، والطبراني في " معجمه "(22/ 68/165) ، والقضاعي في" مسند الشهاب "(1/ 292/ 481) ، وابن عبد البر في
" جامعه "(1/ 45) ، وابن عساكر في " تاريخه "(8 1/ 272) - من طريق تمام وغيره، أخرجوه - من طرق عن يزيد بن ربيعة الصنعاني: حدثنا ربيعة بن يزيد قال: سمعت وائلة بن الأسقع يقول:
…
فذكره مرفوعاً. وأشار ابن عبد البر إلى تضعيفه بقوله:
" أحاديث الفضائل تسامح العلماء قديماً في روايتها عن كل، ولم ئنتقدوا فيها كانتقادهم في أحاديث الأحكام ".
قلت: وذلك يكون إما بسوقهم لأسانيدها، أو ببيان حالها عند تجريدها من أسانيدها - كما هو مقرر في محله -.
وهذا إسناد ضعيف جداً؛ آفته (يزيد بن ربيعة الصنعاني) الدمشقي الرحبي؛ فإنه متفق على تضعيفه، وقال البخاري في " تاريخه " (4/ 332/2) :
"حديثه مناكير". وقال النسائي وغيره:
" متروك ". وشذ ابن عدي؛ فقال في" الكامل "(7/ 259) :
" أرجو أنه لا بأس به ". مع أنه روى عن أبي مسهرأنه قال:
" كان قديماً غير متهم؛ ولكني أخشى عليه سوء الحفظ والوهم ".
قلت: وفي قوله " قديماً " إشارة قوية إلى أنه تغير فيما بعد، وهذا ما صرح به ابن حبان؛ فقال في " الضعفاء " (3/ 104) :
" كان شيخاً صدوقاً، إلا أنه اختلط في آخر عمره، فكان يروي أشياء مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد ".
ومما تقدم تعلم تساهل المنذري في " الترغيب "(1/ 54/ 7) بتصديره
الحديث بـ (عن) المشعر بقوته، وقوله عقبه:
" رواه الطبراني في " الكبير "، ورواته ثقات، وفيهم كلام "!
على أن قوله: " فيهم " وهم ظاهر؛ لأن رجاله كلهم ثقات غير يزيد هذا، ونحوه قول الهيثمي (1/ 123) :
" رواه الطبراني في " الكبير "، ورجاله موثقون "!
فكأنه قلد المنذري؛ فقد جمعا بين تشدد وتساهل، والصواب أن يقولا:" ورواته ثقات، وفي أحدهم كلام "!
ومن الغريب أن البوصيري قد قلد المنذري أيضاً - كما سترى -.
وقد رواه بعض الضعفاء عن (يزيد) ، فزاد في المتن، وأسقط من السند، فقال أبو يعلى في " مسنده الكبير " - كما في" المطالب العالية " (ج 1/ 11/1) -:
حدثنا الهذيل بن إبراهيم: ثنا مجاشع بن يوسف: حدثني يزيد بن ربيعة الدمشقي عن وائلة بن الأسقع به.
فأسقط من السند (ربيعة بن يزيد)، وزاد في المتن فقال -:
" ففسره فقال: من طلب علماً فأدركه؛ أعطاه الله أجر ما علم، وأجر ما عمل، ومن طلب علماً فلم يدركه؛ أعطاه الله أجر ما علم، وسقط أجر ما لم يعمل ".
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في " الضعفاء"(3/ 38) ، وابن عساكر أيضاً، أورده ابن حبان في ترجمة (مجاشع) هذا وقال:
"يقلب الأسامي في الأخبار، ويرفع الموقوف من الآثار، لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار ". وقال عقب الحديث:
"
…
أقلب اسمه؛ إنما هو (ربيعة بن يزيد) -
…
ورفعه. وهو قول وائلة ".
قلت: (ربيعة) هذا تا بعي، وما أظن مجاشعاً أدركه؛ فالصواب أن يقال:
(أسقطه) - كما أسلفنا -، وإلى. ذلك أشار الحافظ ابن عساكر بقوله - بين يدي الحديث، وعقب الحديث المتقدم -:
" ورواه مجاشع بن يوسف الأسدي عن يزيد بن ربيعة عن وائلة، وقصر به ".
ثم إن (الهذيل بن إبراهيم) الراوي عنه، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال في " ثقاته " (9/245) :
" حدثنا عنه أبو يعلى، يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات ".
ونقله عنه في " اللسان " ولم يزد.
وقال البوصيري في " إتحاف السادة المهرة "(ق 20/2) :
" رواه أبو يعلى، وفي سنده يزيد بن ربيعة الدمشقي، وهو ضعيف، ورواه الطبراني في " الكبير "، ورجاله ثقات وفيهم كلام "!
كذا قال! وقلده الشيخ الأعظمي في تعليقه على " المطالب العالية " المطبوعة (3/ 121) ! وهو من أعجب ما رأيت من التتابع على التقليد؛ فقد عرفت مما سبق أن هذا كلام المنذري. وهم فيه وهمين.. قلده عليهما الهيثمي.. ثم البوصيري.. ثم الأعظمي.. وأخيراً المعلقون الثلاثة على " الترغيب "(1/123) .. والمعلق على " الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام ".. فيا حسرتاه على ذهاب العلم! وفشو التقليد!
ولهذا الأخير وهم آخر؛ وهو أنه حشر رواية أبي يعلى مع رواية الدارمي وغيره الموصولة، وكذلك فعل من قبله أخونا حمدي السلفي في تعليقه على " مسند الشهاب "؛ كما أنه لم ينتبه في تعليقه على " المعجم الكبير " لخطأ الهيثمي المتقدم في توثيق رجاله؛ فقد نقله وأقره، ولا لخطأ آخر وقع في إسناد " المعجم "؛ وهوأنه وقع فيه سقط ووهم من طريق يحيى بن صالح الوحاظي وغيره قالا: ثنا ربيعة بن يزيد الرحبي عن وائلة
…
؛ فأسقط من الإسناد (يزيد بن ربيعة) - علة الحديث -، وألصق فيه نسبته (الرحبي) بشيخه الثقة؛ فقال:(ربيعة بن يزيد الرحبي)، ولا يعرف بهذه النسبة.. والصواب ما في " مسند الشهاب " من طريق يحيى المذكور: ثنا يزيد بن ربيعة - من أهل دمشق -: حدثني ربيعة بن يزيد عن وائلة
…
وهي رواية الجماعة - كما تقدم -؛ لكن ليس فيها نسبة (الرحبي) ؛ فاقتضى التنبيه!
ولعل السقط المذكور والوهم المزبور في نسخة، المعجم كالتي كانت عند المنذري؛ فلم ينتبه للسقط، ولا لوصف ربيعة بن يزيد بـ (الرحبي) - وليست له -؛ فوثقه، وإن كان كذلك؛ فيكون هناك وهم آخر، وهو أنه لم ينتبه للانقطاع الحاصل من السقط؛ لأن يحيى بن صالح الوحاظي المتوفى سنة (222) لم يدرك بداهة ربيعة بن يزيد الدمشقي؛ لأنه توفي سنة (ثلاث - على الأكثر - وعشرين ومئة) !