الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"وقال غير ابن حبان: لا بأس به".
ولم أدر من الذي يعنيه بقوله: "غير ابن حبان".
والحديث أورده أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في " تذكرة الموضوعات" وقال (ص 80) :
"فيه محمد بن صالح المدني، يروي المناكير عن الثقات". وإليه أشار المنذري بقوله في " الترغيب"(1/119) :
"رواه ابن ماجة، وفي إسناده احتمال للتحسين".
والعلة الأخرى: الانقطاع بين مسلم بن أبي مريم وأبي سعيد الخدري، قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (130) عن أبيه:
"مرسل، بينهما علي بن عبد الرحمن المعاري".
وأما حديث: " ومن أخذ منه القذاة بقدر ما تقذى منه العين، كان له كفلان من الأجر".
فهو موضوع، تقدم في الحديث (3294) .
6519
- (كان إذا قام من الليل يريد أن يتهجد، قال - قبل أن يكبر -: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، والله أكبر كبيرا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من همزه ونفثه ونفخه. قال ثم يقول: الله أكبر. ورفع عمران يديه
يحكي)
منكر بهذا السياق. أخرجه أبو داود في "المراسيل"(88/32) : حدثنا
أبو كامل: أن خالد بن الحارث حدثهم: حدثنا عمران بن مسلم أبو بكر عن الحسن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
…
الحديث.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي بكر - واسمه: فضيل بن حسين البصري - فهو من رجال مسلم، فهو إسناد صحيح، لولا أنه مرسل من مراسيل الحسن - وهو: البصري -، ومراسيله كالريح - كما يقول بعض الحفاظ -، وهذا الحديث مما يؤكد ذلك، فإن التهليل والتكبير المذكور فيه منكر لا نعرفه إلا في هذا الحديث، وكذلك الاستعاذة، بل هذه ذكرها هنا قبل تكبيرة الإحرام أشد نكارة، لأنها وردت في حديث أبي سعيد بعد دعاء الاستفتاح، وقبل قراءة الفاتحة، وهو الذي صرح القرآن الكريم به {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} ، والأحاديث المشار إليها، تراها مخرجة في "إرواء الغليل"(2/ 53 - 57) .
وقد وهم في هذا الحديث رجلان:
أحدهما: المعلق على "المراسيل"، فإنه قال:
" ويشده حديث أبي سعيد الخدري.. قال" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل، كبر، ثم يقول: " سبحانك اللهم
…
" ثم يقول: " لا إله ألا الله" (ثلاثاً) ، ثم يقول: " الله أكبر كبيراً (ثلاثاً) ، أعوذ بالله السميع العليم [من الشيطان الرجيم] من همزه ونفخه ونفثه". ثم يقرأ. وسنده حسن".
قلت: فهذا مما يوهنه - كما ترى، وكما ذكرت آنفاًُ -.
والآخر: مضعّف الأحاديث الصحيحة، فإنه قال في تعليقه على "إغاثة اللهفان" لابن القيم (1/153) بعد تخريجه لحديث أبي سعيد المذكور:
"قلت: ومرسل الحسن أخرجه أبو داود في "مراسيله" (32) نحو هذا"!!
وهذا من بالغ غفلته وجهله بالفرق الشاسع بين الحديثين، فإن لفظة (نحوه) تعني في علم المصطلح، أي: في المعنى. وقد تبين أنه مختلف، وكأنه اغتر بكلام المعلق الأول - وهو شيخه كما يزعم - ثم لخصه بقوله:"نحوه". ومع أن شيخه قد حسن إسناد حديث أبي سعيد كما رأيت - وهو في ذلك مصيب - فإن التلميذ العاق قد شرد عنه بعيداً، فإنه قد أتبع الحديثين بشاهدين من حديث عبد الله بن مسعود، وحديث أبي أمامة، أخذ تخريجهما، وتخريج ما قبليهما من كتابي "الإرواء"، ثم قال عقب ذلك - مشيراً إلى مخالفته تصحيحي للحديث بمجموع طرقه، قال المجتهد الأكبر الذي ينبغي للقراء أن يخضعوا لقوله -:
"وأرى أن يتمهل في تحسين هذا الحديث (يشير إلى تحسين شيخه) ، أو تصحيحه بهذه الشواهد"! يشير إلى تصحيحي!
هكذا قال - هداه الله - دون أن يذكر سبباً! والعلماء في مثل هذا الموقف يعللون ذلك بمثل قولهم: لشدة ضعف هذه الشواهد، أو لشذوذها، أو نكارتها، أو مخالفتها للقرآن، أو لما عليه علماء الإسلام، أو لتضعيف علماء الحديث، ونحو ذلك من العلل، ولكنه لما كان الأمر على خلاف ذلك - وأظن أنه هو على معرفة به - فالشواهد خالية من الضعف الشديد كما تبين ذلك من تخريجه هو - مع أنه مبتور - وعمل به علماء المسلمين، وصححه بعض الحفاظ، وعليه مذهب أحمد وغيره، كما ذكر ابن القيم نفسه في "الإغاثة" الذي سود عليه (المصنف) تعليقه، إذن، ماهو السبب؟ الجواب: هو الهوى وحب الظهور، ولو بالمخالفة والمشاكسة والمعاندة وبطر الحق. والعياذ بالله تعالى. وهذا أمر ظاهر في كل تعليقاته، يعرف ذلك كل من تتبعها. والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.