الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يشير إلى رواية مسلم المحفوظة!
6908
- (يا آنس! إذا هممت بأمر؛ فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك؛ فإن الخيرفيه) .
ضعيف جداً.
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة "(192/ 592) قال: أخبرنا أبو العباس بن قتيبة العسقلاني: حدثنا عبيد الله بن الحميري: ثنا إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك: ثنا أبي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، وكذا قال الحافظ في "الفتح "(11/ 187)، وقال النووي في " الأذكار ":
" إسناده غريب، فيه من لا أعرفهم ".
كذا قال! وتعقبه الحافظ في " نتائج الأفكار " بقوله - كما في " شرح ابن علان "(3/ 257) ؛ فقال بعد أن ساق إسناده المذكور إلا أنه وقع فيه (عبد الله ابن المؤمل الحميري) -:
" فأما أبو العباس؛ فاسمه: محمد بن الحسن - هو: ابن أخي بكار بن قتيبة قاضي مصر، وكان -: ثقة، أكثر عنه ابن حبان في " صحيحه ".
وأما النضر: فأخرج له الشيخان.
وأما (الحميري) : فلم أقف له على ترجمته؛ قال شيخنا - يعني: الحافظ الزين العراقي - في " شرح الترمذي " متعقباً على قول النووي:
" هم معروفون، لكن فيهم راو معروف بالضعف الشديد، وهو (إبراهيم بن البراء) ؛ فقد ذكره العقيلي في " الضعفاء "، وابن حبان، وغيرهم، وقالوا: إنه كان يحدث بالأباطيل عن الثقات، زاد ابن حبان: لا يحل ذكره الا على سبيل القدح فيه. قال شيخنا: فعلى هذا فالحديث ساقط، والثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان إذا دعا؛ دعا ثلاثاً. قلت: أخرجه البخاري من حديث أنس ".
قلت: هنا أمور لا بد من بيانها؛ ما كان منها علينا أو على غيرنا، وكل ذلك لصالحنا وصالح قرائنا:
الأول: قوله (إبراهيم بن البراء) .. هو الصواب، وقع في (الشرح " المذكور:(إبراهيم عن البراء) ، وهو خطأ مطبعي، ووقع في " ابن السني "(ابراهيم بن العلاء عن النضر ". وكذلك وقع في الطبعة الهندية الأخرى (161/ 598) . وكل ذلك خطأ.
الثاني: قوله في الإسناد: (عبيد الله بن الحميري) . وعلى هامش " العمل ":
(عبيد الله بن المؤمل الحميري) . ولم يبين المعلق، هل يعني أنه نسخة، أو أنه ذكره احتمالاً؛ وهو قريب مما وقع في " الشرح ":" عبد الله بن المؤمل الحميري ".
ولم يتبين لي الراجح من ذلك؛ لأني لم أجد له ذكراً على أي وجه من الوجوه المختلفة فيما عندي من كتب الرجال، وهو ما يشعر به قول الحافظ المذكور؛ فلا أدري هل عناه شيخه العراقي بقوله: " هم معروفون، لكن
…
" الخ، أم شغله عنه ترجمته لإبراهيم بن البراء؟
وبالجمله؛ فلهذا الإسناد علتان: إبراهيم هذا والحميري.
الثالث: قول الحافظ في (أبي العباس بن قتيبة) :
" أكثر عنه ابن حبان في " صحيحه "!
فإني أظنه وهماً؛ فإنه لم يذكر في (فهرس شيوخ ابن حبان) في " الصحيح/ بترتيب الإحسان " وضع مؤسسة الرسالة، مع بحثي الخاص عنه، نعم؛ قد أكثر عنه حقاً في كتابه " الثقات "، وقد أشار محققه - جزاه الله خيراً - إلى مواضعه منه بالأرقام؛ فقاربت ثمانين موضعاً، فمن شاء؛ تتبعها. فكأنه لذلك لما ذكر السمعاني الرواة عنه في نسبة (العسقلاني) ؛ ذكر فيهم (ابن حبان) هكذا مطلقاً؛ لم يقيده بـ " في (صحيحه) ". وله ترجمة في " تاريخ دمشق "، وفي " تاريخ الإسلام " للذهبي (23/ 286) وقال:
" وكان ثقة مشهوراً، أكثر عنه ابن المقرئ والرحالون؛ لحفظه وثقته ".
الرابع: قوله: " أخرجه البخاري من حديث أنس ".
فهو وهم أيضاً أو تسامح؛ فإنما رواه البخاري عنه بلفظ:
" كان إذا سلّم؛ سلّم ثلاثاً، وإذا تكلم بكلمة؛ أعادها ثلاثاً ".
وهو مخرج في " الصحيحة "(3473) . وانظو فيه الحديث الذي قبله؛ فإنه من حديث ابن مسعود، وهو الذي ثبته الحافظ العراقي، ولم يروه البخاري، ولما ذكره الغزالي في " الإحياء "؛ قال العراقي في تخريجه إياه (1/ 307) :
" رواه مسلم، وأصله متفق عليه ".
(تنبيه) : كنت خرجت حديث الترجمة قديماً في التعليق على " الكلم الطيب " لابن تيمية، وقعت فيه بعض الأخطاء بسبب التحريف الذي وقع في إسناده في " عمل اليوم والليلة " - كما تقدم بيانه -، وقد لفت نظري إلى ذلك